الصومال: هجوم على مركز ديني يحصد 18 قتيلاً

تفجير انتحاري يودي بحياة 6 أشخاص في سوق مزدحمة بمقديشو

ضباط شرطة وموظفو إغاثة في موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف سوقاً في مقديشو أمس (أ.ب)
ضباط شرطة وموظفو إغاثة في موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف سوقاً في مقديشو أمس (أ.ب)
TT

الصومال: هجوم على مركز ديني يحصد 18 قتيلاً

ضباط شرطة وموظفو إغاثة في موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف سوقاً في مقديشو أمس (أ.ب)
ضباط شرطة وموظفو إغاثة في موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف سوقاً في مقديشو أمس (أ.ب)

قال ضابط شرطة إن مسلحين وانتحاريا يقود سيارة ملغومة من حركة الشباب الصومالية المتشددة اقتحموا مركزا دينيا في وسط الصومال أمس وقتلوا رجل دين و17 من أتباعه على الأقل». وكان المتحدث باسم حركة الشباب الصومالية عبد العزيز أبو مصعب قد أعلن أن مسلحي الحركة هاجموا المركز الديني وقتلوا رجل دين و17 من أتباعه وذلك بدعوى قيامه بإهانة النبي». وكانت الحركة المتشددة اتهمت رجل الدين بالإساءة للنبي محمد لكنه نفى ذلك». وأُخرجت الحركة من مقديشو عام 2011 ومن أغلب المدن والبلدات لكنها أبقت على وجود قوي خارج العاصمة واستمرت في شن هجمات وتفجيرات في إطار حملة للإطاحة بالحكومة الاتحادية». وقال النقيب نور محمد من الشرطة في اتصال هاتفي مع رويترز من بلدة جالكعيو «انتهت العملية (الأمنية) الآن. الشباب قتلت 18 شخصا منهم رجل الدين وزوجته وأتباعه وحراسه». وأضاف «قُتل ثلاثة من المتشددين الذين اقتحموا المركز». وأعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إن عدد القتلى بلغ 26. وقالت إن بعضا من رجال الشرطة الذين استجابوا للهجوم الأول قتلوا كذلك أثناء محاولتهم التخلص من سيارة ملغومة ثانية». وقال عبد الرحمن محمد أحد مسؤولي الأمن إن «المهاجمين فجروا سيارة محشوة بالمتفجرات لاقتحام المجمع قبل البدء بإطلاق النار عشوائيا على الناس بداخله»، مضيفا أن 15 شخصا قتلوا و10 جرحوا». وقال محمد إن «شيخ الطريقة الصوفي المستهدف قتل في الهجوم إلى جانب عدد من أتباعه». وقال مسؤول أمني هو كوجي أحمد إن قوات الأمن اشتبكت مع المهاجمين وهم أربعة مسلحين وانتحاري، مؤكدا إلقاء القبض على أحدهم». وقالت جميلة فرح وهي من السكان إن «الانفجار كان ضخما للغاية. لقد دمر معظم مباني المجمع». وأعلنت جماعة الشباب الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم قائلة إنها استهدفت رجل الدين عبد الولي علي علمي، وزاعمة أنه «ادعى النبوة». وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الحركة قتلنا 26 شخصا»، منهم صاحب المركز وأتباعه وحراسه وجنودا». وأضاف «صاحب المركز هو الرجل الذي أساء للنبي. الجنود الذين قتلوا كانوا يحاولون قيادة سيارة ملغومة ثانية تركها المسلحون». وقال عبد الرشيد حاشي حاكم إقليم مدج لـ«رويترز» إن حركة الشباب هددت عبد الولي في عدة مناسبات». ورجح سكان ومسؤول محلي في بلدة جالكعيو التي يعيش فيها رجل الدين عبد الولي، أن «المسلحين ربما استهدفوه لأن مركزه يستضيف في الأغلب شبابا يسمعون الموسيقى ويرقصون». وكانت «الشباب» قد قالت العام الماضي إن عبد الولي، كان يشير لنفسه على أنه نبي مبعوث، الأمر الذي نفاه رجل الدين».
وتحارب حركة الشباب لفرض تفسيرها المتشدد للشريعة، وتسيطر الحركة على مناطق صغيرة من إقليم مدج لا تشمل جالكعيو». إلى ذلك، أعلنت الشرطة الصومالية أمس أن ما لا يقل عن ستة أشخاص قتلوا إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب من سوق مزدحم بالعاصمة الصومالية مقديشو». وقال علي حسان كولمي، أحد رجال الشرطة، لوكالة الأنباء الألمانية الانفجار وقع في مرأب للسيارات في المنطقة، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين». وقال نور أحمد، أحد العاملين بمستشفى محلي، إن المستشفى يعالج أكثر من عشرة مصابين في التفجير». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن التفجير، ولكنه يحمل بصمات جماعة الشباب المتشددة، التي عادة ما تشن هجمات في الصومال». وأوضحت الشرطة أن قوى الأمن اعترضت سيارة مشبوهة على مدخل سوق كاوو - غودي، جنوب مقديشو، وأرغمت السائق على الترجل منها، قبل دقائق من انفجارها.
وأوضح المسؤول في الشرطة محمد حسن أن «قوى الأمن اعتقلت السائق المشبوه واستجوبته عندما انفجرت السيارة. وتفيد المعلومات الأولية التي تلقيناها أن سبعة أشخاص قتلوا في الانفجار، وأن خمسة آخرين أصيبوا بجروح». وأضاف أن «المشبوه في أيدي الشرطة الآن». وذكر شاهد «كانت السوق مكتظة جدا... كان الأمر مرعبا ومعظم المباني المحيطة دمرت». ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، لكن حركة الشباب الإسلامية المتشددة دائما ما تعمد إلى تفجير آليات مفخخة على مداخل الفنادق أو المباني الرسمية في مقديشو. وفي 2017. كانت هذه السوق نفسها هدفا لاعتداء آخر بسيارة مفخخة أسفر عن 39 قتيلا على الأقل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».