روان طحطوح: قبل قيامي بأي دور يجب أن أقع في حبّه

قالت الممثلة روان طحطوح إن مسلسل «حبيبي اللدود» يحمّل مشاهديه مسؤولية كبرى ليحفظوا من تجاربهم الدروس فتتغير نظرتهم للأمور. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة وبعد مشاركتي في هذا العمل استوعبت مدى فظاعة الحرب ولماذا يخافها اللبنانيون الذين عاشوها وخسروا شهداء لهم فيها. فأحداث المسلسل المأخوذة من الواقع أعادتنا إلى ذكريات أليمة نرفض جميعنا عودتها. ولكوني لم أعشها لسني الصغيرة، فقد عرّفتني أحداث المسلسل على حقبة مؤلمة مر بها اللبنانيون الذين ينتابهم الخوف لمجرد ذكرها».
وتلعب روان في المسلسل دور «ريما» ابنة أحد زعماء الحرب اللبنانية، والتي تتمتع بانتماء للوطن رغم دراستها الجامعية خارج بلادها. تقول: «إنني من النوع الذي لا يقدم على لعب دور معين إلا إذا وقعت في حبّه. وهذا ما حصل معي بالفعل في (حبيبي اللدود) إذ أحببت شخصية (ريما) وتفانيها في حب وطنها، إضافة إلى تمتعها بشخصية الصبية المتواضعة واللطيفة، رغم العز الذي تعيش فيه».
ووصفت طحطوح تعاونها مع الممثل فادي أندراوس بالرائع، ولا سيما أن تناغماً ولد بينهما منذ اللحظة الأولى ساهم في أدائهما الطبيعي. وعن تعاونها مع الممثل يورغو شلهوب بعد أكثر من 17 عاماً لمشاركتها إياه سابقاً في دور الصغيرة «بيسيي» في مسلسل «بنات عماتي» وهو يعاد عرضه حاليا بموازاة مسلسلها الحالي، تعلق: «أعتقد أنه تفاجأ برؤيتي صبية أقف أمامه بعدما تعرف إليّ وأنا في عمر 8 سنوات في المسلسل المذكور. ولقد سعدت جداً بالوقوف إلى جانبه مرة جديدة، ولا سيما أنه يمتاز بشخصية الممثل المحبوب على موقع التصوير. فهو يتمتع بالهدوء ويمثل بشكل محترف جداً يريح من يقف أمامه.
فمنذ نحو 17 عاماً فرحت في تعاوني معه والشعور نفسه انتابني اليوم في (حبيبي اللدود) فكنت متحمسة جداً للعمل إلى جانبه».
وروان التي لمع نجمها من خلال اتباعها خطوات ثابتة في عالم التمثيل بحيث صعدت سلم الشهرة درجة درجة، فتريثت في إطلالاتها الدرامية بعد أن كانت تدقق في خياراتها، يلمس المشاهد نضج أدائها اليوم في ظل براعتها في لعب أدوار صعبة في مسلسلات كثيرة كـ«عشق النساء» و«أمير الليل»، ومؤخراً «بلحظة» الذي تطلب منها تقديم شخصية متناقضة. تقول روان: «في الحقيقة اجتهدت كثيراً في مشواري وكنت أقوم بخياراتي بعد تفكير طويل كي لا أقع في فخ التكرار، فيمل المشاهد مني. وعندما عرض عليّ الدور في (حبيبي اللدود) جذبتني الشخصية، فكنت أقرأها بنهم على الورق ومتحمسة لنقلها أمام الكاميرا».
وعن كيفية تحضيرها لدورها هذا، توضح: «جوّدت كثيراً مع كاتبة النص خالتي منى طايع، ووقفت على أبعاد هذه الشخصية وما عاشته. وفي الوقت نفسه قرأت جميع شخصيات العمل، لأتفهم الترابط بيني وبينهم في سياق قصة العمل. وبالفعل استطعت تقمص دور (ريما) وأن أذوب فيه إلى آخر حد، بعد أن أغرمت بشخصيتها فصارت كأنها جزء مني».
وتتمتع روان طحطوح بأداء تمثيلي طبيعي وعفوي، عرفت به منذ بداياتها وهي في سن صغيرة، فكانت تعرف كيف تتلقف المشهد وتقدمه على طريقتها دون أي مبالغة. تقول: «أخاف على طبيعتي هذه في الأداء، ولذلك تريني لا أحسب حساباً للكاميرا ولكل ما يحيط بي أثناء التمثيل. فالعفوية في الأداء قد يخسرها صاحبها أيضاً بسبب الأضواء والشهرة التي يعيشها، فيصبح قلقاً على مستقبله ويخاف فقدان مركزه على الساحة. فيقع في أخطاء كثيرة تخسره ميزته هذه، ولذلك لا أولي أي اهتمام لهذه الأمور وأقف أمام الكاميرا بطبيعتي دون أن أحذرها أو أن أفكر بها».
تتدخل الممثلة الشابة ببعض التفاصيل التي تتطلبها شخصيتها التمثيلية. وفي إطلالتها الحالية عرفت كيف تفصل ما بين الفتاة العادية وتلك الثرية من خلال شكلها الخارجي. تقول: «نعم، لقد فضّلت تقديم مشاهدي بالأجواء التي تتطلبها دون زيادة أو نقصان. فتلك التي تطلبت مني الظهور مستيقظة من النوم من دون أي ماكياج طبقته على الأرض، فيما كنت آخذ أغراضي الخاصة من مساحيق التجميل كي استعملها وأبدو على أفضل وجه في مشاهد تطلبت مني إطلالة مغايرة تماماً ترتكز على الشياكة والتبرج بشكل لافت ولائق معاً».
تتابع روان طحطوح أعمال الدراما المحلية، التي تصفها بالمتطورة، ولكن بشكل متقطع؛ لانشغالها في مهنتها الأساسية، وهي اختصاصية نظام غذائي. وتعلق: «لقد اجتزنا مسافة لا يستهان بها في هذا المجال، وصارت الدراما اللبنانية محط أنظار محطات تلفزة فضائية تعمل على عرضها. وأعتقد أنه يلزمنا بعد إنتاجات أكبر وأكثر تثق بالعناصر الفنية اللبنانية ككل. وأنا شخصياً أطمح للوصول بأعمالنا إلى مستوى الغرب الذي يرتكز على الأداء الطبيعي غير المفبرك. ومن هذا المنطلق أتابع الأعمال الأجنبية بشكل أكبر وأستمتع بأداء نجوم من هوليود كآل باتشينو وجنيفر أنستون، فلقد تركا ككثيرين غيرهما مدرسة في الأداء العفوي الذي لا يمكن إلا أن يصدقه المشاهد».
وعن علاقتها بوسائل التواصل الاجتماعي، تقول: «لست من المدمنين عليها ولكني ناشطة، أتابع كل جديد عليها وأتواصل من خلالها مع الناس وأقف على انتقاداتهم، كما على ثناءاتهم». وعن أجمل ما وردها في هذا الصدد، تقول: «هناك تغريدة من أحدهم أثنت على رنة صوتي خلال التمثيل، وأخرى تحدثت عن أدائي السهل الممتنع الذي أقدمه في (حبيبي اللدود) فأعجبتني».