ليبيا: حفتر يحشد تأييد قبائل الجنوب... وقلق أممي من اشتباكات قرب طرابلس

مصراتة تفاوض مهاجرين غير شرعيين

الوفد الليبي خلال اختتام أعمال الدورة الاستثنائية الـحادية عشر  لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (و ا ل)
الوفد الليبي خلال اختتام أعمال الدورة الاستثنائية الـحادية عشر لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (و ا ل)
TT

ليبيا: حفتر يحشد تأييد قبائل الجنوب... وقلق أممي من اشتباكات قرب طرابلس

الوفد الليبي خلال اختتام أعمال الدورة الاستثنائية الـحادية عشر  لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (و ا ل)
الوفد الليبي خلال اختتام أعمال الدورة الاستثنائية الـحادية عشر لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (و ا ل)

واصل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي حشد تأييد قبائل منطقة الجنوب الليبي لعملية عسكرية محتملة على ما يبدو لتطهيرها من العصابات الأجنبية الإجرامية. وأورد بيان صادر عن مكتب حفتر أنه التقى في بنغازي، مساء أول من أمس، وفداً من أعيان قبائل وحكماء ونشطاء منطقة الجفرة ومحيطها، إضافة لأعيان ومشايخ قبائل المحاميد في سبها وضواحيها، لمناقشة أوضاع الجنوب وتأمينه، مشيراً إلى أن «الحاضرين يقفون خلف القيادة العامة في تأمين الوطن».
وبدا أن الاجتماع بمثابة حشد للتأييد الشعبي قبل خوض الجيش لعملية عسكرية موسعة يستعد لها منذ فترة في الجنوب، حيث تنشط تحركات مسلحي المعارضة الأجنبية بشكل كبير، فضلاً عن أعمال التهريب والاختطاف.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد حثت، خلال الشهر الماضي، الدولة الليبية على مواجهة المجموعات المسلحة في الجنوب، بعد الأوضاع المضطربة مؤخراً، ودعتها لاتخاذ ما وصفته بإجراءات فورية فعالة حيال حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المنطقة، في ظل تصاعد معدل الجريمة.
كما سبق لمجلس النواب الليبي أن طالب قوات الجيش، بقيادة حفتر، بإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة لتطهير جنوب البلاد.
من جهة أخرى، قالت بعثة الأمم المتحدة إنها تشعر بالقلق من المواجهات المسلحة التي دارت بين قبيلتي المشاشية والمقارحة، وعرضت البعثة مساعيها الحميدة على القبيلتين للحل، داعية «لضبط النفس، ووقف التصعيد والحوار».
واندلعت اشتباكات مسلحة بين القبليتين جنوب شرقي طرابلس قبل يومين، وتحديداً في بلدة أبو قيلة، على الطريق الرابط بين بلدتي الشويرف والقريات، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، على خلفية نزاع على أراضٍ متنازع عليها في بلدة أبو قيلة بين القبيلتين.
إلى ذلك، نفت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، أنباء اعتقال قنصلها العام في مدينة مرسيليا الفرنسية. وطبقاً لبيان أصدرته الوزارة «نفت القنصلية العامة الليبية في مرسيليا، جملة وتفصيلاً، خبر القبض على القنصل العام عبد السلام القاضي»، وأكدت أنه خبر كاذب عارٍ عن الصحة.
وجاء البيان رداً على وسائل إعلام محلية زعمت اعتقال القنصل الليبي في مرسيليا، دون أن تكشف المزيد من التفاصيل.
وفي سياق آخر، أعلنت السلطات الليبية أنها شرعت في محاولة تفاوض مع مهاجرين غير شرعيين على متن سفينة متواجدة في مدينة مصراتة، غرب البلاد، يريدون التوجه إلى إيطاليا. وقال الصديق الصور، مدير مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، إن النيابة العامة تعمل على معالجة موضوع هذه السفينة مع مدير منفذ الميناء، معتبراً أن الأمر لا يحتاج لاستعمال القوة.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية له، مساء أول من أمس، أن النيابة العامة تتبع الوسائل السلمية، وتحاول التفاوض مع المهاجرين للوصول إلى حل.
وكان آمر القطاع الأوسط بحرس السواحل وأمن الموانئ توفيق السكير قد أعلن صدور قرار من النائب العام بتشكيل لجنة للتفاوض مع المهاجرين غير النظاميين في السفينة التي رست بمصراتة، وإقناعهم بالنزول لمركز إيواء الهجرة بالمدينة.
وأضاف السكير أن 14 مهاجراً فقط نزلوا من بين أكثر من 80 مهاجراً على متن السفينة، مشيراً إلى أنهم في تفاوض مستمر مع باقي المهاجرين لإقناعهم بالنزول، لافتاً إلى أن البقية ترغب في التوجه إلى إيطاليا.
وقال رئيس مركز إيواء مصراتة بجهاز مكافحة الهجرة إسماعيل شنب إن المهاجرين يرفضون النزول من السفينة بميناء مصراتة، رغم وساطة منظمات دولية لإقناعهم.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت رفض عشرات المهاجرين واللاجئين على متن سفينة تجارية النزول في مرفأ ليبي خوفاً من «التوقيف والتعرض للتعذيب»، موضحة في تقرير لها أن 79 شخصاً على الأقل بين مهاجر ولاجئ، بينهم عدد من الأطفال، يوجدون على متن سفينة راسية في ميناء مصراتة، في غرب ليبيا.
وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أن السفينة قد وصلت إلى ميناء مصراتة الأسبوع الماضي، وعلى متنها 95 شخصاً بين مهاجر ولاجئ، من إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وباكستان وبنغلاديش والصومال، نزل 14 منهم بينما رفض الآخرون النزول. وقالت المنظمة إن الآخرين «لا يجب إجبارهم على النزول لاقتيادهم إلى مركز احتجاز ليبي، حيث يتعرّضون ربما للتعذيب ولانتهاكات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.