سلطات الاحتلال تعتقل 11 فلسطينياً بينهم نائب

فشلت في اعتقال منفذ عملية «بركان» وهدمت عمارة سكنية في القدس

المبنى السكني الملاصق لجدار الفصل الذي هدمته سلطات الاحتلال مستخدمة الحفارات (أ.ف.ب)
المبنى السكني الملاصق لجدار الفصل الذي هدمته سلطات الاحتلال مستخدمة الحفارات (أ.ف.ب)
TT

سلطات الاحتلال تعتقل 11 فلسطينياً بينهم نائب

المبنى السكني الملاصق لجدار الفصل الذي هدمته سلطات الاحتلال مستخدمة الحفارات (أ.ف.ب)
المبنى السكني الملاصق لجدار الفصل الذي هدمته سلطات الاحتلال مستخدمة الحفارات (أ.ف.ب)

اعتقلت إسرائيل 11 فلسطينياً في الضفة الغربية، بينهم نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، في ليلة ساخنة شهدت مواجهات عنيفة في نابلس، ومحاولات لاعتقال منفذ عملية المنطقة الصناعية «بركان» الشهر الماضي، وهدم عمارة سكنية في مخيم شعفاط في القدس.
وقال نادي الأسير، الفلسطيني، إن قوات الاحتلال اعتقلت النائب في المجلس التشريعي محمد أبو جحيشة من بلدة إذنا في محافظة الخليل، إلى جانب 10 آخرين من رام الله، وقلقيلية، وطولكرم، وجنين، ونابلس.
ومن بين المعتقلين أسرى سابقون محررون، ووالد الشاب أشرف نعالوه، الذي تطارده إسرائيل منذ شهر، بتهمة تنفيذ عملية إطلاق نار داخل المنطقة الصناعية «بركان» قرب نابلس، في السابع من الشهر الماضي، أدت إلى مقتل إسرائيليين، شاب وفتاة.
وحاصرت القوات الإسرائيلية، أمس، منزل نعالوه في ضاحية شويكة في طولكرم، في محاولة لاعتقاله، لكنه لم يكن هناك.
ودخل نعالوه إلى مكاتب إحدى الشركات الشهر الماضي، وأجبر عاملاً على تكبيل فتاة وقتلها ثم قتل إسرائيلياً آخر وفرّ من المكان.
وتعمل إسرائيل بكل قوة منذ شهر من أجل اعتقاله، ونصبت له الكثير من الكمائن، واعتقلت أفراداً من عائلته، بينهم والدته وشقيقه وشقيقته، إضافة إلى أصدقائه.
وحاصر جنود مرة أخرى أمس منزل نعالوه، في حين كانت طائرات استطلاع تجوب سماء المنطقة.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش فشل مرة أخرى في اعتقال نعالوه.
وفي حين كانت إسرائيل تنفذ عمليات اعتقال ومحاصرة، اندلعت فجراً مواجهات عنيفة في محيط قبر يوسف في نابلس، بعد اقتحام مستوطنين المكان. واشتبك متظاهرون محتجون مع القوات الإسرائيلية، التي اقتحمت شارع عمان في محيط قبر يوسف؛ ما أدى إلى إصابة 20 منهم على الأقل.
وقالت الوكالة الرسمية، إن قنابل الغاز الإسرائيلية تسببت في اشتعال النار في محال قريبة.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل: «إن شاباً أصيب بكسر باليد وآخر بشظايا الرصاص الحي بالقدمين، نقلا إلى مستشفى رفيديا الحكومي، في حين جرى علاج أربعة آخرين ميدانياً، أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و14 مواطناً بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال اقتحام المستوطنين المقام».
وأوضح أن قوات الاحتلال، منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى سيدة مسنة كانت في حاجة إلى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، في المنطقة الشرقية من المدينة.
وكان نحو ألف مستوطن اقتحموا المقام بحراسة مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية.
وقال بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي: «قام فلسطينيون بإلقاء زجاجات حارقة وفتحوا النار على قوات الأمن، قبل أن يقوم الجنود بتفريقهم». وأَضاف البيان «داخل الضريح، اكتشف الجنود عبوتين ناسفتين بدائيتي الصنع، تم إبطال مفعول كليهما من قبل خبراء متفجرات». ويقع قبر يوسف داخل المنطقة «أ» في الضفة الغربية، التي تخضع للسيادة الكاملة للسلطة الفلسطينية، لكن الجيش الإسرائيلي يسمح لمستوطنين بالمجيء إلى هناك، وأداء صلوات في القبر المختلف عليه.
ويُعتبر الموقع مُقدساً أو مهماً لدى الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه كثيراً ما شكّل بؤرة توتر كبيرة.
ويقول اليهود: إن هذا القبر يضم بعضاً من رفات النبي يوسف، وهو ما ينفيه المؤرخون العرب.
أما الفلسطينيون فيقولون: إن قبر يوسف في نابلس، هو قبر حديث نسبياً، ويدفن فيه رفات يوسف دويكات، وهو رجل صديق من صالحي المسلمين.
بموازاة ذلك، هدمت آليات بلدية الاحتلال في القدس، إسكاناً في مخيم شعفاط في المدينة. واقتحم أكثر من 300 جندي مخيم شعفاط للاجئين، ثم باشروا بهدم بناية سكنية مؤلفة من طوابق عدة، بحجة البناء دون ترخيص بالقرب من جدار الضم والتوسع.
وتعود ملكية الإسكان للفلسطيني محمود جرادات، الذي قال: إن البناء تبلغ مساحته الإجمالية 2400 متر مربع، مؤلف من 4 طوابق، ويضم 12 شقة سكنية وموقف للسيارات. وأضاف جرادات، إن الاحتلال شرد عائلتين تعيشان في شقتين بالإسكان، ويبلغ عدد أفرادهما 12 فرداً.
ولفت جرادات إلى أن بلدية الاحتلال، أصدرت قبل 8 أشهر، قراراً يقضي بهدم البناء، وحينها تم تكليف المحامي لمتابعة القضية وتمكن من تأجيل الهدم، إلى أن أصدرت البلدية قراراً نهائياً بهدمها.
ويجد الفلسطينيون صعوبة في الحصول على تراخيص بناء في القدس.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».