31 قتيلاً في تفجير بالمنطقة القبلية في باكستان

عبوة يدوية الصنع وضعت في صندوق للخضار بسوق شعبي

31 قتيلاً في تفجير بالمنطقة القبلية في باكستان
TT

31 قتيلاً في تفجير بالمنطقة القبلية في باكستان

31 قتيلاً في تفجير بالمنطقة القبلية في باكستان

بعد أشهر من ضم مناطق القبائل الباكستانية إلى إقليم خيبر بختون خوا وفرض القانون الباكستاني عليها، عادت هذه المناطق لتشهد عمليات عنف خطيرة، بما يشكك في نجاح الجيش الباكستاني في القضاء على الجماعات المسلحة التي كانت ناشطة في المنطقة لأكثر من عشر سنوات. وأكدت مصادر رسمية أمس سقوط ما لا يقل عن 31 قتيلا وجرح أكثر من خمسين آخرين في سوق كالايا، وقد اختلفت المصادر الرسمية في تحديد سبب التفجير، حيث قالت الشرطة إن عبوة يدوية الصنع وضعت في صندوق للخضار، فيما قال خبراء أمن أن لغما يحتوي مواد شديدة التفجير كان مخبأ وسط صناديق للخضار بسوق شعبي. تسبب في الانفجار حسب قول خالد إقبال كبير الإداريين في منطقة أوركزاي، وأن جثث القتلى والجرحى تم نقلهم إلى مستشفى في مدينة كوهات القريبة وإلى المراكز الطبية الأخرى. وأفادت النتائج الأولية إلى أن الانفجار نجم عن «عبوة يدوية الصنع وضعت في صندوق للخضار».
وقال المسؤول أمين الله إن 31 شخصا قتلوا، بينهم 22 شيعيا. وأشار إلى أن أكثر من 50 شخص جرحوا، بينهم 17 في حالة حرجة. لكن مصادر أخرى قالت إن التفجير ناتج عن عملية انتحارية قام بها أحد الأشخاص في السوق.
ويقع السوق الذي استهدف بالقرب من مدرسة دينية للطائفة الشيعية في المنطقة. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير الذي يعد الأضخم في المنطقة منذ عدة سنوات.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية الدكتورة شيرين مزاري إن الانفجار كان ناتجا عن عملية انتحارية حسب قولها وقعت قرب حسينية للطائفة الشيعية، وحسب قول مزاري فإن التفجير في أوركزاي والهجوم في كراتشي ما هما إلا نتيجة لفشل الولايات المتحدة في أفغانستان وإن على السلطات والجهات المعنية في باكستان الاستعداد وتأمين المناطق القبلية الباكستانية خاصة حماية السكان المحليين لما قد يحدث بسبب الفشل الأميركي في أفغانستان ومحاولة أميركا نقل الصراع إلى باكستان. وجاء رد مزاري القاسي وتحميلها المسؤولية للفشل الأميركي في أفغانستان بعد أيام من تغريدات الرئيس الأميركي ترمب واتهامه باكستان بالعمل ضد مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان، وتحميل الاستخبارات الباكستانية المسؤولية في عدم إقناع طالبان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان التفجير في أوركزاي بأنه مخطط مدروس لإيجاد نوع من عدم الاستقرار في باكستان والتأثير على خطط التنمية الاقتصادية متوعدا في الوقت نفسه بهزيمة الجماعات الإرهابية والمسلحة في باكستان مهما كلف الأمر. كما وصف رئيس حكومة إقليم خيبر بختون خوا- بيشاور الهجوم بأنه نتاج عمل من الجهات غير المسرورة بعودة السلام والاستقرار للمقاطعة. فيما طالب بيلاول بوتو الحكومة الباكستانية بتفعيل خطة الأمن الوطنية المتفق عليها وتقديم التعويض للقتلى والجرحى.
أوركزاي كانت إحدى المديريات القبلية السبع سابقا التي ضمتها الحكومة الباكستانية إلى إقليم خيبر بختون خوا قبل انتخابات تموز الماضي، لكن هذه المناطق لم تصوت حتى الآن للبرلمان في الإقليم، وتعتبر أوركزاي الوحيدة من بين المديريات القبلية التي لا تملك حدودا مع أفغانستان، لكنها في نفس الوقت تتحكم بالطرق الواصلة إلى مديرية كورام القبلية التي تسكنها قبائل شيعية وتقيم علاقات قوية مع الحكومة الأفغانية في مواجهة المديريات القبلية الأخرى، وهو ما حدا بطالبان باكستان إلى قطع طرق الإمداد عن المناطق الشيعية في كورام وحصارها، كما أن أوركزاي تعتبر مركزا لطالبان باكستان ومنها تحدر حافظ سعيد أول حاكم معين من قبل تنظيم داعش ولاية خراسان لقيادة التنظيم قبل قتله في غارة جوية أميركية على المناطق القبلية الباكستانية قبل أكثر من عام. كما شهدت منطقة هانغو التي أصبحت أوركزاي تابعة لها صراعا طائفيا على مر السنوات الثلاثين الماضية بين جماعات شيعية وأخرى سنية راح ضحيته المئات من السكان المحليين.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي وزير الدفاع التركي يشار غولر متحدثاً خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية الأحد (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.