ضابط إسرائيلي كبير يكشف عن فوضى المؤسسة العسكرية وفسادها

TT

ضابط إسرائيلي كبير يكشف عن فوضى المؤسسة العسكرية وفسادها

وجه العقيد ألون منديس، قائد قسم العمليات في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، رسالة قاسية إلى قائده الجنرال نداف فيدان، تتضمن انتقادات وصفت بأنها «صادمة» في قسوتها وصعوبة مضمونها، حيث تتحدث عن «مظاهر خطيرة للفساد».
وقال العقيد منديس، إن الجيش مليء بالفاسدين، الذين يحصلون على امتيازات، وينهبون المال، ويتاجرون بالأسلحة. وفي قيادة الجيش، يتعاملون بإهمال شديد مع الكثير من المجالات العسكرية، بما في ذلك التدريبات والتسلح، والاهتمام بمشاكل الجنود وغير ذلك. وأضاف أن هذا الإهمال، يكلف الجيش ثمنا باهظا حتى في وقوع قتلى وجرحى هباء. وبحسب منديس، فإنه لو تمت معالجة ظاهرة الإهمال في الجيش، «لكنا قادرين على منع وقوع القتلى والجرحى، ولكن للأسف ما زال المجرمون يعملون في أوساطنا».
وتطرق العميد منديس إلى أزمة القوى البشرية في الجيش، مروراً بالأخطاء في النظريات العملياتية التي أدت، حسب أقواله، إلى وقوع العديد من القتلى من الإسرائيليين، خلال السنوات الأخيرة، وانتهاءً بالفساد وعدم الانضباط وانتشار الفوضى في صفوف الجيش. وقال إن هذا كله أدى ويؤدي إلى المساس بالجنود والمصالح الأمنية الاستراتيجية.
وأوضح منديس، أن هذه المظاهر السلبية معروفة جيدا لجميع قادة الجيش، لكنهم لا يتحدثون عنها، لأن هناك سياسة كم أفواه تمنع الضباط من التفوه بها. وقال: «كلما ارتقيت بالتدريج إلى أعلى، يصبح كم الأفواه أقوى وأشد».
وكانت هذه الرسالة قد نشرت للمرة الأولى، أمس، في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، لكن جميع وسائل الإعلام تناولت مضمونها. وقد رد عليها الجيش بندا بندا، نافيا ما جاء بها على الإطلاق، ومؤكدا أن «الجيش أقام أهم وأقوى منظومة مراقبة داخلية تحرص على معالجة الأخطار باستمرار». وقال مسؤول مقرب من قيادة الجيش، إن «الشارع الإسرائيلي يتعرض لحملة تضليل وتشويه ضد الجيش، يبادر إليها ويقودها ويمولها عناصر حزبية تحاول إقحام الجيش في السياسة، وتسعى لإرهاب قادة الجيش، ومنعهم من اتخاذ قرارات مهنية لا تروق لهذا التيار أو ذاك، في السياسة الإسرائيلية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.