عباس في ذكرى أبو عمار: النصر قادم

قال إنه يريد القدس مدينة مفتوحة للجميع وإنَّ فصل غزة لن يمر

TT

عباس في ذكرى أبو عمار: النصر قادم

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، الفلسطينيين جميعاً، إلى التوحد والالتفاف أكثر من أي وقت حول منظمة التحرير الفلسطينية «الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كل مكان، وقائدة نضاله الوطني»، مؤكداً في كلمة ألقاها لمناسبة الذكرى الـ14 لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار) أن «النصر قادم لا محالة، وأن الاحتلال إلى زوال ولو بعد حين».
ووصف عباس «المرحلة» بـ«واحدة من أخطر المراحل في حياة الشعب الفلسطيني»، مضيفاً: «فالمؤامرة التي بدأت بوعد بلفور لم تنته بعد، وإذا مرّ ذلك الوعد المشؤوم، فلن تمر (صفقة القرن)».
وأكد أن «مصير الأرض يقرره شعبنا الفلسطيني المتمسك بحقوقه هنا في فلسطين وفي الشتات، ولن يجدوا فلسطينياً شريفاً واحداً يقبل بأقل من حق شعبنا في الحرية والسيادة والاستقلال، على أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967».
وأكد عباس أنه لن يفرط في الثوابت «التي ضحى من أجلها عرفات والشهداء والأسرى والجرحى».
ويحيي الفلسطينيون كل عام في هذا الشهر ذكرى رحيل عرفات، مجددين الاتهام لإسرائيل باغتياله عن طريق السم.
ولم تصل لجنة التحقيق الخاصة بظروف وفاة عرفات، التي شكلتها السلطة، لدلائل ملموسة بعد أعوام طويلة على عملها.
وتوفي عرفات في مستشفى فرنسي بباريس، 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، بعد أن تدهورت صحته بشكل مفاجئ.
وقال عباس، في تحدٍ للإدارة الأميركية، إن القدس الشرقية ستبقى «عاصمة دولتنا، بأهلها ومؤسساتها ومقدساتها المسيحية والإسلامية»، مضيفاً: «ستبقى فلسطينية عربية رغم القرارات الأميركية المخالفة للشرعية الدولية، ورغم كل المشاريع الإسرائيلية لتغيير هويتها وطابعها، ونجدد القول بأننا نريد لمدينة القدس أن تكون مفتوحة لجميع المؤمنين وأتباع الديانات السماوية».
وأردف: «كما نؤكد على أنه لا يحق لأي جهة كانت إزاحة ملف اللاجئين الفلسطينيين عن الطاولة، واتخاذ إجراءات ضد وكالة (الأونروا)، ومحاولة التشكيك في أعداد اللاجئين، كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية». وأضاف: «سنواصل العمل من أجل تثبيت حقوق شعبنا وفق قرار الأمم المتحدة 194 ومبادرة السلام العربية».
وعاد عباس للتأكيد على أن الوحدة الفلسطينية «أغلى ما نملك، وهي سلاحنا الأقوى لمواجهة مشاريع التصفية والمؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية». وهاجم محاولات فصل غزة عن الوطن، وقال إنها «لن تمر». وأضاف: «سنواصل دعم جهود الأشقاء في مصر من أجل تطبيق اتفاق أكتوبر (تشرين الأول) 2017، وتولي حكومة الوفاق الوطني مهامها في غزة كما هي في الضفة الغربية، وإجراء الانتخابات العامة، وصولاً إلى حكومة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.