تشهد إسرائيل، إضرابا عاما عن العمل، اليوم الثلاثاء، وذلك احتجاجا على تزايد العنف ضد المرأة. ويجري الإضراب بمبادرة من المنظمات النسائية وأكثر من 200 مؤسسة إسرائيلية، بما في ذلك الكنيست (البرلمان) واتحاد العاملين والنقابات (الهستدروت) ومنظمة العمال الاجتماعيين. وأكدت الجهات المذكورة أنها ستسمح للموظفات والعاملات بالتخلف عن العمل دون قطعن أجورهن.
وقد جاء هذا الإضراب بعد اكتشاف جريمتي قتل بشعتين لطفلتين، هما: العربية يارا أيوب (16 سنة) من قرية الجش في أعالي الجليل، والإثيوبية الأصل، سيلفانا تسيجاي (12 سنة)، في جنوب تل أبيب، لتضافا إلى سلسلة تألفت من 23 جريمة قتل بحق الإناث، نصفهن من العرب، وغالبيتهن قتلن بأيدي أحد المعارف أو الأقارب منذ مطلع سنة 2018.
وحسب إحصاءات الشرطة، فإنه خلال عام 2011 قُتِلت 27 امرأة وفي العامين 2016 و2017 قُتِلت 16 امرأة في السنة. وفي العامين 2014 و2015 قُتِلت 13 امرأة في السنة. وفي العقد الماضي كله، قتلت 160 امرأة. واعتبرت النائبة عن القائمة المشتركة، عايدة توما سليمان، التي تترأس اللجنة البرلمانية لشؤون المرأة، هذه الأرقام الرهيبة دليلا على قصور الشرطة وعلى فشل الحكومة. ولذلك، فقد قدمت باسم «القائمة المشتركة» مشروعا للكنيست لنزع الثقة عن الحكومة، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية تُعنى بقتل النساء دائما. ولكن الأكثرية الأوتوماتيكية لليمين أسقطت المشروعين.
وقالت عضو الكنيست توما سليمان: «مررنا بيوم عصيب. قُتِلت شابتان على خلفية الجنس. يمكن أن تتعرض كل فتاة وامرأة للقتل وهذه الحقيقة رهيبة. يجب إقامة لجنة تحقيق لتحسين مواجهة هذه الكارثة التي تتعرض لها الدولة». وأضافت: «لم أثق أبدا في هذه الحكومة، بل قلت وأقول إن الحكومة التي تنتهك حقوق الإنسان، حكومة الاحتلال والعنف، الحكومة التي تقود مواطنيها إلى جحيم يومي، هذه الحكومة لن تنصف النساء. ولكن لست وحدي من أطالب بإسقاط هذه الحكومة، معي نظرات وصرخة يارا أيوب ومنال فرازات وكل النساء اللواتي قتلن خلال العقد الأخير والذي بلغ عددهن 160 امرأة! أكثر من 50 في المائة منهن قدّمن شكوى لشرطة إسرائيل، ورغم ذلك، لسن معنا اليوم».
وحيّت النائبة توما - سليمان خلال خطابها النساء اللواتي يناضلن من أجل حق النساء بحياة كريمة من دون عنف ولا قتل، وقالت: «لتستمر الحكومة بالاختباء، وسنستمر نحن بالنضال من أجل النساء وكل المواطنين. لقد أعلنا عن حالة طوارئ، ولأوّل مرّة ستخرج النساء في إسرائيل لإضراب شامل. نحن على مفترق طرق تاريخي، النساء قلن كلمتهن، والجمهور أعلن حجب ثقته عن هذه الحكومة، سينجح الإضراب وسنتابع نضالنا، من أجل منع قتلهن ومن أجل كل امرأة تعاني من عنف وتعيش بخوف ولا تجد أي عنوان، لأن المسؤول عن أمن وأمان المواطنات والمواطنين يعيش حالة إنكار ويتنصل من مسؤولياته».
وقام حراس الكنيست خلال خطاب النائبة توما - سليمان بإخراج ناشطات بالقوة من قاعة الحضور في الهيئة العامة، فأوقفت النائبة خطابها، وتطرّقت لعنف الحراس ضد النساء في الكنيست، وقالت إن «ما يحدث الآن أمام أعيننا ليس إلا تعبيراً عن العنف الممارس ضد النساء في كل مكان».
وقالت النائبة نيفين أبو رحمون في خطابها: «إننا نرفع اليوم علماً أحمر، بلون دم النساء اللواتي عرفتم أنهن سيخسرن حياتهن، ولم تفعلوا شيئا. بلون دم النساء اللواتي قبرنهن تحت التراب، لكن القتلة ما زالوا أحراراً». وأضافت أبو رحمون: «إننا نوجّه أصابع الاتهام للشرطة وللحكومة التي لا تقوم بواجبها من أجل وقف شلال دم النساء الجاري في بلداتنا. المجرمون أحرار، والشكاوى تبقى مجرد بلاغات لا تؤخذ بجدية لتحمي النساء، والسلاح منتشر يهدّد أمنا وسلامتنا. هذا كلّه بفعل قرار سياسي».
إضراب عام في إسرائيل احتجاجاً على تزايد جرائم قتل النساء
160 قتيلاً في العقد الأخير بينهم 23 امرأة في 2018 وحده
إضراب عام في إسرائيل احتجاجاً على تزايد جرائم قتل النساء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة