خبراء يوصون بضمان الحقوق العربية قبل رسم خرائط الجينات

مشروع {إيرث بيوجينوم} يستهدف حصر شفرة 1.5 مليون نوع

TT

خبراء يوصون بضمان الحقوق العربية قبل رسم خرائط الجينات

أوصى خبراء عرب بمجال البيئة، بضرورة وضع ضوابط محلية وإقليمية تضمن الحقوق في جينات الكائنات الحية الموجودة بالوطن العربي، وذلك في حال إقرار المشاركة بمشروع إيرث بيوجينوم، الذي يهدف لحصر الشفرات الجينية لنحو 1.5 مليون نوع حول العالم، ويناقشه عدد من المعنيين بالمجال في المؤتمر العالمي للتنوع البيولوجي، والمقام بمدينة شرم الشيخ المصرية ويستمر حتى 26 من الشهر الحالي.
ويُناقش مشروع إيرث بيوجينوم خلال فعاليات «الاجتماع الثالث للأطراف في بروتوكول ناغويا» ضمن مؤتمر التنوع البيولوجي، ويدرس الحصول على الموارد الجينية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها.
ويهدف مشروع، إيرث بيوجينوم، الذي يرأسه هاريس لوين، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، إلى فك شفرة الحمض النووي الخاص بالكائنات الحية التي تحتوي على نواة خلية محاطة بالغشاء، والتي يبلغ عددها 1.5 مليون نوع، وهو الأمر الذي قد يؤدي لانتقال الجينات المميزة إلى الخارج، دون أن تحصل الدول العربية على أي حقوق، كما يخشى خبراء البيئة العرب المشاركون بالمؤتمر. ووفق تقرير نشرته دورية نيتشر الشهر الحالي، فإن المشروع من المقرر أن تكون مدته 10 سنوات بتكلفة 4.7 مليار دولار.
وقال الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف المُعلن للمشروع هو فك شفرة جينات الكائنات الحية للخروج بنصائح لحمايتها من الانقراض أو من تأثيرات التغيرات المناخية، ولكن قبل أن نشارك في هذا المشروع يجب أن نضمن عدم استفادة الدول الغربية من الجينات المميزة الموجودة بالدول العربية دون أن نحصل على أي منفعة من ذلك».
وفشلت جهود عربية سابقة في تأمين الحماية للجينات الخاصة بالكائنات الحية النباتية والحيوانية الموجودة بالعالم العربي، عبر الاتفاقيات الدولية.
ويخشى الدكتور علام أن «يتم تمرير الموافقة على المشروع قبل تأمين تلك الحماية التي جعلت من دولة مثل مصر مستوردة لأدوية بمليارات الدولارات، رغم أن المادة الفعالة لأكثر من 25 في المائة من الأدوية من نباتات صحراوية تم نقل الجينات الخاصة بها إلى الخارج».
وأكد الباحث البيئي عبد المولى إسماعيل على أهمية الاستفادة من أخطاء الماضي، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنه «على سبيل المثال تم نقل بعض الأصول الوراثية الخاصة بالحاصلات المصرية مثل الملوخية والقطن طويل التيلة إلى بعض الدول الأجنبية، ودخلت فيما يسمى بـ(الملكية الفكرية) الخاصة بشركات هذه الدول، ولم تستفد مصر بأي شيء».
وأضاف إسماعيل، يجب قبل الموافقة على الانضمام لهذا المشروع أن «نُسجل جينات كل الكائنات الحية لدينا في البنوك الوطنية العربية، ثم نحرص على إلغاء المواد القانونية التي تتعلق بالملكية الفكرية للأصول الوراثية، لأن هذه المواد تفتح الباب للقرصنة الحيوية وسرقة هذه الأصول، ومن ثم ادعاء أنها تخص الدولة التي سرقتها».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».