«مهرجان لبنان الوطني للمسرح» ينطلق مع «البحر أيضاً يموت»

في دورته الأولى بدعم من «هيئة المسرح العربي»

فريق مسرحية فريزر
فريق مسرحية فريزر
TT

«مهرجان لبنان الوطني للمسرح» ينطلق مع «البحر أيضاً يموت»

فريق مسرحية فريزر
فريق مسرحية فريزر

إنجاز مهم للمسرح اللبناني الذي يعاني من موجات صعود وهبوط مستمرة، تزامن مع انطلاق الدورة الأولى من «مهرجان لبنان الوطني للمسرح» التي حملت اسم الممثل القدير والمخضرم أنطوان كرباج. وقد اختيرت 7 من نخبة المسرحيات التي عرضت في السنتين الأخيرتين لتخوض هذه المسابقة التي انطلقت مساء أمس، مع عرض مسرحية «البحر أيضاً يموت» لأنطوان الأشقر، وهي تدخل في منافسة مع 6 مسرحيات أخرى تعرض تباعاً، بمعدل مسرحية كل يوم في «مسرح المدينة» حتى التاسع من ديسمبر (كانون الأول). وفي العاشر من الشهر يقدم عرض خاص من خارج المسابقة، لمسرحية الموهوب عصام بو خالد «مأساتي» التي سبق وعرضت بنجاح، ليتبعها الإعلان عن النتائج. وقد تقرّر توزيع جوائز للفئات التالية، جائزة أفضل تأليف، جائزة أفضل إخراج، كما أفضل سينوغرافيا، أفضل تمثيل إناث، أفضل تمثيل ذكور، وجائزة التأليف الموسيقي والمؤثرات، وكذلك جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل، وتبلغ قيمة الجائزة 22 ألف دولار. ويعود الفضل في تحقيق هذا الحلم اللبناني إلى التعاون بين وزارة الثقافة اللبنانية و«الهيئة العربية للمسرح» في الشارقة، التي تعمل على تشجيع ورعاية المسرح العربي وسبق لها أن تعاونت مع وزارات معنية ومؤسسات مسرحية عدة في دول عربية. وهذه السنة تعمل الهيئة مع عدة بلدان لإطلاق مهرجانات وطنية في كل من السودان وموريتانيا والبحرين وفلسطين ولبنان.
ومسرحية الافتتاح أمس في بيروت كانت مع «البحر أيضاً يموت» التي أعادنا من خلالها المخرج أنطوان الأشقر إلى عشية الحرب الأهلية الإسبانية، نهاية ثلاثينات القرن الماضي، لنلتقي فديريكو غارسيا لوركا في زنزانته قبل أن يقتل عقاباً له على تمرده على الطغيان. هكذا يسترجع ويستعرض الشاب الذي لم يكمل أربعينه شريط حياته من الطفولة إلى اللحظة التي يرى أنّه سيستسلم فيها للموت عنوة. وقد لجأ المخرج إلى أشهر مسرحيات لوركا «بيت بيرناردا»، «ماريا بينيدا» و«عرس الدم»، ليستجمع منها مقتطفات هذه المسرحية التي قدمت منذ شهرين ضمن «المسرح الأوروبي» في بيروت. والمسرحية الثانية التي تعرض اليوم وتنافس على جوائز المهرجان فهي «وهم» للمخرج كارلوس شاهين. وهي ذات صيغة تجريبية من تمثيل جوزيف زيتوني، وسيرينا شامي، وكارول الحاج، ووسام فارس. مقتبسة عن نص الروسي إيفان فيريبايف، يخلط فيها الرواة على المسرح بين الوهمي والحقيقي، يحكون ما يدور في أذهانهم عن مشاعر الحب والغياب والخلجات المتناقضة. والثالثة التي تدخل المنافسة فهي «البيت» للمخرجة الشابة كارولين حاتم، وتروي فيها قصة ثلاثة إخوة يفقدون والدتهم، ويتصارعون على اقتسام البيت الذي ورثوه، لكنّهم في الحقيقة يتصارعون مع رغباتهم، ماضيهم، وضياعهم في رؤيتهم إلى مستقبلهم. ومسرحية «فريزر» للمخرجة بيتي توتل التي تروي قصة حب من نوع آخر، من خلال حياة امرأة وزوجها سافر ولداهما، ووجدا نفسيهما وحيدين.
أما مسرحية «شخطه شخطين»، فهي معربة عن مسرحية شاهدتها المخرجة باتريسيا نمور في «مهرجان افينيون» الفرنسي وأغرمت بها، وقررت نقلها إلى اللبنانية وعرضت على «مسرح بيريت» سابقاً، وهي عن معاناة امرأة تلهث وراء حلم الحمل والإنجاب، وهو موضوع شيق وحساس، وللكبار فقط. وسيتمكن الجمهور الذي تفتح له أبواب العروض بالمجان من مشاهدة مسرحية «حكي رجال» للينا خوري، التي تحاول أن تستنطق فيها الرجال طوال أكثر من ساعة. فيما مسرحية «الديكتاتور» المأخوذ نصها من رائعة الشاعر والأديب عصام محفوظ تقدمها تمثيلاً وإخراجاً سحر عساف في ساعة ونصف، تعرض من خلالها لأمراض الطغيان السلطوي وخنوع الناس.


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.