«شيف دليفري» خدمة جديدة في مجال طهي الأطعمة في المنازل، بدأت تنتشر في مصر، من خلال مجموعات من شباب الطباخين. وتتيح الخدمة للزبائن وربات المنازل إمكانية استئجار طباخ محترف ليطهو الأصناف والأطباق المختلفة مقابل أجر يحتسب أحياناً بالساعة، إذ يقول الشيف أحمد عمارة لـ«الشرق الأوسط» إنه رغم حداثة الفكرة فإنها لاقت إقبالاً ملحوظاً من المصريين.
ويشير إلى أن شريحة الزبائن تتنوع ما بين نساء عاملات لا يجدن الوقت للطهي، حيث يستعن بالشيف مرة أسبوعياً ليحضّر أصنافاً (نصف مطهية) يمكن حفظها في الثلاجة، وأيضاً ربات المنازل اللاتي يتطلعن إلى تجربة أصناف وأطباق جديدة لا يجدن تحضيرها، إضافة إلى الحفلات ودعوات العشاء، لافتاً إلى أن قائمة الزبائن تتوسع لتشمل حفلات المدارس والشركات، كما امتدت الخدمة إلى توفير طباخين للمطاعم التي قد يحدث لديها طارئ ما يعيق حضور أي من طواقمها.
غير أن مؤسسي هذه المشروعات الناشئة يقولون إنهم يسعون إلى تحقيق أهداف أخرى بجانب الربح، منها مساعدة النساء على تطوير مهاراتهن في الطبخ وتلقي دروس احترافية مجانية خلال وجود الطباخ المستأجر في منزلهن.
وتوفر الخدمة طباخاً محترفاً، رجلاً أو امرأة، حسب اختيار العميل، مراعاة لكون بعض النساء ربات المنازل، قد يجدن حرجاً في وجود شيف رجل بالمنزل خاصة إذا تصادف أن تكون ربة المنزل وحدها في توقيت حضوره، ويحتسب أجر الشيف بالساعة، ويبلغ أجره 60 جنيهاً مصرياً في الساعة (أقل من 4 دولارات) يطهو خلالها الأصناف والأطباق التي تم الاتفاق عليها والتي يحددها العميل مسبقاً، على أن يشتري العميل مستلزمات تحضير الطعام من خضراوات ولحوم ومكونات مختلفة، وهي تفاصيل يحددها الشيف خلال الاتفاق، ويمكن أيضاً أن يحتسب أجره كقيمة إجمالية في حال الحفلات وأعياد الميلاد أو عشاء العمل.
لجذب أنواع مختلفة من العملاء، تعتمد الخدمة على قوائم الطعام المفتوحة، ويحدد العميل الأصناف التي يريدها سواء شرقي أو غربي، ويتم اختيار الشيف المتخصص في نوع الأطباق التي حددها الزبون.
ويضفي الطهاة لمساتهم الخاصة في طريقة إعداد الأطباق المختلفة، وابتكار أصناف جديدة، أو العودة إلى طهي المأكولات المنتشرة في أقاليم مصر، وخاصة البط المحشي، والطواجن الفلاحي، بجانب الفطير البلدي (المشلتت).
ويقول الشيف أحمد عمارة لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول التجديد والابتكار في الأطباق والأصناف المختلفة، لكن خلال عملنا على إحياء الأصناف المحلية التي تتميز بها بعض محافظات الأقاليم نحاول الحفاظ على طابعها الخاص، أي أننا نعدها بنفس الطريقة التقليدية والتي تعد أهم أسباب تميزها».
ويقول محمد كرم، مؤسس أحد المراكز التي تقدم خدمة «شيف دليفري» لـ«الشرق الأوسط» إن «من بين الأهداف التي نحاول تحقيقها توفير فرص عمل للطباخين الشباب، فكثير منهم يعملون في المهنة لفترات طويلة قد تتجاوز العشر سنوات، وقد لا يجدون فرصة للترقي في المطاعم الذين يعملون بها، ويضيف أنه في كثير من الأحيان يتركون العمل ليجدوا أنفسهم يبدأون من جديد في مكان آخر، لذلك أعددنا قائمة طويلة بالطباخين الشباب للاستعانة بهم فيما يشبه شبكة للطباخين حيث نستمر في إضافة أسماء جديدة للقائمة».
عندما تقوم ربة منزل باستئجار شيف محترف فإنها تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب، خاصة أنها تدفع أجره بالساعة، لذلك تحاول تعلم تحضير أصناف جديدة لا تعرفها، أو أطباق لا تجيد تحضيرها، وهو ما دفع القائمين على خدمة «شيف دليفري» إلى إضافة هدف جديد لمشروعاتهم من شأنه أن يجذب مزيداً من العملاء، وهو إعطاء دروس احترافية لربات المنازل خلال وجود الشيف في مطبخ منزلهن.
تقول الشيف رشا بركات، وهي شريك مؤسس في مركز لتقديم خدمة «شيف دليفري» لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظنا في البداية أن ربات المنازل يحاولن دائماً الاستفادة من وجود شيف محترف، حيث يراقبنه بتركيز خلال تحضيره للأطباق المختلفة ويسألونه بعض الأسئلة الفنية»، مضيفاً: «هذا ما جعلنا نضعه هدفاً جديداً يمكنه بالطبع أن يجذب مزيداً من العملاء، لكنه أيضاً يساعد النساء على تطوير مهاراتهن في الطبخ».
ولفت بركات إلى أن «الشيف دليفري يجيب عن تلك الأسئلة ويكتب لهن الوصفات والمقادير عقب انتهائه من تحضير الأطباق».
«شيف دليفري»... طباخ برسم الإيجار
«شيف دليفري»... طباخ برسم الإيجار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة