شهدت العاصمة الرياض مؤخراً عرضاً للأزياء شاركت فيه مجموعة من المصممات السعوديات الصاعدات، اللواتي لم يسبق لهن تنظيم عروض أزياء بالمعنى المتعارف عليه من قبل. كانت الفعالية من تنظيم الأميرة نورة بنت فيصل، سفيرة الموضة السعودية ورئيسة مجلس إدارة «غلوبال فاشن هاوس»، التي تقول بأنها بدأت التحضير لها قبل أكثر من شهرين بهدف توفير منبر للمصممات الناشئات يستعرضن فيه إمكانياتهن ومواهبهن.
وصرحت الأميرة نورة بنت فيصل لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول أن نجمع مصممات يتمتعن بالموهبة والقدرة على الإبداع في مجال الأزياء منذ فترة طويلة، للتعريف بهن ودعمهن بطرق مختلفة، وكانت هذه أول مناسبة تجمع هذا العدد من المصممات في مكان واحد، مع وجود عدد من العلامات التجارية الشهيرة بالأزياء لتسهيل التواصل بين كل صناع الموضة».
لم تكن الفعالية عرض أزياء بالمفهوم التقليدي، بل كان عبارة عن «ترانك شو» قالت الأميرة نورة بأنه أكثر ملاءمة للجميع «إذ أن الحضور يستطيعون معاينة القطعة عن قرب ولمس الخامات، إضافة إلى التحاور مع المصممة، وهو ما لا يتيحه عرض الأزياء التقليدي، لأن التشكيلات تكون كبيرة والحضور كثير». وشرحت أيضا أن فكرة «الترانك شو» أكثر عملية من الناحية التجارية لأنها تفتح باب التواصل مع المحلات «وهذا مهم لدعم المصممات وتسويق منتجاتهن». وأكدت الأميرة نورة أن هناك الكثير من المواهب التي لا تحتاج إلا إلى فرص للتعريف بها، بدليل أن بعضهن يعرضن تصاميمهن في عواصم الموضة العالمية. تقول إن «هناك ثقة كبيرة فيهن خصوصا بالنسبة للعارفات للموضة والباحثات عن تصاميم فريدة ومميزة». الآن تتوسع فُرصهن بفضل توفر منصات تعليمية، كما تقول: «فالتصميم ليست مجرد موهبة بل يحتاج أيضا إلى الصقل والتخصص لبناء فكر على أسس صحيحة وعلمية».
وقد شارك في المناسبة التي شهدتها الرياض مؤخرا، خمس مصممات متخرجات حديثاً، منهن من درسن الأزياء بالسعودية ومنهن من تلقين تعليمهن بالخارج، هن مشاعل الراجحي ولما طاهر ونورة الحارثي، إلى جانب مصممين عالميين مثل طوني ميراندا ولما عسكري.
وعن تطوير قطاع الأزياء والموضة في السعودية قالت الأميرة نورة: «أجرينا دراسة مع «هيئة الثقافة» لتوضيح أهم النقاط التي يحتاجها سوق الموضة لدينا وتوصلنا إلى أننا نستطيع تقديم الخبرات الكافية للمصممين من خلال دورات تعليمية يقدمها مصممون عالميون يساهمون بتقديم دروس وتدريبات في السعودية، أو من خلال ابتعاث من يرغبون في دراسة هذا المجال بشكل أكثر عمقا». وتؤكد على استمرار أسبوع الموضة السعودي، كمناسبة رسمية تدعمها هيئة الثقافة، لأن الموضة لا توجد بمعزل عن المجتمع وثقافته، بدليل أن كل أسابيع الموضة العالمية تدعمها الحكومات بعد أن أدركت أهميتها على الاقتصاد. «الهدف منها اليوم ليس إبراز المصممين السعوديين فحسب، بل أيضاً فتح الأبواب للمصممين العالميين للدخول إلى السوق السعودي والتعرف على ثقافتنا، من دون أن نتجاهل ضرورة توفير بنية تحتية بإنشاء مصانع توفر الأقمشة والمواد التي تدعم التصاميم». فيما عدا ذلك فإن القدرة على التصميم موجودة كما أوضحت تصاميم نورة الحارثي التي شاركت بمجموعة أطلقت عليها عنوان «جذور» لأن غالبيتها تنتمي إلى التراث، لكن طعمتها بأسلوب لا ينتمي إلى فترة محددة. وهذا ما تشرحه المصممة بقولها إن تعمد إلى أن تكون كل قطعة «كلاسيكية وعملية تتيح ارتداءها في كل المناسبات».
نورة الحارثي مثل غيرها من المصممات شاركت بعدد محدود من التصاميم نظرا لضيق الوقت، لكنها أكدت من خلال 6 قطع فقط أن تؤكد ما قالته الأميرة نورة بنت فيصل بأن هناك الكثير من المواهب التي لا تحتاج إلا إلى فرصة على شكل منبر تستعرض فيه هذه الموهبة.
مواهب سعودية تتألق في الرياض
البداية محلية تعكس طموحات عالمية
مواهب سعودية تتألق في الرياض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة