مع أن أعداد المهاجرين الذي يخاطرون بحياتهم محاولين الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط شهدت تراجعاً مقارنةً بالأعوام الماضية، إلا أن الأرقام ما زالت مرتفعة ونحو 100 ألف مهاجر أبحروا بقوارب باتجاه الشواطئ الشمالية لحوض المتوسط قادمين من أفريقيا، حسب المنظمة الدولية للهجرة. وقالت المنظمة، أمس (الثلاثاء)، إن أعداد هؤلاء المهاجرين ارتفعت إلى نحو 100600، مشيرة إلى أن هذا خامس عام على التوالي يسجل وصول عدد المهاجرين القادمين لأوروبا عبر البحر المتوسط إلى أكثر من 100 ألف مهاجر. وأضافت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها أنه في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى شواطئ جنوب أوروبا 154 ألف مهاجر. وقد استقبلت إسبانيا نحو نصف المهاجرين هذا العام، لتحل محل إيطاليا بصفتها المقصد الرئيسي للمهاجرين. ووفقاً للمنظمة الدولية فقد وصل 47,000 مهاجر بحراً إلى إسبانيا منذ بداية العام.
وقدرت المنظمة أن نحو 1989 شخصاً لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط منذ بداية هذا العام. ويشار إلى أنه في منطقة شرق البحر المتوسط بين تركيا واليونان، مثَّل الأطفال أكثر من ربع حالات الوفاة. ويوم الاثنين أعلنت السلطات الإسبانية أن 13 مهاجراً أفريقياً لقوا مصرعهم وتم إنقاذ 80 آخرين خلال محاولتهم الوصول إلى إسبانيا في قاربين انطلقا من ساحل شمال أفريقيا.
وتحاول أعداد متزايدة من المهاجرين دخول إسبانيا عن طريق البحر أو العبور إلى سبتة ومليلية في المغرب، وهما آخر جيبين «أوروبيين» في أفريقيا. وقال وفد الحكومة الإسبانية في مليلية في بيان: «استعاد خفر السواحل قاربين كانا في طريقهما نحو شبه الجزيرة وعلى متنهما 93 شخصاً توفي 13 منهم لسوء الحظ». وأضاف أن 9 من القتلى (جميعهم من الرجال) تم انتشالهم من البحر، وفشلت جهود الصليب الأحمر في استعادة جثامين 4 آخرين. وأشار إلى أنه تم العثور على القاربين على بُعد 20 ميلاً (32 كيلومتراً) قبالة ساحل مليلية، دون إعطاء تفاصيل عن الحالة التي كانا عليها. كما توفي أو اختفى 564 مهاجراً آخر في أثناء رحلات العبور بواسطة سفن مكتظة أو غير صالحة للإبحار.
من جانب آخر انتقد المدير العام للكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني المعارض، وثيقة الأمم المتحدة بشأن الهجرة. وقال برند باومان، أمس (الثلاثاء)، في العاصمة الألمانية برلين، إنه تم تجاهل «مشكلات الاندماج الثقافية» داخل الوثيقة الأممية، وقال إن الوثيقة بمثابة أداة من أجل بدء «تبادل كبير في السكان عبر القارات». وفي مذكرة من المقرر التشاور بشأنها في اجتماع موسع غداً (الخميس)، ناشد حزب البديل الحكومة الاتحادية عدم الانضمام لهذه الوثيقة. ومن شأن الوثيقة الأممية أن تساعد في تحسين تنظيم عملية اللجوء والهجرة وكذلك تعزيز حقوق المعنيين. وتأمل الحكومة الاتحادية من هذه الوثيقة تحسين التغلب على الهجرة غير الشرعية.
ومن المنتظر اعتماد الوثيقة خلال مؤتمر الأمم المتحدة المقرر عقده في المملكة المغربية يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ولكنّ الولايات المتحدة الأميركية والمجر والنمسا والتشيك لا تعتزم المشاركة في اعتماد الوثيقة. كما أن بعض الدول أعربت عن تحفظاتها تجاه الوثيقة. ومن جانبه قال ماركوس فرونماير النائب عن حزب البديل: «صحيح أن الحزمة الأممية بشأن الهجرة غير ملزمة قانونياً، إلا أن اتفاقية باريس لحماية المناخ غير ملزمة أيضاً. وعلى الرغم من ذلك تبسط اتفاقية حماية المناخ تأثيراً سياسياً قوياً».
يذكر أن ميشائيل كرتشمر، رئيس حكومة ولاية سكسونيا الألمانية، اتهم الحكومة الاتحادية بالإخفاق في التواصل مع المواطنين في هذا الشأن، وقال لصحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونغ» الألمانية، يوم السبت الماضي: «الشعبويون يسعون لموجة احتجاجات من خلال ترويج معلومات خاطئة؛ لأنه لم يتم إجراء نقاش عام حول هذه الاتفاقية الدولية».
100 ألف مهاجر حاولوا الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط
خلافات حول التصديق على وثيقة الهجرة في المغرب الشهر المقبل
100 ألف مهاجر حاولوا الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة