معرض دبي للقوارب واليخوت المستعملة ينطلق اليوم

قيمة السوق البحرية في منطقة الشرق الأوسط تصل الى 66 مليار دولار

دبي حاضنة لرياضة اليخوت
دبي حاضنة لرياضة اليخوت
TT

معرض دبي للقوارب واليخوت المستعملة ينطلق اليوم

دبي حاضنة لرياضة اليخوت
دبي حاضنة لرياضة اليخوت

تنطلق اليوم فعاليات «معرض دبي للقوارب واليخوت المستعملة 2018» بنسخته التاسعة في مرسى خور دبي من (8 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وتحولت الإمارات بمرور الزمن إلى مركزٍ للتجارة البحرية في العالم، حيث أشارت توقعات مجموعة «أكسفورد» للأعمال إلى أن قيمة السوق البحرية في منطقة الشرق الأوسط ستصل إلى ما يقدر بـ66 مليار دولار مع نهاية عام 2018، وتعد منطقة الشرق الأوسط عموماً من الأسواق الرئيسية لليخوت الفاخرة، ويبلغ عدد اليخوت الضخمة الفارهة والمسجلة في الإمارات، والتي يبلغ طولها أكثر من 40 متراً 205 يخوت.
يعد نادي خور دبي للغولف واليخوت منتجع غولف رائداً في الشرق الأوسط، يقع في وسط مدينة دبي. ويضم ملعباً للغولف، وأكاديمية للغولف، وسبعة مطاعم، وصالة رياضية، وحمام سباحة، وفندق و92 فيلا سكنية ومرسى يتسّع لـ121 يختاً.
ويقدم مرسى خور دبي، بصفته مجمعاً سكنياً مصمماً خصيصاً لعشاق اليخوت، مرافق مرموقة في قلب الواجهة البحرية لمدينة دبي مع إمكانية الرسو وشراء معدات السفن ومرافق وورشات عمل مجهزة تجهيزاً كاملاً لصيانة وإصلاح القوارب، وقد حاز مرسى خور دبي على الجائزة السنوية للقوارب في مسابقة جوائز يخوت الخليج العربي لعام 2010.
ويشارك في «معرض دبي للقوارب واليخوت المستعملة 2018» عدد من أبرز شركات القوارب واليخوت العالمية ووكلاء الرحلات البحرية وأهم تجار التجزئة لمستلزمات القوارب، إلى جانب أكثر من 25 جهة عارضة، من بينها «بوش آند نوبل» وشركة الخليج لصناعة القوارب (غولف كرافت) التي ستعرض عدداً من أفخم اليخوت، بالإضافة إلى الشريك الرسمي لمعرض هذا العام «إكسيلوسيف بوت كلوب»، والتي تم إطلاقها مؤخراً في سبتمبر (أيلول) 2018 كشركة فرعية تابعة لشركة تأجير اليخوت «إكسيلوسيف ياتس» العالمية.
وتعليقاً، قال عبد الله علي النون المدير الإداري في نادي خور دبي للغولف واليخوت الجهة المنظمة للمعرض: «يسرنا تنظيم ’معرض دبي للقوارب واليخوت المستعملة‘ الذي يستقطب كل عام المهتمين في عالم القوارب واليخوت من دول الخليج وكافة أنحاء العالم»، وأضاف: «من المتوقع أن تبلغ قيمة قطاع اليخوت في العالم 74.2 مليار دولار بحلول عام 2022. مما يدل على التطور المستمر في القطاع، وبالتالي أهمية وجود معارض وفعاليات من هذا النوع، وقد استقبلنا عدداً قياسيا من الضيوف خلال العام الماضي، ونهدف هذا العام للوصول بالمعرض إلى آفاق جديدة، حيث نسعى لتوفير يخوت فاخرة بأسعار معقولة».
وفي تعليقه حول المشاركة في المعرض، قال واين مونرو، مدير نادي القوارب في شركة «إكسيلوسيف بوت كلوب للقوارب»: «يعتبر معرض دبي للقوارب واليخوت المستعملة فعالية هامة بالنسبة لنا، لأن معظم المشترين هم إما أشخاص يمتلكون قوارب أو يبحثون عن الدخول إلى عالم القوارب من خلال شراء قارب مستعمل، ونجد أن زوار المعرض هم الشريحة المثالية لما نقدمه من خدمات، مما يمنحهم خيار الاستمتاع بالقوارب دون القلق حول متاعب امتلاكها».
وحول مستقبل قطاع الخدمات البحرية في الإمارات، قال مونرو: «تعتبر إضافة المراسي الجديدة من أهم التطورات بالنسبة لنا، الأمر الذي يشير بوضوح إلى ارتفاع الطلب، ونأمل أن يساهم ذلك في تخفيض رسوم الإرساء وبالتالي المساعدة في الوصول إلى تكلفة معقولة لاستخدام القوارب، كما سيكون لإدخال لائحة الأنظمة الخاصة بإدارة الترانزيت الفيدرالية (إف تي أي) تأثير كبير، حيث ستعزز من مستوى أمان القوارب في جميع المياه الإماراتية، إلى جانب تأثيرها الإيجابي الأكبر على البيئة نتيجة وجود قواعد وأنظمة معينة».
وعقب النجاح الكبير الذي حققه «معرض دبي العالمي للقوارب»، والدورة الافتتاحية من «معرض أبوظبي الدولي للقوارب»، تستمر الجهود لتعزيز الخطط التنموية للمراسي وصناعة اليخوت في الإمارات، بما في ذلك مشروع «دبي هاربور» العملاق والذي سيتسع لـ1400 يخت، ومشروع «دبي للعقارات» البالغ قيمته مليار درهم إماراتي والذي سيضم خمسة مراسٍ على امتداد 7.4 كيلومترات على طول قناة دبي المائية، والتي من المقرر أن توفر لمالكي القوارب 1250 مرسى، وتستعد هذه الجهود لتعزيز مكانة الإمارات كوجهة بحرية عالمية رائدة، حيث تتبوأ الواجهة البحرية للإمارات حالياً المركز العاشر عالمياً، والخامس من حيث الجاذبية والقدرة التنافسية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».