تصفية متطرفين في القوقاز والحكم على آخر بتهمة الترويج للإرهاب

TT

تصفية متطرفين في القوقاز والحكم على آخر بتهمة الترويج للإرهاب

قالت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي، إن عناصرها تمكنوا من تصفية 3 مسلحين أصوليين، خلال عملية أمنية في منطقة مايسكي في جمهورية قبردين - بلقاريا بالقوقاز، وأشارت إلى أنهم كانوا قد قضوا عقوبات بالسجن بعد إدانتهم سابقاً بارتكاب جرائم جنائية لا تتصل بالتطرف والإرهاب.
إلى ذلك، حكمت محكمة مديرية موسكو العسكرية، بالسجن أربع سنوات مع الأشغال الشاقة، على مواطن روسي من جمهورية الشيشان، كانت النيابة العامة وجهت له اتهامات بالترويج لتنظيم داعش الإرهابي، عبر موقع التواصل الاجتماعي الروسي، وقالت إن المتهم كان قد خضع لمحاكمة في وقت سابق بتهمة محاولة الانضمام إلى صفوف الجماعات الإرهابية.
وكان مكتب العلاقات العامة في هيئة الأمن الفيدرالي الروسي، قد أعلن أمس، أن عناصر الهيئة نفذوا عملية أمنية، بالتعاون مع قوات الشرطة المحلية في منطقة مايسكي، في جمهورية قبردين - بلقاريا، تمكنوا خلالها من إحباط نشاط مواطنين أعضاء في خلية دينية متطرفة، وقال إنهم كانوا يخططون لقتل عناصر في الأجهزة الأمنية، ورجال أعمال كبار في المنطقة.
وأشارت الهيئة في تصريحات نقلتها وكالة «ريا نوفوستي» إلى أن أعضاء الخلية المتطرفة أبدوا خلال محاولة اعتقالهم مقاومة مسلحة شرسة، ونتيجة تبادل إطلاق النار، تمكن الأمن من تصفية ثلاثة منهم واعتقال رابع. كما تمت مصادرة أسلحة ضبطها الأمن بحوزتهم. وفتحت النيابة العامة ملف قضية جنائية في الحادثة بموجب فقرات قانون الجنائي الروسي حول «التداول غير القانوني للأسلحة»، و«الاعتداء على حياة ممثلي الأجهزة الأمنية».
وقال مكتب العلاقات العامة في بيانه، إن «المسلحين الثلاثة الذين تمت تصفيتهم من سكان جمهورية قبردين - بلقاريا، وأعمارهم تتراوح بين 20 وحتى 31 عاماً»، وأكد أنهم «أدينوا سابقاً في جنايات عادية، وأمضوا عقوبات بالسجن، قبل أن يطلق سراحهم عامي 2017 - 2018». ولم يوضح المكتب طبيعة تلك الجنايات ومتى ارتكبوها، والفترة التي أمضاها كل منهم في السجن، إلا أنه أكد أن العضو في الخلية البالغ من العمر 31 عاماً، والذي ينحدر من قرية نارتان في قبردين – بلقاريا، هو العقل المدبر الذي شكل الخلية المتطرفة.
وفي وقت لاحق، نشرت هيئة الأمن الفيدرالي مقطع فيديو، تظهر فيه سيارة من نوع «فاز - 2017»، وعليها ثقوب نتيجة إطلاق النار، وفي داخلها جثث القتلى الثلاثة، وعلى الأرض بجانبها عرض الأمن أسلحة صادرها منهم، بينها رشاشات فردية، ومسدسات، وبنادق صيد.
في شأن متصل بالإرهاب، أصدرت محكمة موسكو العسكرية يوم أمس حكمها في قضية المواطن أحمد إلسانوكايف، من مواليد مدينة غروزني، وحكمت عليه بالسجن أربع سنوات مع الأشغال الشاقة، عقاباً على «العضوية» في تنظيم داعش الإرهابي، وتنظيم صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الروسي «فكونتاكت»، يقول التحقيق إن المتهم كان يدعو من خلالها للإرهاب. فضلاً عن ذلك، قررت المحكمة حرمانه مستقبلاً من أي وظيفة رسمية على صلة بإدارة المواقع والصفحات على الإنترنت. وقال ممثل الادعاء، إن إلسانوكايف «كان يوزع أدبيات (داعش)، ونظر بإيجابية إلى آيديولوجية العنف، ويكن الكراهية لغير المسلمين، وكذلك نحو المسلمين الذين يرى أنهم يسيرون على درب الضلال». وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» أن المتهم أقر بذنبه، وقال خلال جلسة المحكمة: «أدركت خطئي، وأعترف بذنبي».
وجاء في ملف القضية أن المدعو إلسانوكايف البالغ من العمر 30 عاماً، غادر عام 2015 من منطقة كوريل؛ حيث كان يقطن حينها، باتجاه منطقة الحدود التركية – السورية، والتحق هناك بمعسكر تدريب لتنظيم داعش، وخضع لتدريبات عسكرية خاصة، إلا أنه رغم ذلك لم يشارك في القتال؛ لكنه أسس خلال وجوده في ذلك المعسكر صفحة على موقع «فكونتاكت»، دعا من خلالها إلى «تنفيذ أعمال إرهابية، وممارسة نشاط متطرف»، كما استغلها لتجنيد متطوعين جدد في صفوف التنظيم. وفي عام 2016 عاد إلى روسيا، وتخفى على الفور في الشيشان؛ لكن أجهزة الأمن تمكنت من اعتقاله. وفي مارس (آذار) 2017، حكمت عليه محكمة في مدينة غروزني بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة، وحرمانه من «الحريات» لمدة عام، بتهمة «محاولة المشاركة في نشاط جماعات مسلحة خارجة عن القانون».


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )
آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.