صندوق النقد يشيد بفرص النمو المصري... ويحذر من مستويات الدين

كبير خبرائه يرى مصادر خطورة متعددة على الاقتصاد العالمي

يرى صندوق النقد الدولي أن مصر تتمتع بمقومات نمو قوية... لكنه يحذر من مستويات الدين (رويترز)
يرى صندوق النقد الدولي أن مصر تتمتع بمقومات نمو قوية... لكنه يحذر من مستويات الدين (رويترز)
TT

صندوق النقد يشيد بفرص النمو المصري... ويحذر من مستويات الدين

يرى صندوق النقد الدولي أن مصر تتمتع بمقومات نمو قوية... لكنه يحذر من مستويات الدين (رويترز)
يرى صندوق النقد الدولي أن مصر تتمتع بمقومات نمو قوية... لكنه يحذر من مستويات الدين (رويترز)

قال موريس أوبستفيلد، كبير اقتصاديّي صندوق النقد الدولي، إن مصر لديها من المقومات الاقتصادية ما يمكنها من تحقيق معدلات نمو قوية خلال السنوات القادمة، شريطة استمرار تنفيذ الإصلاحات المالية والنقدية... إلا أنه لفت إلى أنه رغم التحسن الذي نراه في مستويات الديون الحالية في مصر، فإنها لا تزال خطيرة في البيئة الحالية.
وأوضح أوبستفيلد خلال لقاء عقدته غرفة التجارة الأميركية في مصر مساء الخميس، أن مصر لديها القدرة على تحقيق معدلات نمو أكبر مما تحققه الآن، لكن عليها تحسين مناخ الأعمال وتوفير القوانين اللازمة لتسهيل ذلك ودعم القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. وقال إن سعر الفائدة مرتفع، كما أن أسواق الخزانة المصرية تحت ضغط، ومن المهم على الحكومة مضاعفة مجهوداتها.
وأعلن البنك المركزي الأسبوع الماضي ارتفاع الدين المحلي إلى 3.694 تريليون جنيه (نحو 207.5 مليار دولار)، بنهاية يونيو (حزيران) الماضي، مقابل 3.536 تريليون جنيه (198.65 مليار دولار) بنهاية مارس (آذار) السابق عليه، بنمو يبلغ 4.5 في المائة. وأشار المركزي إلى أن صافي الدين المحلي الحكومي ارتفع من 2.9 تريليون جنيه (نحو 163 مليار دولار) إلى 3.12 تريليون جنيه (175 مليار دولار) خلال الفترة.
وارتفعت صافي مديونية الهيئات الاقتصادية العامة إلى 317.6 مليار جنيه (17.8 مليار دولار) بنهاية يونيو، مقابل 287.3 مليار جنيه (16.14 مليار دولار) بنهاية مارس. وارتفعت صافي مديونية بنك الاستثمار القومي إلى 473.02 مليار جنيه (26.57 مليار دولار)، وسجلت المديونية البينية 216.03 مليار جنيه (12 مليار دولار) خلال الفترة المذكورة.
وكان صندوق النقد الدولي، قد قال في نهاية زيارة فريق الصندوق بقيادة سوبير لال، خلال الفترة من 18 إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، إن الاقتصاد المصري استمر في تحقيق الأداء الجيد بدعم من التنفيذ القوي من السلطات لبرنامج الإصلاح، رغم الظروف العالمية غير المواتية، مشيرًا إلى تراجع الدين الحكومي العام الإجمالي من 103 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2016 - 2017 إلى 93 في المائة من الناتج المحلي في 2017 – 2018، بدعم من التوحيد المالي وزيادة النمو.
وفي حديثه أمام الغرفة الأميركية مساء أول من أمس، لفت أوبستفيلد إلى أنه تم خفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي 2018 والقادم 2019 بنحو 0.2 في المائة إلى 3.7 في المائة، في ظل توسع عالمي أقل توازناً والجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصين.
وأرجع أوبستفيلد هذا التخفيض إلى أسباب، من بينها تبادل الولايات المتحدة والصين فرض رسوم جمركية على الواردات، وتراجع أداء دول منطقة اليورو واليابان وبريطانيا، وزيادة أسعار الفائدة التي تضغط على بعض الأسواق الناشئة مع هروب رأس المال ولا سيما في الأرجنتين والبرازيل وتركيا وجنوب أفريقيا.
وأوضح أن هناك مصدر خطر آخر يتمثل في احتمال فشل المفاوضات المتعلقة بخروج المملكة المتحدة من منطقة اليورو، كما يزداد تضييق الأوضاع المالية بالنسبة لاقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية التي تسعى للتكيف مع رفع أسعار الفائدة التدريجي من جانب الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، وإيقاف البنك المركزي الأوروبي لعمليات شراء الأصول.
وأكد أوبستفيلد أن الارتفاع الحاد في درجة عدم اليقين بشأن السياسات على مدار العام الماضي، يمثل مصدرا آخر، وهو تطور لم تظهر آثاره بعد في الأسواق المالية للاقتصادات المتقدمة، ولكنه واضح في مقاييس عدم اليقين القائمة على الأخبار المتداولة، ويظهر عدم اليقين بشأن السياسة التجارية على نحو بارز عقب الإجراءات التي اتخذتها - أو هددت باتخاذها - الولايات المتحدة على عدة أصعدة، كما يظهر في ردود الأفعال الصادرة عن شركائها التجاريين، والتراجع العام في المشاورات متعددة الأطراف حول القضايا التجارية.
ولفت إلى أنه مقارنة بـ10 سنوات مضت، لوحظ ارتفاع مستويات مديونية الشركات والكيانات السيادية في كثير من اقتصادات الأسواق الصاعدة والنامية، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر. كما أشار إلى أن «أزمة الأسواق الناشئة قد تتكرر مستقبلا وعلى جميع دول الأسواق الناشئة الاستعداد لها عبر اتباع سياسات مالية ونقدية رشيدة»، مؤكداً في الوقت نفسه أن زيادة وتيرة الحمائية في سياسات الدول العظمى ستؤثر على حركة التجارة العالمية. الأمر الذي سينعكس بدوره على معدلات نمو الاقتصاد العالمي، ومشدداً على أن «العولمة» لن تنتهي، وسيظل الترابط الدولي على ما هو عليه.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
TT

غانا تسجل نمواً قوياً بنسبة 7.2 % خلال الربع الثالث

تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)
تجار يبيعون بضائعهم بسوق ماكولا في أكرا (رويترز)

نما الاقتصاد الغاني بنسبة 7.2 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، في علامة أخرى على تعافي البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ جيل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الإحصاء، يوم الأربعاء.

وأظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أن النمو السنوي في الربع الثالث كان الأعلى منذ الربع الثاني من عام 2019، وفق «رويترز».

يأتي هذا الزخم الاقتصادي الإيجابي مع استعداد الرئيس والحكومة الجديدين لتولي السلطة في 7 يناير (كانون الثاني)، بعد فوز الرئيس السابق وزعيم المعارضة الرئيسي، جون درامياني ماهاما، في الانتخابات التي جرت يوم السبت.

كما تم تعديل نمو الربع الثاني من عام 2024 إلى 7 في المائة من 6.9 في المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.

ومن حيث القطاعات، سجل القطاع الصناعي، الذي يقوده التعدين واستخراج الأحجار، نمواً بنسبة 10.4 في المائة، فيما نما قطاع الخدمات بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 3.2 في المائة.

ومع ذلك، سجل قطاع الكاكاو في غانا، ثاني أكبر منتج في العالم، تراجعاً بنسبة 26 في المائة للربع الخامس على التوالي.

كانت غانا قد تخلفت عن سداد معظم ديونها الخارجية في عام 2022، مما أدى إلى إعادة هيكلة مؤلمة. ورغم ارتفاع قيمة العملة المحلية (السيدي)، فإن ارتفاع معدلات التضخم واستدامة الدين الحكومي لا يزالان يشكّلان مصدر قلق للمستثمرين.