«داعش» تسيطر على مقر «الفرقة 17» بالرقة وتكبد النظام أكثر من 115 جنديا خلال يومين

«النصرة» تبث فيديو لانتحاري أميركي.. و«المرصد» يؤكد إسقاط مروحية بحلب

مقاتلون من الجيش السوري الحر يطلقون صاروخا باتجاه المطار العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري بحماة أمس (رويترز)
مقاتلون من الجيش السوري الحر يطلقون صاروخا باتجاه المطار العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري بحماة أمس (رويترز)
TT

«داعش» تسيطر على مقر «الفرقة 17» بالرقة وتكبد النظام أكثر من 115 جنديا خلال يومين

مقاتلون من الجيش السوري الحر يطلقون صاروخا باتجاه المطار العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري بحماة أمس (رويترز)
مقاتلون من الجيش السوري الحر يطلقون صاروخا باتجاه المطار العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري بحماة أمس (رويترز)

ارتفعت حصيلة خسائر النظام السوري إلى أكثر من 115 جنديا نظاميا قتلوا خلال اليومين الأخيرين على يد «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا، حيث قضى 85 منهم على الأقل في محافظة الرقة، مع سيطرة مقاتلي «الدولة» على مقر الفرقة 17 الاستراتيجي بالكامل، وذلك في إطار هجوم متزامن هو الأول من نوعه، بدأته الدولة يوم الخميس الماضي، على ثلاث جبهات في الرقة وريفي حلب والحسكة لطرد النظام من آخر معاقله في مناطق نفوذها.
وفي حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثلاثين جنديا نظاميا، بكمين نصبه مقاتلو «الدولة» في ريف حلب ليل الجمعة - السبت، أحصى مقتل 85 جنديا خلال يومين في محافظة الرقة، حيث انسحب أول من أمس عناصر القوات النظامية من مقر الفرقة 17، وهي عبارة عن قاعدة عسكرية كبيرة، بشكل كامل. وبث مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو من داخل الفرقة، في وقت ذكر فيه المرصد أن «مقاتلي التنظيم المتطرف لم يتمركزوا داخل المقر خشية إقدام النظام على شن غارات جوية عليه».
وبذلك، تكون القوات النظامية خسرت واحدا من ثلاثة مواقع كانت تحتفظ بسيطرتها عليها في محافظة الرقة، الواقعة بكاملها تحت سيطرة «الدولة الإسلامية»، وتعد بمثابة معقلها الأساسي، ولا تزال بالتالي تحتفظ بموقعين اثنين هما مقر اللواء 93، والمطار العسكري في مدينة الطبقة في غرب المحافظة.
وقالت مصادر قيادية في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن سيطرة «الدولة» على مقر الفرقة 17 الاستراتيجي في الرقة «يأتي بعد حصاره لأكثر من عام ونصف من قبل مقاتلي (الجيش الحر) الذين لم يتمكنوا طوال الأشهر الماضية من التقدم أكثر بسبب النقص في الذخيرة والسلاح الذي يخوله الحسم لصالحه». وأوضحت أن «مقاتلي تنظيم داعش وبعد سيطرتهم على كامل محافظة الرقة وإقصائهم خصومهم تدريجيا، واستفادتهم من حصار الجيش الحر لمقر الفرقة، تمكنوا خلال يومين فقط من السيطرة الكاملة عليه».
وكان مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أفاد بأن تنظيم الدولة الإسلامية أسر أكثر من 50 جنديا بعد أن نصب كمينا لهم خلال انسحابهم من الفرقة 17 أول من أمس، وقتل 19 جنديا في تفجيرين انتحاريين وقعا عند بدء الهجوم، ولقي 16 آخرون حتفهم في المعارك التي بدأت الخميس الماضي.
وفي حين لا يزال مصير مائتي جندي نظامي مجهولا، أشار المرصد إلى أنه جرى «قطع رؤوس العشرات من جنود وضباط النظام وعرضت جثثهم على أرصفة الشوارع في مدينة الرقة».
وكان الطيران المروحي ألقى عدة براميل متفجرة على مناطق في حي المرجة وأوتوستراد مطار حلب الدولي، بموازاة اشتباكات عنيفة بين «الدولة» ومقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» عند قرى خراب عطو وجب الفرج والجبنة ودربازن وتعلك، في الريف الغربي لمدينة عين العرب الكردية «كوباني» وسط قصف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مقرات «الدولة» في قريتي خراب عطو وجب الفرج.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري إسقاط مقاتلي المعارضة طائرة مروحية للنظام ما أدى إلى مقتل طاقمها بحلب، من دون صدور أي تعليق رسمي بهذا الصدد. وأفاد المرصد بسماع «دوي انفجار ليل لجمعة في مخيم النيرب الذي تسيطر عليه القوات النظامية، تبين أنه ناجم عن انفجار طائرة مروحية إثر استهدافها من قبل مقاتلين بصاروخ».
وفي ريف دمشق، ألقى الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على مناطق في مدينة داريا، فيما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة المليحة بين مقاتلي «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و«حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، وقصفت قوات النظام ليل أمس مناطق في جرود بلدة فليطة، بينما قتل ستة من عناصر الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جرود منطقة القلمون.
من جهة أخرى، نشرت جبهة النصرة، التي تعد ذراع «القاعدة» في سوريا، شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر انتحاريا أميركيا معروفا بأبو هريرة الأميركي، أقدم نهاية شهر مايو (أيار) الماضي على القيام بعملية انتحارية استهدفت تمركزا للقوات النظامية في شمال غربي سوريا.
ويعد أبو هريرة الأميركي، ويدعى منير محمد أبو صالحة، المواطن الأميركي الأول الذي نفذ عملية انتحارية مماثلة منذ بدء أزمة سوريا قبل أكثر من ثلاثة أعوام، علما بأن خبراء يقدرون عدد المقاتلين الأجانب الذين توجهوا إلى سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية بأنه يتراوح بين تسعة آلاف و11 ألفا.
ويظهر الشاب في شريط فيديو مدته 17 دقيقة، وهو يقول بالعربية: «أريد أن أرتاح في الآخرة. الجنة ليست في الدنيا، كلها شر، القلب ليس مرتاحا هنا». ويضيف: «لقد جئت إلى سوريا ولم يكن معي مال لأشتري به بندقية... والله أعطاني بندقية وكل شيء وأعطاني أكثر».
وكان الانتحاري الأميركي استهدف في 25 مايو الماضي قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظة إدلب، واعترفت الولايات المتحدة بعد ستة أيام من العملية بأن منفذها يتمتع بالجنسية الأميركية.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.