موجز الحرب ضد الإرهاب

المصري الموقوف بتهمة دعم {داعش} في إيطاليا (أ.ب)
المصري الموقوف بتهمة دعم {داعش} في إيطاليا (أ.ب)
TT

موجز الحرب ضد الإرهاب

المصري الموقوف بتهمة دعم {داعش} في إيطاليا (أ.ب)
المصري الموقوف بتهمة دعم {داعش} في إيطاليا (أ.ب)

- إيطاليا تعتقل مصرياً للاشتباه في صلته بـ«داعش»
روما - «الشرق الأوسط»: أعلنت الشرطة الإيطالية، أمس الأربعاء، القبض في ميلانو على شاب مصري (22 عاماً) للاشتباه في صلته بتنظيم داعش، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت الشرطة، في بيان على شبكة الإنترنت، إن الشاب متهم بالانتماء لمنظمة إرهابية دولية والدعاية للإرهاب. وكتبت الشرطة على صفحتها على موقع «تويتر»، أنها اعترضت رسائل على تطبيق «واتساب» للدردشة، وصف خلالها المتهم نفسه بأنه «ذئب منفرد» مستعد لتنفيذ عملية. وأصدر وزير الداخلية ماتيو سالفيني بياناً، هنأ خلاله الشرطة على القبض على الشاب «الذي كان يخطط لشن هجمات إرهابية بالنيابة عن تنظيم داعش». وقالت الشرطة إن «صديقين مقربين» من المتهم، وهما أيضاً من مصر، كانت لهما أيضاً صلة بأنشطة دعائية إرهابية وتم ترحيلهما قسراً، بحسب تقرير الوكالة الألمانية.

- حكم بالسجن المؤبد على المشتبه به الرئيسي في مقتل سياح في طاجيكستان
دوشانبي - «الشرق الأوسط»: حكم القضاء في طاجيكستان بالسجن المؤبد على رجل بايع تنظيم داعش، ويعتبر زعيم مجموعة مسلحة قتلت في يوليو (تموز) الماضي أربعة سياح غربيين، في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى. وقال مصدر في المحكمة العليا لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه «حكم بالسجن المؤبد» على حسين عبد الصمدوف (33 عاماً)، مؤكداً بذلك تصريحات أدلى بها في نهاية الجلسة محامي المتهم. وقد أدين بتسع تهم، بينها الإرهاب. وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن محاكمته كانت قد بدأت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) في سجن يخضع لإجراءات أمنية مشددة. وعند مغادرتها السجن، أعلنت والدته غولتشيخرا شودمونوفا، أنها تريد استئناف الحكم. وقالت لصحافيين: «لست راضية عن حكم المحكمة».
وكان عبد الصمدوف قد اعترف بعد توقيفه بأنه قتل مع رجال آخرين، الأميركيين جاي أوستن ولورين جوغيغان، والهولندي رينيه فوكي، والسويسري ماركوس هوميل، الذين كانوا يزورون طاجيكستان من أجل زيارة طريق بامير الشهير، في جبال آسيا الوسطى. وفي نهاية يوليو، دهست سيارة السيّاح، ثم هاجمهم أربعة رجال مسلحين في منطقة دانغارا على بعد 150 كيلومتراً جنوب العاصمة دوشانبي. وجرح في الهجوم أيضاً هولندي وسويسرية، بينما لم يصب سائح فرنسي بأذى.

- مقتل 53 شخصاً في هجمات لجماعة «بوكو حرام» في نيجيريا
كانو (نيجيريا) - «الشرق الأوسط»: قتل مسلحو حركة «بوكو حرام» 53 جندياً ومزارعاً خلال ثلاثة أيام من الهجمات شمال شرقي نيجيريا، بحسب ما صرحت مصادر أمنية، أول من أمس الثلاثاء، في عرض جديد للقوة، قبل انتخابات فبراير (شباط) في البلد الواقع في غرب أفريقيا، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ورغم تأكيد الحكومة أنها اقتربت من إلحاق الهزيمة بـ«بوكو حرام»، فإن الحركة شنت مؤخراً مجموعة من الهجمات الكبيرة ضد أهداف عسكرية ومدنية. ويواجه الرئيس محمود بخاري الذي يسعى إلى إعادة انتخابه في فبراير المقبل، انتقادات واسعة بسبب الوضع الأمني؛ حيث يشتكي الجنود في شمال شرقي البلاد من الإرهاب، وعدم كفاية إمدادات الغذاء والأسلحة.
وبحسب مصادر أمنية، قتل تنظيم داعش في غرب أفريقيا المتفرع عن «بوكو حرام» 44 جندياً على الأقل، في هجمات على ثلاث قواعد عسكرية في عطلة نهاية الأسبوع.
وقتل 43 على الأقل من هؤلاء يوم الأحد في ميتيل، القرية النائية القريبة من الحدود مع النيجر، بحسب ضابط في الجيش طلب عدم الكشف عن هويته. وقال: «لقد تم طرد جنودنا بالكامل، واستولى الإرهابيون على القاعدة بعد قتال عنيف»، مضيفاً أن قائد القاعدة وثلاثة ضباط بين القتلى.
ويجري البحث عن ناجين أو مزيد من الضحايا في الغابة المحيطة، بحسب الضابط. وقال عضو في ميليشيا موالية للحكومة، إن المتشددين وصلوا في نحو 20 شاحنة، وإن الدعم الجوي لم يصل إلا بعد أن «اقتحموا القاعدة ونهبوا الأسلحة».
وفي اليوم ذاته، شن المتشددون هجوماً قبل الفجر على قاعدة في بلدة غاجيرام، على بعد نحو 80 كيلومتر شمال ميدوغوري، عاصمة ولاية بورنو. واستمر القتال عدة ساعات، بحسب ما صرح سكان لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقتل جندي في هجوم السبت على قاعدة في مينوك في ولاية بورنو، مهد حركة «بوكو حرام»، بحسب مصادر أمنية.
وأعلن تنظيم داعش في غرب أفريقيا مسؤوليته عن الهجمات في ميتيل وماينوك، وقال إنه قتل 42 جندياً، واستولى على أربع دبابات وغيرها من العربات، بحسب موقع «سايت» لرصد المواقع المتشددة. والاثنين، شن المتشددون سلسلة هجمات على عدة قرى، لنهب الطعام وخطف المدنيين واستخدامهم كمقاتلين، أو إجبار النساء على الزواج من عناصرهم. كما خطف المتشددون، الاثنين، سبع نساء بينما كن يعملن في الحقول قرب مدينة باما، بحسب مسلحين يقاتلون إلى جانب الجنود.
وقتل أكثر من 27 ألف شخص منذ بداية تمرد «بوكو حرام» عام 2009، وتشرد 1.8 مليون شخص.

- محكمة مصرية تؤيد أحكاماً بالمؤبد لـ6 متهمين في «أحداث العمرانية»
القاهرة: «الشرق الأوسط» : قضت محكمة النقض، أعلى جهة قضائية في مصر، بتأييد أحكام السجن المؤبد لـ6 متهمين، في القضية المسماة إعلامياً «أحداث عنف العمرانية»، ورفضت الطعون المقدمة من فريق دفاع المتهمين، فيما قبلت المحكمة الطعن المقدم من 3 متهمين على أحكام السجن المشدد 15 سنة، وقضت ببراءتهم مما أسند إليهم من اتهامات تتعلق بالانضمام إلى جماعة إرهابية.
وسبق أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكماً بمعاقبة المدانين الـ6 بالسجن المؤبد، بعد أن أدانتهم بارتكاب أحداث عنف وفوضى، وقطع الطريق في أحداث عنف وشغب بمنطقة «العمرانية» بمحافظة الجيزة، فيما عاقبت 3 متهمين آخرين بالسجن المشدد 15 سنة.
وتتعلق القضية بأحداث العنف التي شهدتها القاهرة وعدد من المحافظات المصرية في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، وضمن الاتهامات ارتكاب جرائم التجمهر واستعمال القوة مع الشرطة، وقطع الطريق والتجمهر وحيازة أسلحة وذخائر ومواد مفرقعة، بغرض ممارسة أعمال فوضوية.
في السياق ذاته، قررت محكمة جنايات بورسعيد، أمس، تأجيل إعادة محاكمة 47 من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، المصنفة رسميا جماعة إرهابية، يتقدمهم محمد بديع المرشد العام للجماعة، إلى جلسة 19 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في قضية اتهامهم بارتكاب والتحريض على ارتكاب أحداث العنف والقتل التي وقعت في محافظة بورسعيد في أغسطس (آب) 2013. والمعروفة باسم أحداث «قسم شرطة العرب»، وجاء قرار التأجيل لاستكمال فض الأحراز في القضية.

- الجيش العراقي يعلن مقتل 15 من «داعش»
بغداد: «الشرق الأوسط»: قال الجيش العراقي، أمس (الأربعاء)، إنه قتل 15 من مقاتلي تنظيم داعش داخل نفق خلال عملية تفتيش في محافظة صلاح الدين التي تقع في شمال البلاد.
ولحقت الهزيمة إلى حد كبير بالتنظيم الذي احتل يوماً ثلث أراضي العراق، لكنه يواصل نصب كمائن وتنفيذ اغتيالات وتفجيرات، وما زال يشكل تهديداً.
ونقلت «رويترز» عن العميد يحيى رسول، الناطق باسم مركز الإعلام الأمني بقيادة العمليات المشتركة، قوله في بيان: إن قوات الأمن أكملت «صفحة تفتيش من مخلفات عصابات (داعش) الإرهابية... وقد أسفرت العملية عن تدمير وكرين للإرهابيين وقتل 15 عنصراً منهم داخل نفق كبير». ولم يحدد البيان متى حدث ذلك.
ولفتت «رويترز» إلى أن العراق كان قد أعلن النصر النهائي على «داعش» في ديسمبر (كانون الأول)، لكن التنظيم المتشدد لجأ إلى أساليب حرب العصابات منذ تخليه عن هدف السيطرة على أراضٍ وتأسيس «دولة» في أراضٍ تمتد على جانبي الحدود بالعراق وسوريا. ويتركز معظم نشاط التنظيم بالعراق في ثلاث محافظات، هي صلاح الدين، وديالي، وكركوك.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عثمان الغانمي، تفقّد أمس وحدات القوات العراقية المنتشرة على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا أقصى غربي محافظة الأنبار العراقية.
وذكرت مصادر عسكرية من قيادة عمليات الجزيرة، لوكالة الأنباء الألمانية، أن «اللواء الركن قاسم محمد صالح قائد عمليات الجزيرة قدم شرحاً مفصلاً لرئيس أركان الجيش ومعاونيه عن طبيعة المهام الموكلة لقيادة عمليات الجزيرة في إطار الخطط الموضوعة لرد أي عدوان لتنظيم داعش انطلاقاً من الأراضي السورية».
وقام رئيس أركان الجيش ومعاونوه بزيارة الساتر الحدودي، وأشاد الجميع بالدور الكبير الذي قامت به قيادة عمليات الجزيرة، بحسب الوكالة الألمانية.
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد نشرت قوات قتالية من مختلف الصنوف والتشكيلات العسكرية معززة بمختلف الأسلحة من الدبابات والمدافع والراجمات وغطاء جوي من طيران القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي لصد أي هجوم متوقع لتنظيم داعش انطلاقاً من الأراضي السورية.
وتأتي الزيارة غداة إعلان قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن طائرات «إف16» عراقية قصفت أهدافاً لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية؛ ما أسفر عن مقتل نحو 40 من عناصر التنظيم.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

يمثل الصعود العسكري للصين، وبخاصة برنامج تحديث ترسانتها النووية، هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التقارب المزداد بين بكين، وموسكو التي تلوح بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب على خلفية الحرب التي تخوضها حالياً في أوكرانيا.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، يتناول ستيفن سيمبالا أستاذ العلوم السياسية في جامعة براندواين العامة بولاية بنسلفانيا الأميركية، ولورانس كورب ضابط البحرية السابق والباحث في شؤون الأمن القومي في كثير من مراكز الأبحاث والجامعات الأميركية، مخاطر التحالف المحتمل للصين وروسيا على الولايات المتحدة وحلفائها.

ويرى الخبراء أن تنفيذ الصين لبرنامجها الطموح لتحديث الأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى ظهور عالم يضم 3 قوى نووية عظمى بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين. في الوقت نفسه، تعزز القوة النووية الصينية المحتملة حجج المعسكر الداعي إلى تحديث الترسانة النووية الأميركية بأكملها.

وأشار أحدث تقرير للجنة الكونغرس المعنية بتقييم الوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة والصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى ضرورة تغيير استراتيجية الردع الأميركية للتعامل مع بيئة التهديدات النووية خلال الفترة من 2027 إلى 2035. وبحسب اللجنة، فإن النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والقيم التي يستند إليها يواجه خطر نظام الحكم المستبد في الصين وروسيا. كما أن خطر نشوب صراع عسكري بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا يزداد، وينطوي على احتمال نشوب حرب نووية.

ولمواجهة هذه التحديات الأمنية، أوصت اللجنة الأميركية ببرنامج طموح لتحديث الترسانة النووية والتقليدية الأميركية، مع قدرات فضائية أكثر مرونة للقيام بعمليات عسكرية دفاعية وهجومية، وتوسيع قاعدة الصناعات العسكرية الأميركية وتحسين البنية التحتية النووية. علاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى تأمين تفوقها التكنولوجي، وبخاصة في التقنيات العسكرية والأمنية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتحليل البيانات الكبيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يقترح تقرير اللجنة أرقاماً دقيقة للأسلحة التي تحتاجها الولايات المتحدة ولا أنواعها، لمواجهة صعود الصين قوة نووية منافسة وتحديث الترسانة النووية الروسية. ورغم ذلك، فإن التكلفة المرتبطة بتحديث القوة النووية الأميركية وبنيتها التحتية، بما في ذلك القيادة النووية وأنظمة الاتصالات والسيطرة والدعم السيبراني والفضائي وأنظمة إطلاق الأسلحة النووية وتحسين الدفاع الجوي والصاروخي للولايات المتحدة، يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة في الميزانية العامة للولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، فالأمر الأكثر أهمية هو قضية الاستراتيجية الأميركية والفهم الأميركي للاستراتيجية العسكرية الصينية والروسية والعكس أيضاً، بما في ذلك الردع النووي أو احتمالات استخدامه الذي يظهر في الخلفية بصورة مثيرة للقلق.

في الوقت نفسه، يرى كل من سيمبالا صاحب كثير من الكتب والمقالات حول قضايا الأمن الدولي، وكورب الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، أنه من المهم تحديد مدى تنسيق التخطيط العسكري الاستراتيجي الروسي والصيني فيما يتعلق بالردع النووي والبدء باستخدام الأسلحة النووية أو القيام بالضربة الأولى. وقد أظهر الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، تقارباً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، في حين تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة بصورة منتظمة. ومع ذلك فهذا لا يعني بالضرورة أن هناك شفافية كاملة بين موسكو وبكين بشأن قواتهما النووية أو خططهما الحربية. فالقيادة الروسية والصينية تتفقان على رفض ما تعدّانه هيمنة أميركية، لكن تأثير هذا الرفض المشترك على مستقبل التخطيط العسكري لهما ما زال غامضاً.

ويمكن أن يوفر الحد من التسلح منتدى لزيادة التشاور بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى توقعاتهما بشأن الولايات المتحدة. على سبيل المثال، حتى لو زادت الصين ترسانتها النووية الاستراتيجية إلى 1500 رأس حربي موجودة على 700 أو أقل من منصات الإطلاق العابرة للقارات، سيظل الجيش الصيني ضمن حدود معاهدة «ستارت» الدولية للتسلح النووي التي تلتزم بها الولايات المتحدة وروسيا حالياً. في الوقت نفسه، يتشكك البعض في مدى استعداد الصين للمشاركة في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية، حيث كانت هذه المحادثات تجري في الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا فقط. ولكي تنضم الصين إلى هذه المحادثات عليها القبول بدرجة معينة من الشفافية التي لم تسمح بها من قبل بشأن ترسانتها النووية.

وحاول الخبيران الاستراتيجيان سيمبالا وكورب في تحليلهما وضع معايير تشكيل نظام عالمي ذي 3 قوى عظمى نووية، من خلال وضع تصور مستقبلي لنشر القوات النووية الاستراتيجية الأميركية والروسية والصينية، مع نشر كل منها أسلحتها النووية عبر مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق البرية والبحرية والجوية. ويظهر التباين الحتمي بين الدول الثلاث بسبب الاختلاف الشديد بين الإعدادات الجيوستراتيجية والأجندات السياسة للقوى الثلاث. كما أن خطط تحديث القوة النووية للدول الثلاث ما زالت رهن الإعداد. لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستواصلان خططهما لتحديث صواريخهما الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة بأجيال أحدث من منصات الإطلاق في كل فئة، في حين يظل الغموض يحيط بخطط الصين للتحديث.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك ترسانة نووية تتفوق بشدة على ترسانتي روسيا والصين، فإن هذا التفوق يتآكل بشدة عند جمع الترسانتين الروسية والصينية معاً. فالولايات المتحدة تمتلك حالياً 3708 رؤوس نووية استراتيجية، في حين تمتلك روسيا 2822 رأساً، والصين 440 رأساً. علاوة على ذلك، فالدول الثلاث تقوم بتحديث ترساناتها النووية، في حين يمكن أن يصل حجم ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية الصينية إلى 1000 سلاح بحلول 2030.

ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: إلى أي مدى ستفقد الولايات المتحدة تفوقها إذا واجهت هجوماً مشتركاً محتملاً من جانب روسيا والصين مقارنة بتفوقها في حال التعامل مع كل دولة منهما على حدة؟ ولا توجد إجابة فورية واضحة عن هذا السؤال، ولكنه يثير قضايا سياسية واستراتيجية مهمة.

على سبيل المثال، ما الذي يدفع الصين للانضمام إلى الضربة النووية الروسية الأولى ضد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟ ولا بد أن نتخيل سيناريو متطرفاً، حيث تتحول الأزمات المتزامنة في أوروبا وآسيا إلى أزمات حادة، فتتحول الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مواجهة بين روسيا وحلف «الناتو»، في الوقت الذي تتحرك فيه الصين للاستيلاء على تايوان، مع تصدي الولايات المتحدة لمثل هذه المحاولة.

وحتى في هذه الحالة المتطرفة، لا شك أن الصين تفضل تسوية الأمور مع تايوان بشروطها الخاصة وباستخدام القوات التقليدية. كما أنها لن تستفيد من الاشتراك في حرب بوتين النووية مع «الناتو». بل على العكس من ذلك، أشارت الصين حتى الآن بوضوح تام إلى روسيا بأن القيادة الصينية تعارض أي استخدام نووي أولاً في أوكرانيا أو ضد حلف شمال الأطلسي. والواقع أن العلاقات الاقتصادية الصينية مع الولايات المتحدة وأوروبا واسعة النطاق.

وليس لدى الصين أي خطة لتحويل الاقتصادات الغربية إلى أنقاض. فضلاً عن ذلك، فإن الرد النووي للولايات المتحدة و«الناتو» على الضربة الروسية الأولى يمكن أن يشكل مخاطر فورية على سلامة وأمن الصين.

وإذا كان مخططو الاستراتيجية الأميركية يستبعدون اشتراك روسيا والصين في توجيه ضربة نووية أولى إلى الولايات المتحدة، فإن حجم القوة المشتركة للدولتين قد يوفر قدراً من القوة التفاوضية في مواجهة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

وربما تدعم الصين وروسيا صورة كل منهما للأخرى بوصفها دولة نووية آمنة في مواجهة الضغوط الأميركية أو حلفائها لصالح تايوان أو أوكرانيا. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن توفر «الفجوة» بين أعداد الأسلحة النووية غير الاستراتيجية أو التكتيكية التي تحتفظ بها روسيا والصين والموجودة في المسرح المباشر للعمليات العسكرية، مقارنة بتلك المتاحة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، عنصر ردع ضد أي تصعيد تقليدي من جانب الولايات المتحدة ضد أي من الدولتين.

أخيراً، يضيف ظهور الصين قوة نووية عظمى تعقيداً إلى التحدي المتمثل في إدارة الاستقرار الاستراتيجي النووي. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع تطوير سياسات واستراتيجيات إبداعية لتحقيق استقرار الردع، والحد من الأسلحة النووية، ودعم نظام منع الانتشار، وتجنب الحرب النووية. ولا يمكن فهم الردع النووي للصين بمعزل عن تحديث قوتها التقليدية ورغبتها في التصدي للنظام الدولي القائم على القواعد التي تفضلها الولايات المتحدة وحلفاؤها في آسيا. في الوقت نفسه، فإن التحالف العسكري والأمني بين الصين وروسيا مؤقت، وليس وجودياً. فالتوافق بين الأهداف العالمية لكل من الصين وروسيا ليس كاملاً، لكن هذا التحالف يظل تهديداً خطيراً للهيمنة الأميركية والغربية على النظام العالمي.