المبادلات التجارية بين دول المغرب العربي لا تزيد نسبتها عن 5 في المائة

المبادلات التجارية بين دول المغرب العربي لا تزيد نسبتها عن 5 في المائة
TT

المبادلات التجارية بين دول المغرب العربي لا تزيد نسبتها عن 5 في المائة

المبادلات التجارية بين دول المغرب العربي لا تزيد نسبتها عن 5 في المائة

أنهت الدورة الرابعة عشرة للقمة المصرفية المغاربية التي استمرت على مدى يومين أعمالها أمس في العاصمة التونسية، وأكدت من خلال المداخلات لخبراء في المجالين المالي والاقتصادي ضعف المبادلات التجارية البينية بين دول المغرب العربي الخمس، على الرغم من توفر العوامل الاقتصادية والمصلحة المشتركة لتطوير المعاملات التجارية لتتجاوز النسبة الحالية التي لا تزيد على 5 في المائة من مجمل التجارة في هذه البلدان.
ونجحت عدة دول أفريقية خلال العقود الماضية في تطوير علاقاتها التجارية لتبلغ تجارتها البينية في بعض الحالات نحو 17 في المائة من مجمل التجارة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما تسجله بلدان المغرب العربي.
وكانت هذه القمة قد انعقدت تحت شعار «تطور النشاط المصرفي: التحديات والآفاق للمصارف المغاربية» وشهدت مشاركة محافظي البنوك المركزية لتونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا، إلى جانب نحو 180 بنكا ومؤسسة مالية و5 شركات نقدية ناشطة في دول المغرب العربي الخمس.
وخلال هذه القمة المصرفية، نوه عبد الفتاح الصغير غفار، رئيس مجلس إدارة مصارف اتحاد المغرب العربي، بوجود مؤشرات إيجابية على المستوى السياسي، خصوصا بين المغرب والجزائر، وهو ما سيدعم دور اتحاد المغرب العربي ويسهل دور اتحاد المصارف المغاربية في المساهمة الفعالة في تنمية المنطقة، معتمدة على ما يتوفر لديها من إمكانيات اقتصادية هائلة.
واعتبر أن من مصلحة دول المغرب العربي استحداث وسائل دفع إلكتروني متطورة والتوسع في مد المؤسسات بخطوط التمويل، وتنشيط التفاعل بين البنوك والمستثمرين ورجال الأعمال لدفع الاستثمار وتطوير التبادل التجاري.
يذكر أن معظم دول المغرب العربي لديها مبادلات تجارية متطورة مع بلدان الاتحاد الأوروبي التي تستحوذ في بعض الحالات على ما يقرب من 70 في المائة من الواردات والصادرات، وهو ما يجعل التوسع في التجارة البينية بين هذه البلدان تمثل تحديا كبيرا.
وفي السياق ذاته، أكد مروان العباسي، محافظ البنك المركزي التونسي، أن غياب الاندماج الاقتصادي بين دول المغرب العربي يتسبب سنويا في خسارة تتراوح بين نقطة ونقطتي نمو اقتصادي لكل دولة. وأضاف أن مصلحة دول المنطقة تطوير معاملاتها الاقتصادية في ظل ما يتوفر لها من يد عاملة كفؤة ومن إمكانيات اقتصادية هائلة.
وكان برنامج الدورة 14 للقمة المصرفية المغاربية، قد ناقش مجموعة من المواضيع المهمة على غرار «رقمنة البنوك والتحول الرقمي في القطاع المصرفي»، و«دور البنوك في الاندماج بين دول المغرب العربي»، و«مدى الامتثال للمعايير الدولية لمكافحة تبييض الأموال»، و«موقع التمويل الإسلامي في المشهد البنكي المغاربي».
وتسعى هذه القمة، التي تعقد مرة كل سنتين، إلى توحيد الجهود بين دول اتحاد المغرب العربي على مستوى البنوك المركزية، ووضع خطط عمل مستقبلية لتطوير المنظومة البنكية المغاربية وجعلها قاطرة للنمو الاقتصادي المشترك.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.