جيل كيبل {أكبر مثقف عربي}!

المفكر الفرنسي ومشكلة القرن الحادي والعشرين الخارجة من أعماق التاريخ

جيل كيبل  -  غلاف كتاب «الخروج من الفوضى في الشرق الأوسط وحوض المتوسط» لكيبل
جيل كيبل - غلاف كتاب «الخروج من الفوضى في الشرق الأوسط وحوض المتوسط» لكيبل
TT

جيل كيبل {أكبر مثقف عربي}!

جيل كيبل  -  غلاف كتاب «الخروج من الفوضى في الشرق الأوسط وحوض المتوسط» لكيبل
جيل كيبل - غلاف كتاب «الخروج من الفوضى في الشرق الأوسط وحوض المتوسط» لكيبل

لو طرحوا عليّ هذا السؤال: من هو أكبر مثقف عربي في الوقت الراهن؟ لأجبت على الفور ودون أدنى تردد: إنه جيل كيبل. أعرف أنهم سيقولون إني ألقي بالكلام على عواهنه، وإني مولع بمقولة: خالف تعرف. أعرف أني سوف أصدم الكثيرين وأدوخهم، وربما اتهموني بالخيانة العظمى إذ أقول ما أقول. فكيف يمكن لمثقف أجنبي - فرنسي تحديداً - أن يكون أكبر مثقف عربي؟ ما هذا الهراء؟ ما هذه المغالطات السفسطائية؟ كنا نتوقع أنك أكثر ذكاءً وفهماً وبصيرة. عد إلى رشدك، أيها الإنسان المغرور المتغطرس الضال المضل. متى ستعقل، وتتفوه بكلام متوازن مفهوم مهضوم؟ ولكن الأنكى من ذلك هو أني مصر على هذا الكلام، ولم أتفوه به إلا بعد طول تأمل وتردد وتمحيص. وإذا لم يستطع هذا المقال الدفاع عن هذه الأطروحة المتهورة، فلن يكون له أي معنى. وبإمكانكم أن ترموه في سلة المهملات بعد قراءته مباشرة، أو حتى دون قراءة.
كان هيغل يقول إن الفلسفة تعني القبض على الواقع من خلال الفكر؛ بمعنى أنها تشرح الواقع الراهن وتضيئه. وكان يقول أيضاً - إذا لم تخني الذاكرة - إن الفيلسوف الكبير هو مفكر المشكلة الواحدة: أي مشكلة العصر التي استعصت على الجميع دون أن يتمكنوا من حلها؛ إنها تشبه الحلقة المفرغة أو الضائعة التي لم يعثر عليها أحد بعد. وحده المفكر الكبير يستطيع إيجادها والقبض عليها. والآن، أطرح عليكم هذا السؤال: ما المشكلة الأساسية للعصر العربي الراهن، بل وللعصر الإسلامي كله، أي العصر التركي والإيراني والباكستاني والأفغاني... إلخ؟ إنها المشكلة الأصولية، أو مشكلة الظلامية الدينية. ومن الذي كرس حياته كلها للتركيز عليها والبحث فيها والنبش والحفر أكثر من جيل كيبل؟ منذ أربعين سنة وهو يشتغل عليها. منذ أربعين سنة وهي شغله الشاغل. وحسناً فعل، لأنه ثبت بالدليل القاطع أنها مشكلة العصر كله، وليس فقط العصر العربي أو الإسلامي. وإذا كانت الشيوعية التوتاليتارية هي مشكلة القرن العشرين، فإن الأصولية التوتاليتارية الإخونجية هي مشكلة القرن الحادي والعشرين.
- وهم المثقفين
منذ أن أصدر كتابه الكبير الأول «النبي والفرعون»، عام 1984، عن الحركات الأصولية المصرية، حتى كتابه الأخير الذي صدر قبل أسابيع قليلة في العاصمة الفرنسية، تحت عنوان «الخروج من الفوضى في الشرق الأوسط وحوض المتوسط»، مروراً بكتاب «الجهاد» عام 2000، وكتاب «فتنة: حرب في قلب الإسلام» عام 2004، ثم «رعب في قلب فرنسا: نشأة الجهاد الفرنسي» عام 2015... إلخ، ما انفك جيل كيبل يلف حول المسألة الأصولية ويدور. ما انفك يقلبها على جوانبها كافة لفهم سرها وسبر كنهها. لهذا السبب أقول إنه أكبر مثقف عربي.
أين يكمن نقص كثير من المثقفين العرب والفرنسيين؟ وهو النقص الذي تحاشاه كيبل. إنه يكمن في توهمهم أن الأصولية الدموية الجهادية هي عبارة عن حركة مؤقتة سطحية عابرة. أما هو، فقد عرف فوراً بحدسه الثاقب أنها حركة بنيوية مفصلية خارجة من أعماق التاريخ العربي الإسلامي. وبالتالي، فهي ليست مزحة على الإطلاق، وإنما تستحق التركيز الشديد. إنها حركة متفجرة من أعماق الأعماق التراثية. وهذا ما دعوته أنا شخصياً بالبراكين التراثية.
وللتدليل على أن رهانات جيل كيبل المعرفية كانت صائبة، سوف أروي النادرة التالية: يقول عبد الوهاب المؤدب إنه صدم عندما قرأ كتاب كيبل الأول «النبي والفرعون». لقد شعر بانزعاج شديد لأنه ما كان يتوقع أن صورة الإسلام يمكن أن تكون سلبية إلى هذا الحد. نقول ذلك، خصوصاً أنه مولود في عائلة تونسية عريقة، بل وكان أبوه أحد مشايخ الزيتونة الشهيرة. وبالتالي، يصعب عليه أن يتحدث أحدهم عن الإسلام أو الحركات الإسلامية بهذا الشكل، ولكنه فيما بعد أصبح متفهماً تماماً لتحليلات جيل كيبل، بل وتحول هو ذاته إلى أكبر ناقد للأصولية الإسلاموية. بمعنى أنه تجاوز جيل كيبل في الحملة عليها ونقدها وتفكيكها. والدليل على ذلك أنه أصدر كتاباً مشهوراً بعنوان «مرض الإسلام». كل هذا دليل على أن جيل كيبل كان سابقاً لأوانه. ولهذا السبب، نال كل هذه الشهرة في الساحة الفرنسية والعربية والعالمية. لقد اكتشف المشكلة الأساسية للعصر، وجعلها مشكلته الشخصية على مدار أربعين سنة متواصلة.
لا ريب في أن عدوه اللدود أولفييه روى له أهميته أيضاً. فكتابه عن الجهل المقدس والتدين بلا ثقافة يستحق الاحترام، ولكنه وقع في الخطأ نفسه الذي وقع فيه المثقفون العرب اليساريون، ألا وهو التهوين من مشكلة الأصولية، واعتبارها مجرد مشكلة اقتصادية اجتماعية عابرة، وما إن تسوى مشاكل المغتربين اقتصادياً حتى تنحل الأصولية من تلقاء ذاتها، وتتبخر وتذوب. جيل كيبل لا ينكر إطلاقاً أهمية العوامل الاقتصادية والاجتماعية في بروز ظاهرة الأصولية وتضخمها إلى مثل هذا الحد، ولكنه يعرف أن لهذه المشكلة خصوصيتها الذاتية التي لا ينبغي اختزالها كلياً إلى العوامل المادية والفقر المدقع. من هذه الناحية، فإن جيل كيبل وريث حقيقي لكبار فلاسفة الأنوار، من أمثال فولتير وديدرو وجان جاك روسو وكانط ورينان وفيكتور هيغو... إلخ. فكما أن مشكلة الأصولية المسيحية، وبالأخص الكاثوليكية، كانت شغلهم الشاغل في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فإن مشكلة الأصولية الإسلامية هي شغله الشاغل حالياً. وذلك لأن الأصولية المسيحية لم يعد لها وجود في أوروبا، وإنما أصبحت نسياً منسياً. فهل تحارب طواحين الهواء؟ أما الأصولية الإسلامية، فهي في عز عنفوانها، ومقدرتها على الضرب والتفجير. وبالتالي، فشيء موضوعي ومنطقي أن تكون الشغل الشاغل للمثقفين العرب. والواقع أن كثيراً منهم لم يهملوها. نذكر على سبيل المثال لا الحصر العفيف الأخضر وجورج طرابيشي وآخرين.
- الخروج من الفوضى
أعترف بأن كتاب جيل كيبل الأخير أثلج صدري، وأعاد بريق الأمل إلى قلبي. كنت قد أصبحت يائساً محطماً، أخبط خبط عشواء وأمشي في الظلماء. فبعد كل هذه السنوات السبع العجاف التي دمرت سوريا، والمشرق العربي عموماً، ما كنت أتوقع أنه توجد نهاية لهذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه. كنت أتوقع أن الليل العربي طويل.. طويل. فإذا به يصدر كتاباً كاملاً، بأكثر من خمسمائة صفحة، وعن «غاليمار»، بعنوان «الخروج من الفوضى الشرق أوسطية!». هل هذا معقول؟ هل هذا ممكن يا ترى أم أنه متفائل أكثر من اللزوم؟ بصراحة، كنت أتوقع أن «البراكين التراثية» الإخونجية الداعشية لن تنضب قبل خمسين سنة مقبلة! ولكن بما أني من أكبر المتشائمين في التاريخ، فربما أكون مخطئاً، بل أرجو من كل قلبي أن أكون مخطئاً! وأرجو في الوقت ذاته أن يكون جيل كيبل على صواب. ماذا؟ إذن الفرج على الأبواب؟ ماذا؟ إذن حالة الفوضى العارمة سوف تنتهي قريباً من منطقتنا العزيزة الغالية؟ ماذا؟ إذن «داعش» أصبحت في خبر كان وأخواتها؟ للحق والإنصاف، فإن المفكر الفرنسي الشهير لا يقول ذلك؛ إنه يعرف أن «داعش» قد تعيد تنظيم صفوفها مرة أخرى بطريقة أخرى، ويعرف أيضاً حقيقة أخطر بكثير، وهي أن مواعظ الظلاميين وفتاواهم الرهيبة، سواء في الجوامع أو على الأنترنت، سوف تغذيها بجحافل جديدة لا تنضب. تضاف إلى ذلك عوامل الفقر المدقع، والبؤس الاجتماعي الذي لا يرحم، والذي يصيب شرائح كبيرة من شعوبنا، سواء في العالم العربي أو حتى في فرنسا ذاتها. كل هذا يعرفه جيداً جيل كيبل، ولكنه يعرف أيضاً أن الجميع أنهكوا وتعبوا. كما يعرف أن دولة «داعش» قد سقطت في الرقة والموصل، وهذا حدث عظيم لا يستهان به على الإطلاق. لقد تنفسنا الصعداء!
أين تكمن عبقرية فلاديمير بوتين قياساً إلى شخص نزيه محترم كفرنسوا هولاند، ولكنه يعتقد بوجود «جهاديين» معتدلين؟! لحسن الحظ، فإن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون ليس ساذجاً مثله، وإنما أكثر عمقاً وثقافة. ألم يكن تلميذاً، بل ومساعداً شخصياً، للفيلسوف الكبير بول ريكور؟ لعله لهذا السبب يتحاشى نواقص سياسة سلفه فيما يخص الشؤون الخارجية والعربية. لكن لنعد إلى بوتين: لقد ضرب ضربة معلم كبرى، ونجح نجاحاً باهراً في استعادة الأمجاد الروسية. والسبب في رأي كيبل هو أن المستشرقين الروس من أكبر العارفين بشؤون الشرق الأوسط. ثم، وهذا هو الأهم، فإن القيادة الروسية تستمع إليهم جيداً قبل أن تحسم قراراتها. من أكبر الأخطاء التي وقع فيها القادة الغربيون أنهم اعتقدوا أن الربيع العربي يشبه الربيع الأوروبي في القرن التاسع عشر، ولهذا دعموه بتسرع شديد وغباء أشد. لقد فاتهم أن ربيع الشعوب الأوروبية جاء بعد الاستنارة الدينية لا قبلها. لقد جاء بعد سحق الظلامية المسيحية على يد فلاسفة الأنوار والثورة الفرنسية، ولذلك نجح. لا ريب في أن ما يدعى خطأ بـ«الربيع العربي» كان يحمل نسمة الريح في جوانحه وبداياته، ولكنه سرعان ما استولت عليه حركات الإسلام السياسي، وبالأخص الإخوان المسلمين، فكان أن فشل فشلاً ذريعاً.
أخيراً، إذا كان المثقفون العرب يريدون أن يفهموا واقعهم الحالي، وماذا حصل منذ سبع سنوات في المشرق العربي خصوصاً، فليقرأوا هذا الكتاب الضخم؛ إنه يلقي على بلداننا أضواء ساطعة لم يسبق لها مثيل.


مقالات ذات صلة

دراسات اجتماعية - اقتصادية مع التركيز على العراق

كتب دراسات اجتماعية - اقتصادية مع التركيز على العراق

دراسات اجتماعية - اقتصادية مع التركيز على العراق

يضم الكتاب مجموعة من البحوث والدراسات الأكاديمية وموضوعات وقراءات تتعلق بالجانب الاجتماعي - الاقتصادي

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الروائيّ اللبناني جبّور الدويهي (فيسبوك)

كيف أمضى جبّور الدويهي يومه الأخير؟

عشيّة الذكرى الثالثة لرحيله، تتحدّث عائلة الروائيّ اللبنانيّ جبّور الدويهي عن سنواته الأخيرة، وعن تفاصيل يوميّاته، وعن إحياء أدبِه من خلال أنشطة متنوّعة.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون ليلى العثمان تقتحم باسمها الصريح عالم روايتها

ليلى العثمان تقتحم باسمها الصريح عالم روايتها

رواية «حكاية صفية» للروائية الكويتية ليلى العثمان الصادرة عام 2023، رواية جريئة بشكل استثنائي

فاضل ثامر
كتب بعض واجهات المكتبات

موجة ازدهار في الروايات الرومانسية بأميركا

الصيف الماضي، عندما روادت ماي تنغستروم فكرة فتح مكتبة لبيع الروايات الرومانسية بمنطقة فنتورا بكاليفورنيا

ألكسندرا ألتر
كتب الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثلاثينات ونضجت مع الألفية

الرواية الخليجية... بدأت خجولة في الثلاثينات ونضجت مع الألفية

يتناول الناقد والباحث اليمني د. فارس البيل نشأة وجذور السرد الإبداعي في منطقة الخليج وعلاقة النص بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة

رشا أحمد (القاهرة)

آل الشيخ يكشف عن أعضاء «جائزة القلم الذهبي للأدب»

المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)
المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)
TT

آل الشيخ يكشف عن أعضاء «جائزة القلم الذهبي للأدب»

المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)
المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية (الشرق الأوسط)

كشف المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، الأربعاء، عن أعضاء لجنة «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً»، والتي تهدف إلى إثراء صناعة السينما بالمنطقة، ودعم المواهب الإبداعية في كتابة الرواية من جميع الجنسيات والأعمار.
وتَشكَّلت لجنة الجائزة من أعضاء يملكون خبرات واسعة في مجالات الأدب، والكتابة السينمائية، والإنتاج والإخراج السينمائي، حيث جاءت برئاسة الأديب والروائي السعودي الدكتور سعد البازعي، والروائي والمترجم والسيناريست السعودي عبد الله بن بخيت نائباً له.

وتضم اللجنة في عضويتها كلاً من الكاتب والروائي السعودي عبده خال، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والروائي المصري أحمد مراد، والروائية السعودية الدكتورة بدرية البشر، والكاتب والسيناريست السعودي مفرج المجفل، والكاتب والسيناريست المصري صلاح الجهيني، والناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، والسيناريست المصري شريف نجيب، والخبير عدنان كيال مستشار مجلس إدارة هيئة الترفيه، وكاتبة السيناريو المصرية مريم نعوم، والمخرج المصري محمد خضير، والمنتج السينمائي المصري أحمد بدوي، والمخرج المصري خيري بشارة، والمنتج اللبناني صادق الصباح، والمخرج السينمائي المصري مروان حامد، والمخرج والمنتج السينمائي السعودي عبد الإله القرشي، والكاتب والسيناريست المسرحي السعودي ياسر مدخلي، والكاتب والروائي المصري تامر إبراهيم.

وتركز الجائزة على الروايات الأكثر جماهيرية وقابلية لتحويلها إلى أعمال سينمائية، مقسمة على مجموعة مسارات؛ أبرزها مسار «الجوائز الكبرى»، حيث ستُحوَّل الروايتان الفائزتان بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين، ويُمْنح صاحب المركز الأول مبلغ 100 ألف دولار، والثاني 50 ألف دولار، والثالث 30 ألف دولار.

ويشمل مسار «الرواية» فئات عدة، هي أفضل روايات «تشويق وإثارة» و«كوميدية» و«غموض وجريمة»، و«فانتازيا» و«رعب» و«تاريخية»، و«رومانسية» و«واقعية»، حيث يحصل المركز الأول على مبلغ 25 ألف دولار عن كل فئة بإجمالي 200 ألف دولار لكل الفئات.
وسيحوّل مسار «أفضل سيناريو مقدم من عمل أدبي» العملين الفائزين بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين سينمائيين مع مبلغ 100 ألف دولار للأول، و50 ألف دولار للثاني، و30 ألف دولار للثالث.
وتتضمن المسابقة جوائز إضافية أخرى، حيث سيحصل أفضل عمل روائي مترجم على جائزة قدرها 100 ألف دولار، وأفضل ناشر عربي 50 ألف دولار، بينما يُمنح الفائز «جائزة الجمهور» مبلغ 30 ألف دولار، وذلك بالتصويت عبر المنصة الإلكترونية المخصصة.