تفجير ضخم قرب مقر شركة أمنية في كابل

الحكومة تعلن قتل عشرات من «طالبان» و«داعش»

رجال أمن يغلقون شوارع قرب موقع التفجير الانتحاري في كابل مساء أمس (أ.ب)
رجال أمن يغلقون شوارع قرب موقع التفجير الانتحاري في كابل مساء أمس (أ.ب)
TT

تفجير ضخم قرب مقر شركة أمنية في كابل

رجال أمن يغلقون شوارع قرب موقع التفجير الانتحاري في كابل مساء أمس (أ.ب)
رجال أمن يغلقون شوارع قرب موقع التفجير الانتحاري في كابل مساء أمس (أ.ب)

هز انفجار عنيف ضاحية أحمد شاه مسعود التي تقع عند مدخل مطار كابل، في وقت أعلنت الحكومة الأفغانية مقتل عشرات من «طالبان» و«داعش» في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان وولاية كابيسا إلى الشمال منها.
وأكدت وزارة الداخلية الأفغانية أن الانفجار الضخم في كابل مساء أمس نجم عن تفجير انتحاري بسيارة ملغومة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار وقع في منطقة قريبة من سجن بولي تشرخي شرق العاصمة كابل حيث يقع معسكر للشركة الأمنية «جي فور إس». ويتم في هذا المعسكر تدريب جنود أفغان على أيدي قوات «الناتو».
وتحدثت مصادر طبية مساء عن مقتل 12 شخصاً وجرح 19 في التفجير، فيما قدّمت مصادر أخرى حصيلة أعلى بلغت 22 قتيلاً. وتبنى متحدث باسم حركة «طالبان» المسؤولية عن الهجوم. و«جي فور إس» هي شركة خاصة لإدارة المخاطر وتقدم خدمات الأمن لصالح وزارة الخارجية البريطانية ودبلوماسيين، وفق الموقع الإلكتروني للشركة.
وشهدت كابل أكثر من 20 هجوماً على نطاق واسع هذا العام فقط، أسفرت عن مقتل المئات. وقتل ما لا يقل عن 50 شخصاً الأسبوع الماضي في كابل عندما استهدفهم انتحاري خلال تجمع ديني.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الأفغانية مقتل ما لا يقل عن 28 مسلحاً من «طالبان» و«داعش» في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان وولاية كابيسا إلى الشمال منها. وقال بيان صادر عن «فيلق سيلاب - الفيضان» في ننجرهار إن القوات الأميركية والأفغانية شاركت في الهجمات في مديريتي أشين وشيرزاد، كما شنت القوات الأميركية غارات جوية على معاقل «طالبان» في منطقة تاغاب في ولاية كابيسا.
من جانبها، اتهمت «طالبان» القوات الحكومية والأميركية بالإغارة على مدرسة دينية في ولاية ميدان وردك غرب كابل. وقال بيان للحركة إن مدرسة ضياء العلوم التي بناها السكان المحليون من تبرعاتهم في قرية أختوم في ولاية ميدان وردك تعرضت لقصف من القوات الأميركية والأفغانية، حيث تم تدميرها وقتل عدد من الطلبة فيها. كما أعلنت الحركة أن قواتها تمكنت من اختراق القوات الحكومية في مديرية خوكياني بولاية ننجرهار، متهمة القوات الحكومية بحماية عناصر «داعش» في المنطقة.
وقال مسؤول محلي أمس إن غارة جوية استهدفت إقليم هلمند، جنوب أفغانستان، أسفرت عن مقتل نحو 30 مدنياً من عائلة واحدة. وقال عطا الله أفغان، رئيس مجلس إقليم هلمند، إن الضربة الجوية التي وقعت خلال عملية في منطقة تسيطر عليها حركة «طالبان» في جارمسر بالإقليم الجنوبي أصابت منزلاً لمدنيين.
وقال بيان أعدته بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان إن قوات الأمن المحلية والمستشارين الأميركيين تعرضوا لإطلاق نار كثيف أثناء عملية في المنطقة، وطالبوا بشن غارة جوية. ووفقاً للبيان، استهدفت الغارة الجوية مجمعاً لجأ إليه عناصر «طالبان» وكانوا يطلقون منه النار. وجاء في البيان أن «انفجارات ثانوية» وقعت في أعقاب الضربة بسبب المتفجرات التي كانت موجودة «داخل المجمع». وأضاف البيان «لم تكن القوات البرية على علم بوجود مدنيين داخل المجمع، أو حوله».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».