«شباب ضد التحرش»... حملة مصرية لحماية الفتيات

تدريبات للدفاع عن أنفسهن في معسكرات وورش توعية

إحدى فقرات الحفل الذي أقيم بمركز الشباب في الجزيرة
إحدى فقرات الحفل الذي أقيم بمركز الشباب في الجزيرة
TT

«شباب ضد التحرش»... حملة مصرية لحماية الفتيات

إحدى فقرات الحفل الذي أقيم بمركز الشباب في الجزيرة
إحدى فقرات الحفل الذي أقيم بمركز الشباب في الجزيرة

في حفل فني حاشد أحياه عدد من الفرق الشبابية، بمركز شباب الجزيرة بالقاهرة، أطلقت وزارة الشباب والرياضة المصرية، حملة جديدة لمكافحة التحرش تحت عنوان «شباب ضد التحرش»، بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وذلك بالتزامن مع الحملة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للمرأة لمكافحة العنف ضد المرأة على مدار 16 يوماً تنتهي في 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وأشاد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في كلمته خلال الحفل، بتعاون الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، خصوصاً عبر تنفيذ دورات تدريبية لتعليم الفتيات مهارات الدفاع عن أنفسهن، معلناً «نية الوزارة تعميم الحملة في باقي محافظات مصر»، وقال إن هذه الحملة «تسعى للحد من التحرش، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ودعم حقوق المرأة، ومواجهة كل أنواع العنف ضدها»، مؤكداً «أهمية دور المرأة داخل المجتمع كونها شريكاً أساسياً في بناء المجتمعات»، مشيراً إلى «الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن والثقافة والرياضة في التأثير ونشر القيم والمبادئ بين الشباب»، وقال إن «الوزارة تضع على رأس أولوياتها تطوير مراكز الشباب لتؤدي دوراً فاعلاً في خدمة المجتمع».
وأوضحت دينا فؤاد، رئيس الإدارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني بوزارة الشباب والرياضة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المشروع يتضمن عدة مجالات من بينها تنمية وبناء القدرات البشرية والمؤسسية، سواء كانت حكومية أو غير حكومية، وتوعية الشباب والفتيات لتمكينهم من مواجهة التحرش، إضافة إلى تعزيز الوعي المجتمعي العام تجاه هذه القضية».
ويستهدف المشروع، وفقاً لفؤاد، 12 محافظة؛ هي «القاهرة، والجيزة، والفيوم، وسوهاج، وقنا، وأسوان، وشمال سيناء، والإسماعيلية، والدقهلية، والشرقية، والإسكندرية»، من خلال عدة أنشطة تتضمن «إعداد مدربين لحملة (مجتمعي أرقى دون تحرش)، وتنفيذ 7 معسكرات لإعداد كوادر مناهضة التحرش بالمحافظات، وتدريب الفتيات على الدفاع عن أنفسهن، إضافة إلى مجموعة من ورش التوعية».
وأعربت ياسمين حمدان، مديرة مشروع «شباب ضد التحرش» بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي، عن سعادتها بإطلاق الحملة، مشيرة إلى أن «الوكالة تنفذ المشروع بتكليف من الحكومة الألمانية منذ عام 2016». ويعتبر التحرش من إحدى أهم مظاهر العنف ضد المرأة في مصر، خصوصاً في وسائل النقل العام، ووفقاً للمسح التتبعي للنشء والشباب في مصر عام 2014، فإن 43.8 في المائة من النساء المصريات في الفئة العمرية من 10 إلى 29 سنة تعرضن للتحرش، وقبل أيام أطلقت مصر ممثلة في المجلس القومي للمرأة الحملة القومية ضد التحرش في المواصلات، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للمرأة.
وأوضحت فؤاد أن «مشروع شباب ضد التحرش يأتي في إطار دور الوزارة المجتمعي لنشر القيم والمبادئ المناهضة للتحرش، وحماية الفتيات، ودعم حقوق المرأة، وزيادة الوعي نحو كيفية منع حالات التحرش، وغيرها من أشكال العنف ضد النساء والفتيات، والتوعية بالقوانين القائمة ضد التحرش والعقوبات المترتبة عليها».
وقالت فؤاد، في بيان صحافي، إنه «للمرة الأولى في مصر والعالم العربي تتبنى وزارة حكومية سياسة داخلية خاصة لمناهضة التحرش الجنسي سواء داخل أروقة الوزارة، أو في الأماكن التابعة لها، بهدف توفير بيئة يحظى فيها العاملون والعاملات والمستفيدون من الخدمة بالتقدير والاحترام والمساواة في الحقوق والواجبات، إعمالاً للدستور المصري والاستراتيجيات الوطنية».
وتضمن الحفل فقرات موسيقية قدمتها يسرا الهواري، وفاطمة عادل، وشيرين عبده، وفريق «مسار إجباري»، وفريق «بهججة»، إضافة إلى معرض للمبادرات المحلية والدولية والحكومية في مناهضة العنف.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.