انتقادات لمصطلح «السلفية الجهادية»

في محاضرة نظمها «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية» بالرياض

جانب من محاضرة «السلفية الجهادية... تاريخ وفكرة» في الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من محاضرة «السلفية الجهادية... تاريخ وفكرة» في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

انتقادات لمصطلح «السلفية الجهادية»

جانب من محاضرة «السلفية الجهادية... تاريخ وفكرة» في الرياض («الشرق الأوسط»)
جانب من محاضرة «السلفية الجهادية... تاريخ وفكرة» في الرياض («الشرق الأوسط»)

بحضور الأمير تركي الفيصل، عقد «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية» محاضرة بعنوان «السلفية الجهادية... تاريخ فكرة»، التي قدمها شيراز ماهر، مدير «المركز الدولي لدراسة التطرف»، قسم دراسات الحرب، في جامعة «كينجز كوليدج لندن»، وأدارها مدير إدارة البحوث بالمركز، الدكتور عبد الله بن خالد، وذلك مساء أول من أمس، بحضور عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والجمهور.
وفي بداية المحاضرة أكد الباحث البريطاني شيراز ماهر، على أهمية التفريق بين الجماعات المتطرفة وبين الفكر السلفي الحقيقي، وقال بأن ما يتحدث عنه من مفاهيم وخلفيات حول هذا الموضوع هو ليس من وجهة نظر دينية، إنما من جانب تاريخي، وبصفته متابعاً ومؤرخاً للأحداث ولتاريخ الجماعات المتطرفة مثل «القاعدة» و«داعش» وغيرهما.
وأشار ماهر إلى أن مصطلح «السلفية الجهادية» يشار به إلى الإرهابيين، في دوائر صناعة القرار في الغرب وفي وسائل الإعلام، وهي تمثل حركة سياسية ليست لها أي علاقة إطلاقاً بالتيار الأصولي العام، مضيفاً أن كتابه المعنون بـ«السلفية الجهادية... تاريخ فكرة»، الذي سوف تصدر ترجمته العربية قريباً بواسطة «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية»، قد ساعد بعض الغربيين في تغيير آرائهم، وساعدهم في التفريق بين الجماعات المتطرفة وبين السلفية المعروفة.
وذكر ماهر أن كتاب «السلفية الجهادية» يناقش خمس أفكار رئيسية، هي: الجهاد، والتكفير، والولاء والبراء، والتوحيد، والحاكمية. وهي الأفكار التي تستغلها التيارات المتطرفة في التجنيد، وفي بناء دعايتها وتبرير أفعالها وتفجيراتها. معدداً سبل استغلال الحركات المتطرفة للفقه الإسلامي في تفسير أفعالها. وقال بأنه بات جلياً أن هذه الجماعات تستغل الأفكار الإسلامية السائدة، بربطها بمبادئ دينية غير اعتيادية لتسويغ تصرفاتها.
وكشف ماهر أن الجماعات المتطرفة تستخدم مثل هذه المصطلحات، مثل الجهاد، والحاكمية، والولاء والبراء، لتكفير حكومات الدول الإسلامية، وخلق التبريرات الغامضة للهجوم عليها وعلى مصالحها، مؤكداً أن كتاب «السلفية الجهادية» هو محاولة تقديم شرح أفضل لهذه المصطلحات، وعرضها للجمهور الغربي، من خلال تعريف «السلفية الجهادية» وتسليط الضوء عليها، بوصفها مصطلحاً جديداً، لا يمت للتيار السلفي العام بصلة.


مقالات ذات صلة

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج يوضح المعرض أهمية الفنون في مصاحبة كتابة المصاحف ونَسْخها عبر العصور (مكتبة الملك عبد العزيز)

معرض في الرياض لنوادر المصاحف المذهّبة

افتُتح، في الرياض، أول من أمس، معرض المصاحف الشريفة المذهَّبة والمزخرفة، الذي تقيمه مكتبةُ الملك عبد العزيز العامة بفرعها في «مركز المؤسس التاريخي» بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا في هذه الصورة التي التُقطت في 6 فبراير 2024 رجل يدلّ على ضريح الصوفي الحاج روزبيه المهدم في نيودلهي (أ.ف.ب)

هدم ضريح ولي صوفي في إطار برنامج «للتنمية» في دلهي

في أوائل فبراير (شباط)، صار ضريح صوفي أحدث ضحايا «برنامج الهدم» الذي تنفذه هيئة تنمية دلهي لإزالة «المباني الدينية غير القانونية» في الهند.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق مصلون يشاركون في جلسة للياقة البدنية بعد الصلاة في مسجد منطقة باغجلار في إسطنبول في 8 فبراير 2024 (أ.ف.ب)

حصص رياضة داخل مساجد تركية تساعد المصلين على تحسين لياقتهم

يشارك مصلّون في حصة تدريبات رياضية في مساجد بمدينة إسطنبول التركية بعد انتهاء صلاة العصر، ويوجد معهم مدرّب لياقة بدنية.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

تأكيد سعودي - قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب

وزير الخارجية السعودي ونظيره القطري يترأسان اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي القطري (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي ونظيره القطري يترأسان اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي القطري (الخارجية السعودية)
TT

تأكيد سعودي - قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب

وزير الخارجية السعودي ونظيره القطري يترأسان اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي القطري (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودي ونظيره القطري يترأسان اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي القطري (الخارجية السعودية)

ترأس الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس التنسيقي بين البلدين، إذ استعرض الاجتماع مخرجات اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس، وفرق عملها خلال الفترة الماضية، كما شهد توقيع الجانبين على محضر الاجتماع.

ورحب الأمير فيصل بن فرحان في كلمة له في بداية الاجتماع برئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري والوفد المرافق له في بلدهم الثاني السعودية، مؤكداً أن الاجتماع يأتي تعزيزاً للعلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق تَطلُّعات قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، ويدفع بالعلاقات نحو آفاق أرحب.

وقال إن قيادتي البلدين تنظران إلى مجلس التنسيق بوصفه منصة تعمل على تأطير الأعمال في جميع المجالات، وتوطيد العلاقات الأخوية بما يحقق رؤيتي كل من السعودية وقطر 2030، بما ينعكس إيجاباً على مصالح البلدين وشعبيهما.

من جانبه، ثمَّن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، في كلمة أمام الاجتماع، الجهود المتميزة التي تبذلها اللجان المنبثقة عن المجلس في تحديث قائمة المبادرات وخلق وابتكار مبادرات جديدة واستحداث معالم قابلة للقياس والتنفيذ، بالإضافة إلى تحديد إطار زمني لجميع معالم المبادرات، ما يضمن عكس ملاحظات الأمانة العامة الواردة في تقرير أداء المجلس للربع الأول من عام 2024.

وعدّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن الاجتماع علامة بارزة في مسيرة تطوير وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتأكيداً على التزامهما بالعمل الدؤوب لاستثمار الفرص بين البلدين، وتبادل وجهات النظر، ومراجعة ما حققه المجلس من إنجازات ومبادرات نوعية، معرباً عن تطلعه إلى إنجاز وتنفيذ كل ما هو مُخطط له.

الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني عقب التوقيع على محضر الاجتماع (الخارجية السعودية)

وأضاف: «نشهد اليوم ثمار الجهود الكبيرة التي بذلها رؤساء اللجان وفرق عملها وضباط الاتصال وفريق الأمانة العامة منذ بدء الدورة الثامنة لمجلس التنسيق القطري السعودي، حيث تضطلع هذه الدورة بكثير من ملفات التعاون المشترك بيننا التي نسعى إلى إنجازها ومواصلة مسيرة العمل بقوة وعزم لتحقيق النتائج المرجوة، مؤكدين حرصنا على مواصلة جهودنا المشتركة بما يلبي طموحات قيادة البلدين وشعبيهما الشقيقين».

عقب ذلك، استعرض فريق عمل الأمانة العامة للمجلس للأعمال التحضيرية مخرجات اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس وفرق عملها خلال الفترة الماضية، كما وقَّع الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد بن عبد الرحمن على محضر اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي القطري.