المهرجانات الشعبية في ليبيا... تعريف بالتراث وهروب من العزلة

تتضمن معارض للرسم وأمسيات شعرية وسباقات للخيل

من فعاليات مهرجان التجمع الليبي في طرابلس (صفحة المهرجان)
من فعاليات مهرجان التجمع الليبي في طرابلس (صفحة المهرجان)
TT

المهرجانات الشعبية في ليبيا... تعريف بالتراث وهروب من العزلة

من فعاليات مهرجان التجمع الليبي في طرابلس (صفحة المهرجان)
من فعاليات مهرجان التجمع الليبي في طرابلس (صفحة المهرجان)

تحرص كثير من المدن الليبية في أنحاء مختلفة من البلاد على إقامة المهرجانات الشعبية كل عام في مواعيدها، التي تتضمن معارض للتراث والفنون، وسباقات للخيل، فضلاً عن إقامة أمسيات شعرية وعروض للأزياء الرسمية للتعريف بهوية البلاد.
ويرى القائمون على هذه المهرجانات أنها تستهدف «جمع الليبيين على مائدة الفنون بكل تنوعاتها في الساحات العامة، بعيداً عن المناكفات السياسية في الغرف المكيفة»، بالإضافة إلى «زيادة التعارف بين مختلف أطياف الشعب، من مدن عدة بعدما فرقت بينهم بُعد المسافات».
من هذه المعارض والمهرجانات، ما تشهده مدينة سبها، التي توصف بأنها عاصمة الجنوب الليبي، من فعاليات ثقافية ضمن «مهرجان سبها للتراث والفنون» الذي تتواصل أعماله بالمدينة القديمة.
والمهرجان، الذي انطلق في نسخته السادسة، مساء أول من أمس، ويستمر حتى الثلاثاء المقبل، يسعى القائمون عليه إلى دعوة جميع المدن المحيطة، في فزان منذ تأسيسه عام 2013.
ويتضمن المهرجان معرضاً للأشغال اليدوية التي تعكس الموروث الثقافي للبلاد، بجانب عرض للمقتنيات التراثية الكثيرة، بالإضافة إلى الفقرات الفنية التي استهلها فريق سبها بأغنية «الناس قالوا عيد»، فيما كانت مجموعة من الهواة الشباب يعرضون مسرحية «ما بيناتنا إلا الخير».
وقال عبد السلام البخاري رئيس «الجمعية الليبية للأصالة والتراث»، إن هذه المهرجانات «تعكس في مجملها الروح الليبية، باحترامها للتراث وعشقها للجمال»، متابعاً: «مهرجان سبها في المدينة القديمة، يحرص كل عام على التذكير بهذا التاريخ من خلال إقامة العروض الفنية، والأمسيات الشعرية، والأنشطة التي تبرز معالم مدينة سبها على سبيل المثال». والحرص على المهرجانات لا يتوقف على الجنوب فقط، بل يمتد من بنغازي في شرق البلاد إلى غربها في طرابلس العاصمة، حيث تواصلت أمس، فعاليات مهرجان «التجمع الليبي الديمقراطي للسلام» تحت عنوان «السلام ينبع من الداخل»، الذي ينظمه حزب «التجمع الليبي الديمقراطي».
وشهد المهرجان، الذي يستمر إلى اليوم، عدداً من الفعاليات والمعارض؛ أبرزها معرض التراث الشعبي الذي تضمن عرضاً للمنتجات والأزياء التي تعكس الهوية الليبية، وتهدف للحفاظ على التراث التاريخي الذي يميز ليبيا عبر العصور.
وقالت إدارة المهرجان لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من إقامته «توحيد منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في ليبيا بما يخدم القضية الليبية، والمطالبة بالسلام الداخلي للأسر الليبية»، بالإضافة إلى «إيجاد حلول عاجلة لاحتياجات الأسر الأساسية من سلع تموينية وعلاج».
وأشارت إلى أن المشاركين في المهرجان «يأتون من معظم المدن الليبية ممثلين في جمعيات خيرية ومنظمات مجتمع مدني وكتل شبابية ونخب وطنية».
وأقيمت على هامش المهرجان حلقة نقاشية تمحورت حول «مسؤولية الدولة عن ضمان العيش الكريم للمواطن».
في السياق، وفي أجواء من المرح والمحبة، تجمع نشطاء ليبيون من أنحاء المدن المختلفة داخل مخيم للشباب، برعاية «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» و«بعثة الأمم المتحدة للدعم»، بهدف «التقارب والتآلف بين النسيج الوطني الواحد، وإحياء لنشر ثقافة المصالحة المجتمعية بالحوار بين الأجيال المختلفة، بعيداً عن الإقصاء».
ولاقت المبادرة التي أطلقتها منظمة «ديهيا» الليبية للتنمية (غير حكومية)، قبولاً واسعاً، حيث توافد عشرات المشاركين على «المخيم الأول للشباب»، الذي انطلق في العاصمة طرابلس، واندمجوا في تلقي محاضرات توعوية من القائمين على المخيم، فضلاً عن وجود نقاشات وحوارات عن مستقبل البلاد، و«كيفية مساهمة الأجيال الشابة في نهضة ليبيا».


مقالات ذات صلة

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.