مشروع سعودي تقني لتطوير تطبيقات للصم وضعاف السمع

جهات حكومية تفعّل المبادرات لرفع مستوى الخدمات لهم

تكريم مشاركة في ملتقى «التقنية في حياة الصم وضعاف السمع» بالرياض أمس (تصوير: علي الظاهري)
تكريم مشاركة في ملتقى «التقنية في حياة الصم وضعاف السمع» بالرياض أمس (تصوير: علي الظاهري)
TT

مشروع سعودي تقني لتطوير تطبيقات للصم وضعاف السمع

تكريم مشاركة في ملتقى «التقنية في حياة الصم وضعاف السمع» بالرياض أمس (تصوير: علي الظاهري)
تكريم مشاركة في ملتقى «التقنية في حياة الصم وضعاف السمع» بالرياض أمس (تصوير: علي الظاهري)

تسعى السعودية إلى رفع جودة الخدمات المقدَّمة لفئات الصم وضعاف السمع، من خلال جهود مشتركة بين قطاعات حكومية وخاصة.
وتعزيزاً لهذا التوجه، افتتح الدكتور عبد العزيز الرويس محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في الرياض، أمس، ملتقى «التقنية في حياة الصم وضعاف السمع»، بهدف تمكين التقنية للصم وضعاف السمع، ونشر الوعي الرقمي بين جميع أفراد المجتمع خصوصاً من ذوي الهمم.
وفي غضون ذلك، أطلق الرويس خلال الملتقى، مسابقة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لـ«أفضل حل تقني لفئة الصم وضعاف السمع»، قيمتها نصف مليون ريال (133.3 ألف دولار)، بهدف تطوير وإيجاد تطبيقات رقمية مبتكرة لخدمة هذه الشريحة الغالية، ومساعدتهم من خلال تسخير مختلف التقنيات الحديثة.
وتساعد هذه التقنيات فئة الصم وضعاف السمع، في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والقيام بمهامهم على أكمل وجه وتعزيز دورهم في المجتمع، وتذليل الصعوبات التي تواجههم في مجالات متعددة، وتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم المختلفة لخدمة مجتمعهم بالاستخدام الأمثل للتقنية، بالإضافة إلى التعرف عن كثب على التحديات التي تواجههم وآلية تذليلها.
وقال الرويس، في ملتقى «التقنية في حياة الصم وضعاف السمع» أمس، إنّ وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة نظمتا هذا الملتقى مع شركائهما في القطاعين الحكومي والخاص، إيماناً منها بأهمية هذه الفئة الغالية، من خلال إطلاق عدة مبادرات لتحفيز المبدعين، على خدمة الصم وضعاف السمع تقنياً.
بدوره أكد محمد النمي وكيل جامعة الملك سعود للشؤون التعليمية والأكاديمية، أن السعودية من الدول السباقة في مجال الاهتمام بذوي الإعاقة بصفة عامة، والأشخاص الصم وضعاف السمع بصفة خاصة.
يذكر أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالشراكة مع جامعة الملك سعود، وصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، وشركة «علم»، أطلقت عدة مبادرات تهدف إلى نشر الوعي الرقمي بين جميع فئة الصم وضعاف السمع.
وتهدف هذه المبادرات إلى إتاحة الفرصة للمبتكرين ورواد الأعمال والقطاع الخاص، بتقديم الخدمات لهم لتوحيد الجهود، وتعزيز التعاون الهادف والبناء والتكامل، مع الجهات الحكومية، للاستفادة من التجارب المقدَّمة، في هذا المجال.
يذكر أن برنامج التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع في جامعة الملك سعود بالرياض، يعد من البرامج الرائدة على مستوى المنطقة العربية، ونقلة نوعية في حياتهم، حيث يبذل البرنامج ما يستطيعه من جهد، لرفع مستوى الخدمات التي تُقدَّم لهذه الفئة الغالية، لتمكينهم من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».