قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في وقت مبكر اليوم (السبت) الكثير من المصانع ومخازن المواد الإغاثية في مدينة الحديدة غربي البلاد، لتواصل انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، بتعمد إعاقة عمل المنظمات الإغاثية.
وأعلن العقيد أحمد الجحيلي نائب ركن عمليات اللواء الثاني عمالقة، أن الميليشيات استهدفت بمدفعية الهاوتزر مصانع الألبان وثلاجة المخلافي، ومصانع أخرى مما أسفر عن إحراقها وتدميرها.
وأضاف الجحيلي في تصريحات إعلامية أن الميليشيات تنفذ عمليات انتقامية، تهدف إلى تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية في الحديدة.
وأوضح أن الحوثيين «يسعون عبر خطط ممنهجة لتدمير الاقتصاد والمنشآت الحيوية».
كما أكد العقيد الجحيلي أن ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت بنقل جميع المعتقلين والمختطفين من سجونها في مدينة الحديدة، إلى أماكن مجهولة، واقتحمت منازل عدد من المدنيين في الأحياء السكنية بمدينة الحديدة، واختطفت العشرات من الشباب والمواطنين، بذريعة تعاونهم مع الجيش الوطني.
إلى ذلك، لفت الجحيلي إلى أن الميليشيات الانقلابية تعيش حالة من الخوف، وتعاني انهياراً محتوماً في الحديدة، وذلك بعد تحرير قوات الجيش الوطني أجزاء واسعة من المدينة.
وكان مندوب اليمن في مجلس الأمن أحمد بن مبارك قد أكد في وقت سابق أن ميليشيات الحوثي قصفت مخازن غذاء في الحديدة، في إشارة منه إلى أنها ما زالت تواصل قتل الشعب اليمني.
وأضاف أن ميليشيات الحوثي جندت الأطفال، وفخخت المنازل والميناء في الحديدة، وذلك ضمن كلمته في جلسة المجلس التي عقدت من أجل بحث التطورات الإنسانية والسياسية في اليمن.
من جهة أخرى، أكد الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث أثناء جلسة لمجلس الأمن ليل الجمعة، أن الحديدة بؤرة ساخنة من النزاع في البلاد. وأعرب عن امتنانه لموافقة التحالف على الترتيبات اللوجيسيتية المقترحة لإجلاء الجرحى من صنعاء، معلناً عن نيته زيارة الحديدة الأسبوع المقبل.
كما رحب غريفيث بإعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن ضرورة العودة للمسار السياسي.
دولياً، قالت بريطانيا إنها ستحث مجلس الأمن الدولي على تأييد تطبيق هدنة إنسانية باليمن، في الوقت الذي قال فيه مارتن غريفيث إن الأطراف قدمت «تأكيدات قاطعة» بالتزامها بحضور مشاورات سلام تعقد قريبا في السويد.
وقالت كارين بيرس سفيرة بريطانيا بالأمم المتحدة إنها ستطرح على مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يوم الاثنين المقبل، تتضمن الطلبات الخمسة التي قدمها مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، التي يحث أحدها على التوصل لهدنة حول البنية الأساسية والمنشآت التي تعتمد عليها عملية المساعدات واستيراد المواد التجارية.
وأضافت بيرس أن هدف القرار سيكون وضع دعوة لوكوك «موضع التنفيذ». ولم تحدد إطارا زمنيا للموعد الذي سيطرح فيه مشروع القرار للتصويت.
وتشمل الطلبات الأربعة الأخرى حماية إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية وزيادة وسرعة ضخ العملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي وزيادة التمويل والدعم الإنساني وانخراط الأطراف المتحاربة في محادثات سلام.
وكانت محاولات عقد محادثات سلام سابقة بجنيف في سبتمبر (أيلول) الماضي، تم التخلي عنها بعد مماطلات الحوثيين وانتظار وفدهم ثلاثة أيام، دون حضورهم.
وقال غريفيث: «سأذهب إلى صنعاء الأسبوع المقبل... سأكون أيضا سعيدا للسفر بنفسي، إذا دعت الحاجة لذلك، مع الوفد للمحادثات».
وأضاف أنه يعتقد قرب الوصول إلى حل المسائل التحضيرية للسماح لعقد المحادثات في السويد.
وقال لمجلس الأمن الدولي: «إنني ممتن للتحالف لموافقته على ترتيباتنا اللوجيستية المقترحة، وللتحالف ولعمان على موافقتهما على تسهيل الإجلاء الطبي لبعض اليمنيين الجرحى من صنعاء».
وأضاف غريفيث أيضاً أن الأطراف على وشك التوصل لاتفاق على تبادل السجناء والمعتقلين.