الجنيه المصري يواجه المزيد من التحديات في الذكرى الثانية لتعويمه

الجنيه المصري يواجه المزيد من التحديات في الذكرى الثانية لتعويمه
TT

الجنيه المصري يواجه المزيد من التحديات في الذكرى الثانية لتعويمه

الجنيه المصري يواجه المزيد من التحديات في الذكرى الثانية لتعويمه

أظهرت بيانات أخيرة تدهور مستويات صافي الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي بمصر، بالتزامن مع تراجع مساهمة المستثمرين الأجانب في الديون الحكومية قصيرة الأجل (أذون الخزانة)، وهي مؤشرات على ضغوط تواجه الجنيه المصري في الذكرى الثانية لتعويمه، وإن كانت لا تزال محدودة ولا ترجّح تعويماً جديداً في الأفق القريب.
ويقول بنك الاستثمار الإماراتي «أرقام»، في تقرير أخير عن مصر، إن الفجوة بين الأصول والالتزامات المقومة بالنقد الأجنبي في البنوك التجارية في مصر لا تزال تتسع، حيث وصلت إلى 70.7 مليار جنيه (نحو 4 مليارات دولار) مقابل 41.6 مليار جنيه في أغسطس (آب).
كان صافي الأصول الأجنبية للبنوك المصرية قد بدأ يتحول إلى السالب في يوليو (تموز) عندما سجل – 21.5 مليار جنيه، بعد أن كان عند مستوى 82.5 مليار جنيه في أبريل (نيسان) 2018.
«انخفاض صافي الأصول الأجنبية قد يكون انعكاساً لخروج الأجانب عبر سوق الإنتربنك أو نشاط استيراد قوي» كما قالت إيمان نجم، محللة الاقتصاد الكلي ببنك الاستثمار «إتش سي»، لـ«الشرق الأوسط».
وتعد تداولات الإنتربنك أحد المجالات المتاحة للأجانب لتحويل العملات المحلية الخاصة باستثماراتهم في الديون الحكومية إلى النقد الأجنبي للخروج من السوق المصرية، وتتولى البنوك التجارية من خلال هذه الآلية توفير النقد الأجنبي للمستثمرين.
بينما يتولى البنك المركزي توفير النقد الأجنبي للمستثمرين عند الخروج من أذون الخزانة عبر «آلية المستثمرين الأجانب في المحافظ المالية»، وقد رفع «المركزي» رسوم الدخول إلى هذه الآلية العام الماضي، مما شجع المستثمرين على تبديل عملاتهم عبر البنوك التجارية.
ويشير «أرقام» إلى أن حصة المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة الحكومية استمرت في التراجع خلال سبتمبر (أيلول)، وأصبحت تمثل 18% بعد أن وصلت إلى 32% في فبراير (شباط) 2018. في المقابل ارتفعت حصة بنك الاستثمار القومي إلى 12% مقابل 3% في فبراير.
ويرى البنك الإماراتي أن تدهور صافي الأصول الأجنبية يقلل من قدرة البنوك التجارية على امتصاص أي صدمة تعويم تتعرض لها العملة، وإن كان غير مرجح في المرحلة الحالية تطبيق تعويم جديد للجنيه وفقاً لرؤية البنك.
وقام البنك المركزي المصري بتطبيق تعويم صادم للجنيه المصري في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، تسبب خلال أيام في فقدان العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها أمام الدولار.
ومع استقرار سعر الصرف في أعقاب التعويم ورفع «المركزي» تدريجياً أسعار الفائدة تدفقت بقوة استثمارات أجنبية في سوق الديون الحكومية، قبل أن تخفّ وتيرة إقبال الأجانب على هذه السوق مع ارتفاع الفائدة الأميركية والتوجه إلى الخروج من الأسواق الناشئة.
وساهم اتفاق بين مصر وصندوق النقد الدولي في نفس شهر تعويم الجنيه على برنامج اقتصادي، يعززه الصندوق بقرض قيمته 12 مليار دولار، في دعم السمعة المالية للبلاد مما دفعها إلى التوسع في إصدار السندات الدولية، وهو ما ساعد على زيادة احتياطاتها الدولارية. ويقول «أرقام» إنه بينما تماسكت احتياطات النقد الأجنبي في مصر خلال الأشهر الأخيرة وكانت عند مستوى 44.5 مليار دولار في سبتمبر، من المرجح أن تتراجع 4 مليارات دولار لسد الفجوة الدولارية.
وتشير نجم إلى أنه في ظل الضغوط المحدودة على سوق الصرف الأجنبي حالياً «هناك تعاملات ملحوظة في السوق الموازية للعملة بعد أن كانت انتهت في أعقاب التعويم، لا يزال الفرق بين السعرين الرسمي والموازي طفيفاً بين 5 و10 قروش، ومن غير المرجح تطبيق تعويم جديد في الأجل القريب».


مقالات ذات صلة

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
TT

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)

أعلنت شركة «جي إف إتش المالية» البحرينية، الأحد، أن محادثات الاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة للتمويل والاستثمار» لا تزال مستمرة، وأنه يجري التفاوض حالياً بشأن هذه العملية التي تخضع لموافقة الجهات التنظيمية.

وأوضحت الشركة، في بيان، للبورصة البحرينية، أنه سيجري إطلاع المساهمين على أي تطورات أخرى بصورة دورية، كما سيعلن الأثر المالي المتوقع في حينه.

وكانت «الإثمار القابضة» قد أعلنت، خلال يونيو (حزيران) الماضي، أن القيمة الدفترية الإجمالية للأصول التي يُعتزم بيعها تبلغ 691 مليون دولار، في حين تُقدَّر الالتزامات المقترح نقلها بـ680 مليون دولار.

ووفقاً للصفقة، سيجري تأسيس شركتين من قِبل «الإثمار القابضة» أو «بنك الإثمار» أو شركة «آي بي كابيتال» بِاسم «المشروع العقاري المشترك» التي ستُنقل إليها الأصول العقارية، و«مشروع بنك فيصل المشترك» التي سينقل لها حصة «بنك الإثمار» البالغة 66.7 في المائة في «بنك فيصل».

وعليه، سيجري نقل 71.51 في المائة من شركة «المشروع العقاري المشترك»، و75 في المائة من شركة «مشروع بنك فيصل»، إلى «جي إف إتش المالية»، لتحصل على عائد سنوي تفضيلي بمعدل 12 في المائة من حصتها في الشركتين، مستحَق على أساس تراكمي لمدة 5 سنوات.