مهرجان «بيروت آند بيوند»: موسيقى كلاسيكية وحديثة تجول في 4 مسارح

يضم مجموعة فنانين محليين ودوليين أبرزهم تانيا صالح

الفنانة تانيا صالح تفتتح مهرجان «بيروت آند بيوند» الموسيقي في 6 من الشهر الحالي على مسرح «ستايشن بيروت»
الفنانة تانيا صالح تفتتح مهرجان «بيروت آند بيوند» الموسيقي في 6 من الشهر الحالي على مسرح «ستايشن بيروت»
TT

مهرجان «بيروت آند بيوند»: موسيقى كلاسيكية وحديثة تجول في 4 مسارح

الفنانة تانيا صالح تفتتح مهرجان «بيروت آند بيوند» الموسيقي في 6 من الشهر الحالي على مسرح «ستايشن بيروت»
الفنانة تانيا صالح تفتتح مهرجان «بيروت آند بيوند» الموسيقي في 6 من الشهر الحالي على مسرح «ستايشن بيروت»

للسنة السادسة على التوالي، تحتضن بيروت مهرجان «بيروت آند بيوند» الموسيقي في برنامج يضم مجموعة من الفنانين المحليين والدوليين. ينطلق هذا المهرجان الذي سيطل عبر 4 مسارح في بيروت من 6 ولغاية 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
فكما مسرح «ستايشن بيروت» و«مترو المدينة»، كذلك ستقام حفلاته على مسرحي «ستوديو زقاق» و«بالروم بليتز». فيستضيف كل واحد منها نحو ثلاث حفلات مختلفة يشارك فيها نجوم في عالم الغناء والعزف من لبنان وفلسطين وإسبانيا ومصر والنرويج وغيرها.
وتعد المغنية اللبنانية تانيا صالح أحد أبرز نجوم هذا المهرجان، فتقدم خلاله ولأول مرة مباشرة على خشبة المسرح (ستايشن بيروت) أغاني أحدث ألبوماتها «تقاطع» (إنترسيكشين). وهو عبارة عن رسائل مختلفة تتوجه بها إلى جيل اليوم ليتعرّف عن جدارة على تاريخنا العربي الغني بالقيم الاجتماعية والإنسانية والتجارب المفيدة.
ومع أغنيتها «قلي كيف بروح» (من كلماتها وألحانها) تستهل تانيا حفلتها، لتليها مجموعة أخرى: «فرحاً بشيء ما» لمحمود درويش من ألحانها، و«ليس في الغابات عدل» لجبران خليل جبران، و«القصيدة الدمشقية» (نزار قباني)، وغيرها من الأغاني كـ«أنا ليليت» التي ستشاركها بها على المسرح كاتبتها جومانا حداد. وتشير صالح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها متحمسة جداً لتقديم هذا الحفل في بيروت بعد غياب عن مسارحها. «لقد آثرت أن أحيي هذا الحفل بعد جولات كثيرة قمت بها خارج لبنان، بينها في الكويت ودبي والنرويج والسويد، كي أكون مستعدة له على أكمل وجه. فاللبناني يتذوق الفنون الموسيقية بشغف ويولي كامل عناصرها الأهمية المطلوبة كونه دقيقاً في خياراته». ومن الأغاني التي ستقدمها تانيا صالح في هذا الحفل اثنتين من قديمها، وبينها «رضى مش راضي» من ألبومها «شوية صور». ويستغرق حفلها الذي يقام في 6 من الشهر الحالي على مسرح «ستايشن بيروت» 45 دقيقة تشاركها فيه «الدي جي» السويدية ليزا نوردستروم التي سبق وتعاونت معها في أكثر من حفلة خارج لبنان بتقنيتها الإلكترونية المعروفة فيها. ويسبق تانيا على المسرح التونسي عماد العليبي الذي يولي بموسيقاه اهتماماً كبيراً للقيم الإنسانية، لا سيما بنبذ الاختلافات العرقية.
ومن الفنانين المشاركين في هذا المهرجان، عازف العود الفلسطيني باسل زايد والإسباني خافيير دييز إينا وفريق «الإخفاء» الغنائي الفلسطيني المصري، الذين يقدمون في اليوم الثاني للمهرجان (7 من الشهر الحالي) وعلى مسرح «مترو المدينة» حفلات منفصلة.
وفي 8 من الشهر الحالي وعلى خشبة مسرح «زقاق ستوديو»، سيكون اللبنانيون على موعد مع الفريق اللبناني الغنائي «التنين» وآخر موسيقي يتألف من عازفي الرغن والساكسوفون سيغ والريك تروفاز الفرنسيين. فيما تستضيف الخشبة نفسها الفريق المصري «بسكوت للبلطجية» المعروف بموسيقاه التي ترقص على أنغامها أجيال مختلفة.
وتشير مديرة المهرجان أماني سمعان في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه وعلى هامش الحفلات ستعقد حلقات نقاش حول موضوعات تلامس عن قرب الفرق الفنية الصاعدة في لبنان، التي تأخذ إدارة المهرجان على عاتقها مساندتها وتشجيعها.
وتقول: «هناك برنامج المتخصصين ونتناول خلاله موضوعات تحدث مباشرة على الساحة وكيفية تلقفها. سنلتقي في النسخة السادسة من المهرجان مع مسؤولين في جمعية (الملحنين وناشري الموسيقى)sacem) ) من لبنان وفرنسا، لنتواصل معها حول كيفية تطبيق أعمالها وقوانينها، لا سيما أنه صار لديها اهتمام ملحوظ بالفرق الفنية الصاعدة والحديثة». وتتابع: «كما أننا من خلال هذا الحدث نحاول تحفيز الفنانين الصاعدين على امتهان الموسيقى، وإعطائهم فرصة إحياء حفلات خارج لبنان من خلال جمعهم بفنانين محترفين، وهو ما قمنا به في عام 2017، وذلك ضمن برنامج آخر بعنوان (لقاء مع الفنانين)».
ويتم دعم هذا المهرجان من جهات كثيرة ثقافية (المراكز الثقافية الفرنسية والإسبانية والبريكانية في لبنان)، وكذلك من قبل مهرجان «أوسلو وورد» النرويجي (الداعم الأكبر)، وتعاون مع وزارة الخارجية الدانماركية.
ويختتم المهرجان أعماله في 9 ديسمبر (كانون الأول) مع فتيات «غيرلز» من النرويج وفريق «كينيماتيك» من لبنان. ويقدم هذا الأخير أغاني وموسيقى إلكترونية صاخبة وحديثة مع تيدي طويل وفراس الحلاق، إضافة إلى أركانه الأربعة الأساسية أنطوني صهيون ورودي غفري وروي كاظم وأكرم حاج. وتقدم في الأمسية نفسها الموسيقية اللبنانية ليليان شلالا التي تتولى شخصياً إدارة حفلاتها على الخشبة من خلال تقديم مقاطع موسيقية من نوع البوب الغربي.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».