واشنطن تتحدث عن انهيار قريب للقوات الأفغانية

«طالبان» تواصل هجماتها وتقدمها في عدد من المناطق

مسؤولون ومواطنون أفغان يحضرون جنازة طاهر خان داوار المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب الباكستانية حيث سيتم تسليم الجثة إلى القنصل العام لباكستان في جلال آباد وسيتم نقلها عبر معبر تورخام الحدودي (إ.ب.أ)
مسؤولون ومواطنون أفغان يحضرون جنازة طاهر خان داوار المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب الباكستانية حيث سيتم تسليم الجثة إلى القنصل العام لباكستان في جلال آباد وسيتم نقلها عبر معبر تورخام الحدودي (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تتحدث عن انهيار قريب للقوات الأفغانية

مسؤولون ومواطنون أفغان يحضرون جنازة طاهر خان داوار المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب الباكستانية حيث سيتم تسليم الجثة إلى القنصل العام لباكستان في جلال آباد وسيتم نقلها عبر معبر تورخام الحدودي (إ.ب.أ)
مسؤولون ومواطنون أفغان يحضرون جنازة طاهر خان داوار المسؤول البارز في مكافحة الإرهاب الباكستانية حيث سيتم تسليم الجثة إلى القنصل العام لباكستان في جلال آباد وسيتم نقلها عبر معبر تورخام الحدودي (إ.ب.أ)

واصلَتْ قوات حركة طالبان تقدُّمها في عددٍ من الولايات الأفغانية مجبِرة القوات الحكومية على الانسحاب، بعد إيقاع خسائر فادحة في صفوفها؛ فقد تحدثت «طالبان»، أول من أمس، عن هجمات لقواتها في مديرية شندند بولاية هيرات غرب أفغانستان، حيث قالت الحركة إن قواتها سيطرت على عدد من المراكز الأمنية بعد قتل سبعة من أفراد القوات الحكومية، وإجبار الباقين على الفرار تاركين عدداً من الآليات المدرعة والأسلحة الخفيفة وكميات ضخمة من الذخيرة، حسب بيان حركة «طالبان». ونشرت «طالبان» عدداً من البيانات حول عملياتها في ولايات أخرى، حيث قالت إن قواتها تمكَّنَت من قتل خمسة وثلاثين من القوات الأفغانية، بينهم اثنان من كبار الضباط، في ولاية فراه غرب أفغانستان، بالإضافة إلى استيلائها على دبابتين، وجاء في بيان الحركة أن قواتها تمكَّنَت من مهاجمة قوات الحكومة في مديرية فراه رود، وتصدَّت للقوات الحكومية التي أُرسلت لدعم القوات التي تمت مهاجمتها من قبل «طالبان». وكانت «طالبان» تحدثت عن انضمام أكثر من تسعين من رجال الميليشيا الحكومية لقوات «طالبان» في الولاية ذاتها بمنطقة خاكي سفيد، بعد سيطرة «طالبان» على عدد من المراكز العسكرية الحكومية. وكانت مواجهات دامية وقعت بين قوات «طالبان» والحكومة الأفغانية في ولاية قندوز حيث ذكرت «طالبان» أن 27 من القوات الحكومية قُتِلوا في المواجهات في قلعة زال، وتمكنت قوات «طالبان» من السيطرة على المركز الأمني في المنطقة بعد تدمير دبابة والسيطرة على مخازن الذخيرة في المركز.
وأشار بيان «طالبان» إلى مقتل اثنين من مسلحي الحركة في العملية، إضافة إلى مقتل أحد عناصر الميليشيا الحكومية بواسطة قنّاص في منطقة خان آباد. وأعلنت «طالبان» سيطرتها على ستة من المراكز الأمنية في مديرية اشكامش في ولاية تاخار المجاورة لولاية قندوز. كما أعلنت «طالبان» مقتل تسعة من العناصر الحكومية في مديرية سيد آباد بولاية ميدان وردك المجاورة للعاصمة كابل من الغرب، إضافة إلى مقتل أربعة عشر آخرين في مديرية جلريز في الولاية ذاتها. واتهمت «طالبان» الرئيس الأفغاني أشرف غني بتأجيج حرب طائفية في أفغانستان من خلال قيامه بتجنيد ميليشيات طائفية في عدد من الولايات، والقول إن «طالبان» تقاتل الأقلية الشيعية على أسس طائفية. وقال بيان للحركة إن الحكومة الأفغانية جنَّدت عدداً من الميليشيات الشيعية في ولايات باميان وغزني وأورزجان وسط أفغانستان.
وقال بيان صادر عن «طالبان» إن التوجُّه الجديد لحكومة الرئيس أشرف غني هو المسؤول عن قَتل مَن يقف في وجه قوات «طالبان» التي لم تقاتلهم على أسس طائفية، وإنما لموالاتهم الحكومة الأفغانية التي تعتبرها «طالبان» غير معترَف بها ومجرد أداة بيد القوات الأميركية في أفغانستان.
وجاء في بيان «طالبان» أن خطوات أشرف غني تظهر إفلاس الحكومة الأفغانية الحالية وقرب انتهائها، لأن ما تقوم به من فرز طائفي وتوجيه نحو حرب طائفية لن ينفع الشعب الأفغاني مطلقاً. وأشار بيان «طالبان» إلى المعارك التي جرت في ولايات غزني وأوروزجان، واشتباك قوات الحركة مع ميليشيات شيعية موالية للحكومة في كابل.
من جانبه، أصدر مجلس الأمن الوطني الأفغاني أوامره للقوات الحكومية بزيادة هجماتها وتصديها لقوات «طالبان» في كل الولايات الأفغانية، وجاء في بيان مجلس الأمن الوطني أن قوات المعارضة الأفغانية تتكبد خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، متهماً قوات «طالبان» والمعارضين المسلحين باستهداف المدنيين في أفغانستان. سياسياً، انتقد رئيس الحزب الإسلامي في أفغانستان قلب الدين حكمتيار تحالف المعارضة الوطنية وبرنامجه للانتخابات الرئاسية، حيث أعلن أحمد ضياء مسعود أن «التحالف» سيقدِّم مرشحاً واحداً للرئاسة وثلاثة نواب له، كما سيقدم مرشحاً واحداً لمنصب رئاسة الوزراء أو السلطة التنفيذية مع ترشيح ثلاثة نواب له من أحزاب التحالف.
كما انتقد حكمتيار الدعوات المطالِبة بمشاركة «طالبان» في السلطة وتشكيل حكومة انتقالية، واصفاً دعاة هذا الطرح بأنهم يريدون إحداث فراغ في السلطة في أفغانستان، وعقد مؤتمر شبيه بـ«مؤتمر بون»، الذي عُقِد في ألمانيا عقب سقوط حكومة «طالبان» عام 2001. وأعلن حكمتيار للصحافيين في كابل أن «مثل هذا المخطط لن يتم تمريره على الشعب الأفغاني مطلقاً». وتزامنت التحركات الحكومية والنشاط السياسي وهجمات «طالبان» مع اعتراف موقع مقرب من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتراجع القوات الحكومية الأفغانية في المواجهات مع «طالبان». وقال موقع «الحرب الطويلة» التابع لمشروع الدفاع والديمقراطية المموَّل من البنتاغون الأميركي إن «طالبان» تمكنت من القضاء على القوات الخاصة الأفغانية في ولاية غزني مجدداً، رغم التعزيزات التي حصلت عليها هذه القوات من أفراد ومعدات، بعد اجتياح «طالبان» مدينة قندوز في أغسطس (آب) الماضي.
ونقل الموقع عن مراسلي «نيويورك تايمز» في أفغانستان قولهم إن القوات الخاصة التي أُرسلت لتعزيز القوات الأمنية في غزني تم القضاء عليها كلياً، وإن المسؤولين الحكوميين في المنطقة شوهدوا وهم يحاولون الفرار من أمام قوات «طالبان». وأشار الموقع الأميركي إلى تمكُّن قوات طالبان من عزل منطقة جاغوري التي تقطنها الأقلية الشيعية، وقطع جميع طرق الإمداد، لكنهم لم يهاجموا المنطقة ويحاولوا السيطرة عليها حتى الآن.
وأشار الموقع إلى وجود أكثر من ألف مقاتل من «طالبان» يحاصرون المديرية ويهاجمون مدينة غزني في الوقت نفسه، حسب ما نقله عن وكالة «خاما برس» الأفغانية المقرَّبة من الجيش. كما نقل عن مسؤولين عسكريين أفغان قولهم إنه تم إحضار إمدادات وأسلحة عبر الجو وتم تعزيز القوات، وإن الوضع تحت سيطرة القوات الحكومية الآن.
وانتقد الموقع الأميركي القوات الأميركية في أفغانستان وقوات حلف الأطلسي بالقول إنهم أشاروا على الشرطة والقوات الحكومية الأفغانية بالانسحاب من المناطق الريفية، للدفاع عن المناطق المأهولة بعدد كبير من السكان، وهو ما أدى إلى سيطرة «طالبان» على مناطق كثيرة وزيادة عدد السكان تحت سيطرة «طالبان» وتفاقم الوضع الأمني، ويضع «طالبان» في موقف أفضل لتهديد المناطق الواقعة تحت السيطرة الحكومية من خلال قطع طرق الإمدادات لها.
وقال الموقع الأميركي إن هذا الوضع أهَّل «طالبان» لبسط سيطرتها على مناطق واسعة وتعيين حكام إداريين للأرياف تحت سيطرتها، ونقل المعركة إلى مواقع جديدة، مع إمكانية تجنيد أعداد أكبر من الشباب الأفغان في صفوف «طالبان».
وختم الموقع الأميركي تعليقه بالقول إن القوات الحكومية الأفغانية غير قادرة على وضع حد لتقدم «طالبان» المطرد، كما أن حجم الجيش الأفغاني تقلّص بشكل كبير في وقت تحتاج فيه الحكومة الأفغانية إلى أعداد متزايدة من المجندين في صفوف الشرطة والجيش الأفغاني لوقف تقدم «طالبان». وكانت مواقع أفغانية وقنوات تلفزيونية في كابل تحدثت عن مقتل ما يزيد على 28000 جندي أفغاني خلال السنوات الثلاث الماضية، بينما قال الموقع الأميركي نقلاً عن مسؤولين أفغان إن خسائر الجيش الأفغاني بلغت تسعة آلاف قتيل هذا العام. ووصف الموقع الأميركي الوضع العسكري بأن قوات «طالبان» هي التي تملك زمام المبادرة العسكرية في كثير من المناطق الأفغانية، مختتماً بالقول: «ليس من الواضح كم ستستمر خسارة القوات الأفغانية للأفراد والمواقع، خصوصاً مع تردِّي معنويات القوات الأفغانية، بعد الخسائر الفادحة في صفوف القوات الخاصة والشرطة».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.