وول ستريت تحقق «إغلاقاً قياسياً» مع زيادة الثقة

الأسواق العالمية تترقب اجتماع أميركا والصين

أغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة على مكاسب قياسية بدوافع من زيادة ثقة المستثمرين (غيتي)
أغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة على مكاسب قياسية بدوافع من زيادة ثقة المستثمرين (غيتي)
TT

وول ستريت تحقق «إغلاقاً قياسياً» مع زيادة الثقة

أغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة على مكاسب قياسية بدوافع من زيادة ثقة المستثمرين (غيتي)
أغلقت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة على مكاسب قياسية بدوافع من زيادة ثقة المستثمرين (غيتي)

بدعم من تزايد الثقة، أغلقت «وول ستريت» على مكاسب قياسية يوم الجمعة، محققة أكبر مكاسبها الأسبوعية، وذلك بدفع من الأنباء الإيجابية على الصعيد الداخلي، المتمثلة في احتمالية تخفيف مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) لمعدلات رفع الفائدة العام المقبل. وخارجياً، مع زيادة الأمل في التوصل إلى صيغة تفاهم بين الولايات المتحدة والصين تخفض من حدة الحرب التجارية.
وارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا والرعاية الصحية الجمعة الماضية، لتصعد مؤشرات البورصة الأميركية بنسبة 0.8 في المائة، حيث صعد مؤشر ستاندرند آند بورز 500 بمقدار 22 نقطة ليصل إلى 2760 نقطة، وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 199 نقطة، أو إلى 25.538 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك 57 نقطة إلى 7330 نقطة، وهو أكبر مكسب أسبوعي من حيث النسبة المئوية لمؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، في نحو 7 سنوات، بعد أن لمح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى نهج أكثر اعتدالاً بشأن مستقبل أسعار الفائدة. كما لقيت الأسهم الأميركية دعماً أيضاً من تفاؤل المستثمرين بتحقيق تقدم في المباحثات بين الولايات المتحدة والصين.
في حين أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض، بعد تراجع صباحي بفعل بيانات ضعيفة من الصين. وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.2 في المائة، منهياً الشهر على خسارة قدرها 1.1 في المائة، بعد موسم لأرباح الشركات جاء دون التوقعات.
وهبط المؤشر داكس الألماني، الأكثر تأثراً بالصين بسبب شركات التصدير الكبيرة المدرجة عليه، 0.4 في المائة. وتكبدت أسهم الشركات الألمانية الكبرى خسارة للشهر الرابع على التوالي، مع انخفاض نسبته 1.6 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي أطول سلسلة خسائر منذ عام 2008.
وأعلنت الصين أول من أمس عن أضعف بيانات لنمو نشاط المصانع في أكثر من عامين، مما يثير مجدداً مخاوف بشأن نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم قبيل محادثات تجارية مهمة.
وتراجع مؤشر أسهم شركات صناعة السيارات واحداً في المائة بفعل تلك البيانات والقلق بشأن الرسوم الجمركية. وانخفضت أسهم شركات التعدين 0.9 في المائة، متضررة من تنامي المخاوف بشأن الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم.
ومن بين أكبر الأسهم المتراجعة على المؤشر ستوكس أيضاً، هبطت أسهم عملاقي السلع الفاخرة «كيرينج» و«إل في إتش إم» 1.2 في المائة، و1.5 في المائة على التوالي، وتتأثر أسهم شركات السلع الفاخرة على وجه الخصوص بتباطؤ النمو في الصين، أكبر سوق للعلامات التجارية الفاخرة.
وارتفعت الأسهم اليابانية إلى أعلى مستوى في أسبوعين، بدعم من الأسهم الدفاعية وأسهم قطاع البترول، لكن المكاسب كانت محدودة مع ترقب المستثمرين ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ. وارتفع المؤشر نيكي 0.4 في المائة إلى 22351.06 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى إغلاق منذ الثامن من نوفمبر. وزاد المؤشر 3.3 في المائة خلال الأسبوع، و2 في المائة خلال الشهر، مسترداً بعض الخسائر التي مني بها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي بلغت 9.1 في المائة. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.5 في المائة إلى 1667.45 نقطة.
ومع هدوء حدة المخاوف في الأسواق، انخفضت أسعار الذهب الجمعة، مع ارتفاع الدولار قبيل محادثات التجارة بين رئيسي الولايات المتحدة والصين، بينما تخطت أسعار البلاديوم حاجز 1200 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى. وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.24 في المائة إلى 1221.37 دولار للأوقية في أواخر جلسة التداول بالسوق الأميركية. وانخفضت العقود الأميركية للذهب 0.33 في المائة، لتبلغ عند التسوية 1220.10 دولار للأوقية. وتراوحت أسعار الذهب في نطاق بين 1210.65 دولار و1230.07 دولار على مدار الأسبوعين المنقضيين.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، قفز البلاديوم في أثناء الجلسة إلى مستوى قياسي مرتفعاً فوق 1200 دولار للأوقية للمرة الأولى، قبل أن يتخلى عن مكاسبة، وينخفض 0.2 بالمائة عند 1178.49 دولار في أواخر التعاملات. لكن المعدن، الذي يستخدم بشكل أساسي في أجهزة تنقية العادم بالسيارات، ينهي الشهر على مكاسب تزيد على 9 في المائة. وقال ميغيل بيريس سانتالا، نائب رئيس «هيروس ميتال مانجمنت»، في نيويورك: «يوجد نقص كبير في المعروض من البلاديوم في سوق البيع الحاضر، وذلك يترجم إلى دعم أساسي لسعر البلاديوم القوي».
وانخفضت الفضة 1.2 في المائة إلى 14.13 دولار للأوقية. وهبط البلاتين 2.75 في المائة إلى 795.55 دولار للأوقية، مسجلاً رابع انخفاض أسبوعي على التوالي. وينهي البلاتين الشهر على خسارة تزيد على 4 في المائة، بعد أن سجل مكاسب في الشهرين السابقين.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.