الرئيس النيجيري يتوجه إلى مايدوغوري في إطار التصدي لـ«بوكو حرام»

مقتل أكثر من 27 ألف شخص منذ 2009

الرئيس النيجيري محمد بخاري (رويترز)
الرئيس النيجيري محمد بخاري (رويترز)
TT

الرئيس النيجيري يتوجه إلى مايدوغوري في إطار التصدي لـ«بوكو حرام»

الرئيس النيجيري محمد بخاري (رويترز)
الرئيس النيجيري محمد بخاري (رويترز)

يزور الرئيس محمد بخاري اليوم (الأربعاء) مدينة مايدوغوري لتفقد المراكز المتقدمة للحرب على تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي في شمال شرقي نيجيريا، حيث تزايدت الهجمات الواسعة النطاق ضد الجيش في الأشهر الأخيرة. وفي تغريدة على «تويتر»، أعلن المتحدث باسم الرئيس، بشير أحمد، أن «الرئيس بخاري سيفتتح المؤتمر السنوي لرئيس أركان الجيوش في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، في مايدوغوري، بولاية بورنو». وكان مقرراً عقد هذا المؤتمر في بنين سيتي، جنوب البلاد، لكن الرئاسة قررت في اللحظة الأخيرة، في سياق الإطار الراهن لانفجار أعمال العنف، أن تعقده في العاصمة الإقليمية للشمال الشرقي. وفيما سيترشح بخاري لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2019، تتعرض حصيلته الأمنية اليوم للانتقاد الحاد، إذ تندد المعارضة بانعدام دعم الحكومة لقوات مستنزفة وسيئة التجهيز. وكان بخاري، الجنرال السابق، الذي وصل إلى الحكم في مارس (آذار) 2015، مع وعد بالقضاء على التمرد الإسلامي، أكد أن مقاتلي بوكو حرام «مهزومون من الناحية العملية». وكانت جيوش المنطقة التي تنشط فيها المجموعة (تشاد والكاميرون والنيجر ونيجيريا) المنضوية في إطار القوة المتعددة الجنسية، حققت انتصارات عسكرية مهمة في 2015 و2016، وطردت المتمردين من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها. لكن الهجمات استؤنفت على نطاق أوسع هذه السنة، خصوصا بقيادة تنظيم داعش في غرب أفريقيا، المتفرع من «بوكو حرام». ومنذ يوليو (تموز)، أحصت وكالة الصحافة الفرنسية 17 هجوماً على الأقل ضد قواعد عسكرية نيجيرية، تقع جميعها تقريبا في المنطقة المحيطة ببحيرة تشاد، التي يسيطر عليها فرع «داعش» في غرب أفريقيا.
والهجوم الأخير الواسع النطاق في 18 نوفمبر، أسفر عن 43 قتيلا على الأقل - 100 كما تقول بعض المصادر الأمنية - في قرية ميتيي القريبة من الحدود مع النيجر. وسيتوجه وزير الدفاع منصور دان - علي الذي زار النيجر في سبتمبر (أيلول)، إلى تشاد هذا الأسبوع لعقد «لقاء ثنائي» مع نظيره التشادي الجنرال داود يايا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع النيجيرية توكور غوساو في بيان، إن هذه الزيارة تهدف إلى «تعزيز عمليات القوة الإقليمية لمساعدتها في إنجاز مهمتها التي تقضي بالتخلص من التهديدات الأمنية». وقتل أكثر من 27 ألف شخص منذ بداية تمرد المتطرفين في 2009، ولا يزال 1.8 مليون شخص غير قادرين على العودة إلى منازلهم. إلى ذلك، أفاد شهود وزعيم ميليشيا محلية، أول من أمس، أنّ متطرفين ينتمون إلى جماعة «بوكو حرام» قتلوا 4 مزارعين قرب مدينة مايدوغوري في شمال شرقي نيجيريا، في أحدث هجوم دامٍ في هذه المنطقة المضطربة. وقال ناجون من الهجوم إن عشرات المقاتلين الذين ينتمون إلى الفصيل الذي يتزعمه أبو بكر شكوي في «بوكو حرام» انقضوا على مجموعة مزارعين يعملون في أحد الحقول قرب منطقة جيداري - بولو وطعنوا بعضهم حتى الموت وأصابوا واحداً بجروح خطيرة. وقال مالا أومارا، أحد المزارعين، لوكالة الصحافة الفرنسية: «قدموا بأعداد كبيرة بينما كنا في الحقل واعتقلوا ستة منا، في حين هرب آخرون». وأضاف: «طعنوا أربعة بالسواطير حتى الموت أمام عيني، وتركوا رجلاً آخر مصاباً بجروح خطيرة». وأكد باباكورا كولو وهو قائد ميليشيا مدنية في المدينة عمليات القتل. وأشار أومارا البالغ 75 عاماً إلى أنّ المسلحين تركوه على قيد الحياة لكنهم حمّلوه رسالة إلى القوات النيجيرية المتمركزة في جيداري - بولو. وقال: «طلبوا مني أن أبعث رسالة إلى الجنود بأن يكونوا على استعداد لهجوم قريب يشن عليهم».


مقالات ذات صلة

استراتيجية الأمن في تجنيد ميليشيات رخيصة تتحول إلى كارثة في أفريقيا

أفريقيا النقيب إبراهيم تراوري القائد العسكري الحالي في بوركينا فاسو (متداولة)

استراتيجية الأمن في تجنيد ميليشيات رخيصة تتحول إلى كارثة في أفريقيا

دفع تسليح المدنيين الذين يفتقرون إلى التدريب الجيد ولا يحترمون حقوق الإنسان، القوات المسلحة في بوركينا فاسو ودول أفريقية أخرى إلى حافة حرب أهلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
آسيا تُظهر هذه الصورة مشهداً لموقع تم فيه إلقاء عبوة ناسفة على حشد خلال مهرجان سنوي في تايلاند... الجمعة 13 ديسمبر 2024 (أ.ب)

مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة خلال مهرجان في تايلاند

أعلنت الشرطة التايلاندية السبت اعتقال شخصين بعد انفجار قنبلة الجمعة خلال إحياء مهرجان بالقرب من الحدود مع بورما؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».