المهرجان الدولي للفيلم في مراكش ينطلق اليوم بشريط «على باب الخلود»

بحضور نخبة من نجوم السينما العالمية

«عروض جامع الفنا» من أبرز فقرات مهرجان الفيلم في مراكش
«عروض جامع الفنا» من أبرز فقرات مهرجان الفيلم في مراكش
TT

المهرجان الدولي للفيلم في مراكش ينطلق اليوم بشريط «على باب الخلود»

«عروض جامع الفنا» من أبرز فقرات مهرجان الفيلم في مراكش
«عروض جامع الفنا» من أبرز فقرات مهرجان الفيلم في مراكش

يعود المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إلى جمهوره، في دورته الـ17. بـ«أهداف جديدة» تمكنه من «حشد دينامية التغيير الرّامية إلى إرساء تنظيم جديد وأدوات مبتكرة تستوعب المستجدات المتسارعة في العالم الرقمي خدمة لرؤية المهرجان وأهدافه»، و«المضي قدماً في المهمة التي رسمها لنفسه، متمثلة ليس فقط في النهوض بالصناعة السينمائية المغربية، بل أيضاً فتح نافذة مشرعة على سائر الثقافات، وهي خاصية متأصلة في الطابع الكوني للفن السابع».
وينتظر أن تنظم دورة هذه السنة، التي تنطلق اليوم الجمعة، في حضور نخبة من أبرز نجوم السينما المغربية والعربية والعالمية، بينهم المخرج مارتن سكورسيزي والممثل روبرت دي نيرو ولورن فيشبورن والممثلة مونيكا بيلوتشي والممثلة كيارا ماستروياني والممثلة روبين رايت والمخرجة آنييس فاردا والممثلة ليلى علوي والممثل باسم سمرة والمخرج عبد الرحمن سيساكو والممثل ماثيو ديمي والمخرجة نادين لبكي والمخرج فوزي بنسعيدي والممثل الطاهر رحيم والمخرج الجيلالي فرحاتي والمخرج يسري نصر الله والمخرج جيمس غراي.
وقال الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في كلمة تقديم دورة هذه السنة، بعد تأجيل دورة 2017، إن التوقف «أملته ضرورة التأمل وإعادة تحديد هويتنا»، مشيراً إلى أنّ دورة هذه السنة «تسعى إلى أن تكون أكثر انفتاحاً على سينما العالم وأكثر التزاماً على درب سينما نيرة ومتبصرة».
وزاد قائلاً: «تلك هي رسالتنا المتمثلة في التقريب بين الثقافات فيما ينشغل العالم أكثر فأكثر بإشكالية الهجرات البشرية»، داعياً الجميع «للاستمتاع بهذه التجربة الكبرى في جو يسوده الفرح وتقاسم فن استثنائي بامتياز».
وبعد أن أشار إلى أنّ لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة «شخصية مرموقة»، هي جيمــس غـراي، مؤكداً أنّها ستعمل على «تمكيننا من مشاهدة أفلام ستسافر بنا عبر العالم مع إيلاء اهتمام خاص ببروز سينما أفريقية جديدة»، قال الأمير مولاي رشيد إنّ دورة هذه السنة، ستتميز بـ«حضور أيقونات بارزة في عالم السينما سنُكرّمها، وكذا بنقاشات تنشطها شخصيات ذات كفاءات عالية، بالإضافة إلى برمجة غنية وعميقة». كما تحدث عن إنشاء «منصة جديدة تروم مرافقة الإبداع ودعمه لفائـدة المهنيين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا»، تحت اسم «ورشات الأطلس».
ويتنافس، ضمن المسابقة الرسمية، 14 فيلماً، من ألمانيا والنمسا وبلغاريا وصربيا والأرجنتين والمكسيك والولايات المتحدة والصين واليابان ومصر والمغرب وتونس والسودان، ستة منها من إخراج نسائي، وذلك للفوز بالجوائز الخمس: النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى للمهرجان)، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل دور نسائي وجائزة أفضل دور رجالي. وتتضمن لائحة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية «أكاشا» لمخرجه السوداني حُجوج كوكا، و«كل شيء على ما يرام» لمخرجته الألمانية إيفا تروبش، و«عاملة تنظيف داخلي» لمخرجته المكسيكية ليلا أفيليس، و«دايان» لمخرجه الأميركي كلت جونز، و«لا أحد هناك» لمخرجه المصري أحمد مجدي، و«الفتيات الحسناوات» لمخرجته المكسيكية أليخاندرا ماركيز أبلا، و«إيرينا» لمخرجته البلغارية ناديجدا كوسيفا، و«دجوي» لمخرجته النمساوية سودابيه مرتضائي، و«الحمولة» لمخرجه الصربي أونين غلافونيتش، و«في عينيّا» لمخرجه التونسي نجيب بلقاضي، و«الثلج الأحمر» لمخرجته اليابانية ساياكا كاي، و«روخو» لمخرجه الأرجنتيني بنيامين نايشتات، و«طفح الكيل» لمخرجه المغربي محسن بصري، و«أيام الاختفاء» لمخرجه الصيني جو شين. فيما تتكون لجنة التحكيم من المخرج الأميركي جيمس غراي رئيساً، وعضوية المخرج الفرنسي لوران كانتي والمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو والممثلة الهندية إليانا دوكروز والمخرجة المغربية تالا حديد والمخرجة والفنانة التشكيلية اللبنانية جوانا حاجي توما والممثلة الأميركية داكوتا جونسون والمخرجة البريطانية لين رامسي والممثل الألماني دانييل بروهل.
واختار المنظمون أن يُعرض الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان في حفل الاختتام. فيما سيُعرض فيلم «عند بوابة الخلود»، في أمسية الافتتاح، وهو من إخراج جوليان شنابيل وبطولة ولييم دافو. ويتحاشى هذا الفيلم، الذي يحكي سيرة الرسام الهولندي فانسون فان غوغ، الشكل التقليدي للأفلام التي تحكي سير الأشخاص ليخلق عملاً ذا حساسية فنية صرفة في محاولة لسبر أغوار فكر هذا الفنان الشهير. ورغبة في أن تلبّي الدّورة أهداف المنظمين، سيكون جمهور المظاهرة، مع عرض نحو 80 فيلما من 29 دولة، كما سيتابع تسع فقرات، تشمل «المسابقة الرسمية» و«السهرات المسائية» و«العروض الخاصة» و«القارة 11» و«بانوراما السينما المغربية» و«الجمهور الناشئ» و«عروض جامع الفنا» و«عروض المكفوفين وضعاف البصر» و«التكريمات».
وفضلاً عن قصر المؤتمرات وسينما كوليزي ومتحف إيف سان لوران، حافظ المنظمون على فقرة عروض ساحة جامع الفنا، التي تعطي للمظاهرة امتداداً جماهيرياً في عمق المدينة التي تحتضنه، حيث سيكون الجمهور مع أفلام حقق أكثرها شهرة واسعة، مغربياً وعربياً وعالمياً، هي «إسكندرية كمان وكمان» من مصر لمخرجه يوسف شاهين؛ و«الرجل النملة والمرأة الدبور» من الولايات المتحدة لمخرجه إيتون ريد؛ و«استيريكس وأوبيليكس: مهمة كيليوباترا» من فرنسا لمخرجه ألان شابات؛ و«الماء والخضرة والوجه الحسن» من مصر لمخرجه يسري نصر الله؛ و«حتى آخر رمق» من الهند لمخرجه ياش شوبرا؛ و«فورست غامب» من الولايات المتحدة لمخرجه روبرت زيمكيس؛ و«قابل للزواج» من الهند لمخرجه نوراج كاشياب؛ و«كورصة» من المغرب لمخرجه عبد الله تاكونة؛ و«كوندون» من الولايات المتحدة لمخرجه مارتن سكورسيزي؛ و«الحنش» من المغرب لمخرجه إدريس المريني؛ و«المحصنون» من الولايات المتحدة لمخرجه براين دي بالما.
وينتظر أن تكون «التكريمات» و«محادثة مع» من أبرز فقرات الدورة، وذلك أخذاً بعين الاعتبار قيمة الأسماء المكرمة أو المشاركة.
وتكرم المظاهرة، في دورة السنة الحالية، النجم الأميركي روبرت دي نيرو والممثلة الأميركية روبين رايت والمخرجة الفرنسية آنييس فاردا والمخرج المغربي جيلالي فرحاتي. فيما يشارك، في فقرة «محادثة مع»، المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي والممثل الأميركي روبرت دي نيرو والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو والمخرجة والفنانة الفرنسية آنييس فاردا والمخرج المصري يسري نصر الله والمخرج الروماني كريستيان والسينمائي الفرنسي تييري فريمو.
ويرى المنظمون أنّ المهرجان، الذي انطلق في 2001 بمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، كـ«مبادرة شجاعة متبصرة شكلّ حدثاً في تاريخ السينما المغربية»، ويحسب له «الجمع بين قوة برمجته، وجرأة اكتشافاته، وجودة تكريماته، ومهنية عروضه، واحترامه لجمهوره، وحفاوة استقباله، وتقاسمه عشق السينما»، استطاع أن يثبت مكانته بوصفه واحدا من أكبر مواعيد السينما العالمية، و«جسراً يربط بين ثقافات الأمم»، و«محطة مهمة للفن السابع العالمي ترسو على أرض حبلى بالتاريخ»، ينظم بمدينة مراكش، التي هي «عاصمة السلالات المغربية العريقة، منذ حقبة المرابطين، ومنطلق انفتاح المغرب على المغرب الكبير والأندلس، ولكن أيضاً، المدينة التي تشهد تطوراً مستمراً وتحظى بالبنية التحتية اللازمة لاستضافة الحدث.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».