رئيس الأركان الإسرائيلي: عملياتنا حجّمت إيران في سوريا

TT

رئيس الأركان الإسرائيلي: عملياتنا حجّمت إيران في سوريا

رغم أن إسرائيل الرسمية لم تتطرق إلى الأنباء التي تحدثت عن «قصف إسرائيلي جديد في سوريا»، الليلة قبل الماضية، خرج رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، بتصريحات، أمس (الثلاثاء)، تحدث فيها صراحة عن قيام جيشه بـ«عمليات أدت إلى تحجيم الوجود الإيراني في سوريا».
وكان آيزنكوت قد توجه إلى الحدود مع سوريا، في هضبة الجولان المحتلة، أمس، بعد ساعات قليلة من نشر الأنباء عن قصف إسرائيلي في الأراضي السورية استهدف مواقع إيرانية. والتقى آيزنكوت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش، وراح يمتدح قوات الوحدات الخاصة وسلاح الجو وكل من ساهم ويساهم في النشاط الإسرائيلي لتحجيم الوجود الإيراني في سوريا. وقال: «أنا أتحدث عن أبطال، عملوا بشكل دقيق وسرّي ومن خلال الكثير من المخاطرة، وبفضلهم تم ضرب الوجود الإيراني في سوريا وتقليصه وتشويش عملية تصنيع أسلحة إيرانية دقيقة في لبنان وسوريا وبذلك ساهموا في حماية إسرائيل لسنين عديدة في المستقبل».
وكان قائد اللواء الشمالي الجنرال يوئيل ستريك، قد كشف أن «حزب الله» اللبناني، الذي تمكّن قبل أربع سنوات من إقامة قواعد له في الجزء الشرقي من الجولان وتمكن الجيش الإسرائيلي من قطع دابره، يحاول اليوم استئناف مخططه من جديد. وهذا مقلق لإسرائيل. وتم اعتبار هذا التصريح بمثابة تهديد مباشر للنظام السوري ولـ«حزب الله». وقال ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس، إن آيزنكوت بحث مع قادة جيشه في المنطقة الشمالية تلك التطورات وكيفية مواجهتها، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بها في أي حال.
الجدير ذكره أن إسرائيل سرّبت معلومات تفيد بأنها قصفت في سوريا مرتين فقط خلال الشهرين الماضيين، وخفّضت نشاطها –خصوصا الجوي– في سوريا بسبب أزمتها مع روسيا. وإذا كان النبأ صحيحاً عن القصف أمس فستكون هذه هي المرة الثالثة. وقد بات كل قصف كهذا يشكل إزعاجاً للقيادة الروسية. ففي موسكو ما زالوا غاضبين من قيام إسرائيل بالقصف في منطقة اللاذقية في 17 سبتمبر (أيلول)، حيث حاول جيش النظام السوري الرد فأصاب طائرة تجسس روسية لا علاقة لها بما جرى على الأرض. وقد وجه الروس عدة رسائل غاضبة إلى تل أبيب بسبب هذا التصرف. وهي تستغله اليوم لفرض قواعد جديدة للنشاط الإسرائيلي في سوريا، بحيث يهبط إلى الحد الأدنى الممكن.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد أعلن أول من أمس، في تصريحات خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن، أن كمية الأسلحة الإيرانية التي نُقلت إلى منظمة «حزب الله» اللبنانية عبر الأراضي السورية تقلصت بشكل ملحوظ منذ حادثة إسقاط الطائرة الروسية، وأن إسرائيل تواصل الطلعات الجوية الاستطلاعية في المنطقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.