ستة أفلام من العشرة الأولى في قائمة أكثر الأفلام رواجاً في الولايات المتحدة هي إما من بطولة منفردة للمرأة، أو مشاركة مع دور كبير تؤديه في العمل الماثل.
فجايمي لي كيرتس تتصدر فيلم «هالووين» لديفيد غوردون غرين، والشابة أماندا ستنبرغ محور فيلم «الكره الذي تعطيه»The Hate U Give) ) لجورج تيلمان جونيور. وماكنزي فوي تؤدي دور الفتاة كلارا في «كاسرة البندق والممالك الأربع»The Nutcracker and the Four Realms) ).
كلير فوي (التي لا قرابة بينها وبين ماكنزي فوي) تؤدي بطولة «الفتاة في شبكة العنكبوت»The Girl in the Spider’s Web) )، ثم تتبوأ تيفاني هاديش وووبي غولدبيرغ بطولة «ليست غبية أحد»Nobody’s Fool) )، ثم هناك ليدي غاغا في البطولة المشتركة (مع برادلي كوبر) في «مولد نجمة».
أسماء محسوبة
معظم الممثلات في الأفلام المذكورة تجنح بعيداً عن اهتمام «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (موزعة الغولدن غلوبس)، وعن النقاد الباحثين عن تقييم أفضل ممثلات العام في قوائم، أو تلك المؤسسات الأخرى التي تطلق جوائزها ما بين مطلع الشهر المقبل وصولاً إلى الشهر الثاني عندما يشتد وقع سباق الأوسكار تمهيداً لنتائجه.
لن يفكر أحد في منح جايمي لي كيرتس جائزة عن دورها في فيلم الرعب محاطة طوال الوقت بالخوف من القاتل الذي يطاردها في «هالووين»، أو أماندا ستنبرغ في دورها كفتاة مراهقة تشعر بغيرة بعض زميلاتها وما في صدورهن من بغضاء في «الكره الذي تعطيه». والحال كذلك لدى بطلتي «لست غبية أحد» ولا كلير فوي في دور جيمس بوندي لاعبة استمراراً متهوراً للشخصية التي ظهرت قبل سنوات تسع في فيلمين (سويدي وأميركي) بعنوان «الفتاة ذات الوشم التنين»The Girl with the Dragon Tattoo) )، أو ماكنزي فوي في تلك الحكاية الفانتازية التي لا تقيم، في هذه الحالة، وزناً للتشخيص على نحو يوعز بترشيح الممثلة إلى صف أول.
ما يبقى هو لايدي غاغا التي تؤدي، في «مولد نجمة» دور المغنية الشابة الصاعدة من الحضيض وبفضل مساعدة مغنٍ واقع في حبها كان أشهر منها في يوم مضى والآن دلف إلى القاع.
غاغا ستنضم، بلا ريب، إلى الممثلات اللواتي يدور الحديث بينهن في هذا الموسم وهن كثيرات. ما ورد ذكره من أفلام هنا لا يعكس كثرة الأسماء المتداولة في هوليوود حالياً؛ كون الموسم زاخراً بالمواهب الأنثوية هذه السنة. إلى جانب المغنية - الممثلة، لديها على سبيل المثال فقط، ڤيولا ديڤيز عن «أرامل» وجوليا روبرتس عن «عودة بن»Ben is Back) ) وغلن كلوز عن «الزوجة» كما روزامند بايك عن «حرب خصوصية»A Private War) ) ونيكول كدمان عن «مدمرة».
ميزان غائب
كما هو ملاحظ مما ورد، هناك أسماء عدة لمحترفات في مقابل أخريات جديدات على المهنة. غلن كلوز (71 سنة) رشحت ست مرّات سابقاً لنيل الأوسكار، لكنها، على عكس رفيقة دربها ميريل ستريب، لم تسجل أي فوز حتى الآن. في «الزوجة» توفر أداءً جديراً بالإعجاب (كعادتها) لاعبة دور الزوجة التي تراودها الأسئلة حول زواجها والسنوات الأخيرة من حياتها.
جوليا روبرتس لها عودة متلألئة هذه الأيام. في «عودة بن» وما نعرفه عن الفيلم (الذي لم يعرض تجارياً بعد) أن جوليا فيه هي أبرز موجوداته. دورها يختلف عن معظم أدوارها السابقة من حيث إنها - أخيراً - تلج شخصيتها من دون أن تضطر إلى أن توفر تلك الابتسامة الساحرة التي نشأت عليها. هنا هي الأم التي عليها، بعدما فوجئت بعودة ابنها الشاب (لوكاس هدجز)، أن تسعى للحفاظ عليه من متاهاته، لكن ليس على حساب وحدة أسرتها.
الممثلة الثالثة في هذا المجال هي نيكول كدمان. مثل جوليا روبرتس تبلغ الواحدة والخمسين من العمر حالياً. ومثلها لم تفز بالأوسكار سابقاً إلا مرّة واحدة. روبرتس حظيت بها عن «إرين بروكوفيتش» (سنة 2000)، وكدمان عن دورها في «الساعات» (2002).
في «مدمرة»Destroyer) ) تؤدي كدمان دور التحرية التي خلال عملها عليها أن تحل عقد حياتها المتراكمة.
نيكول كدمان وجوليا روبرتس يعرفان كيف يحافظان على اهتمام الجمهور بهما. لديهما القدرة على الجذب الإعلامي مزوّدة برغبة شركات التوزيع وأذرعتها الإعلامية الاحتفاء بوجودهما في رحى معركة الجوائز لكي تستفيد من حظوظ الفيلمين الدراميين. في الأيام القليلة الماضية سطعت الممثلتان في برامج «توك شو» واحتلتا أغلفة مجلات ترفيه ومجلات نسائية. في المقابل، تبدو كلوز غير قادرة على مجاراتهما في هذا الشأن. أدائياً لديها موهبة لا تضارع.
على أن لا شيء مؤكداً بعد ولا يوجد، للآن، ميزان قوى غالب بين كل الأطراف المتأهبة لخوض معركة الأوسكار والجوائز التي قبله. لكن الحديث والتنبؤات المسبقة تتناول، لجانب الثلاثي المذكور، ڤيولا ديڤيز التي نالت أوسكارها الأول (والوحيد) عن دورها المساند في «حواجز». لا حدود لموهبة هذه الممثلة، لكن هناك حدوداً للفرص الجيدة التي تستلمها.
الفرصة المتاحة لها هنا لا تعوّض. «أرامل»، لستيف ماكوين، يتمحور حول أربع نساء (هي أبرزهن) يتعاملن مع تداعيات موت أزواجهن، ومن بينها أن أزواجهن ماتوا وفي رقابهم ديون لعصابات انتموا إليها.
بالنسبة لروزمند بايك، فإن الدور الذي قد يمنحها الاشتراك في الترشيحات الرسمية لـ«غولدن غلوبس» أو لجائزة «جمعية الممثلين» أو للأوسكار ينتمي لفيلم «حرب خصوصية» التي تؤدي فيه دور الصحافية ماري كالفن التي قضت خلال تغطيتها معارك حمص في سوريا. والفيلم من إنتاج تشارليز ثيرون (مع آخرين) التي تطل بدورها على موسم الجوائز بفيلمها الجديد «تولي». لكن حظوظها تبدو عسيرة بوجود الممثلات الأخريات.
ما هو شبه مؤكد أن لايدي غاغا ستفوز بـ«غولدن غلوب» عن أفضل دور نسائي في فيلم موسيقي أو كوميدي. إنها فرصة ثمينة للجمعية المانحة لكي تظهر المغنية المشهورة على مسرح الحفل الذي سيقام في لوس أنجليس خلال الشهر الأول من العام المقبل.
وإذا ما أمّت روبرتس وكلوز وكدمان الحفل ذاته، فإن الجو الساخن سيزداد سخونة بانتظار العبارة السحرية «… والفائزة هي…».