مصر تحتفل بالذكرى الـ96 لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

بأنشطة ثقافية وفنية في الأقصر

عجلة حربية للملك توت عنخ آمون
عجلة حربية للملك توت عنخ آمون
TT

مصر تحتفل بالذكرى الـ96 لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

عجلة حربية للملك توت عنخ آمون
عجلة حربية للملك توت عنخ آمون

احتفلت محافظة الأقصر (جنوب مصر) أمس، بالذكرى الـ96 لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك «توت عنخ آمون» في وادي الملوك بالأقصر، والتي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1922، وبداخلها نحو 5 آلاف قطعة أثرية من أندر وأثمن مقتنياته. وتستعد وزارة والآثار المصرية خلال الأيام المقبلة للإعلان عن كشف أثري مهم بالأقصر خلال احتفال الوزارة بالذكرى الـ96 لاكتشاف المقبرة. ومن المقرر أن يشاهد جميع عشاق ومحبي الملك توت عنخ آمون، مقتنياته وكنوزه الفريدة كاملة بطريقة جديدة وجذابة عند افتتاح المتحف الكبير عام 2020، حيث جرى تخصيص قاعة تبلغ مساحتها نحو 7500 متر مربع لعرض مقتنياته، وهي 7 أضعاف مساحة القاعة التي تضم مجموعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري التحرير.
وقال محمد عثمان، نائب رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على السياحة الثقافية بالأقصر، في بيان صحافي، إن «وزارة الآثار ستعلن عن تفاصيل العثور على كشف أثري جديد في مدينة الأقصر، خلال الاحتفال بذكرى الفرعون الذهبي». ولفت إلى أن «ذلك الكشف ربما يكون ضمن ما صرّح به الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن مصر ستعلن عن ثلاثة اكتشافات أثرية ستهز العالم قريباً» حسب تعبيره.
ونظمت المحافظة عدة فعاليات ثقافية وفنية وأثرية خلال احتفالاتها بعيدها القومي الذي يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت. وعرضت جمعية المرشدين السياحيين، أمس، 60 صورة نادرة بقصر ثقافة الأقصر، بعنوان «أهل الأقصر في 100 عام»، والذي ضم صوراً نادرة التقطها المصورون الإيطاليون، ويمتلك حقوقها المؤرخ فرنسيس أمين وزوجته ميرفت جرجس عبد الله.
واستعرضت الصور النادرة التي التقطها المصورون الإيطاليون مثل أنطونيو بياتو الذي توفي عام 1905م وغيره من المصورين الإيطاليين، الكثير من عوالم الصعيد في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، مثل سوق مدينة أرمنت عام 1910م والذي اندثر تماماً، كما قدمت صوراً نادرة لحسين والذر، صاحب هوارد كارتر والذي يصفه الأثريون في الصعيد بأنه المكتشف الحقيقي لمقبرة توت عنخ آمون.
وقال فرنسيس أمين في تصريحات صحافية: إن «كارتر أخذ تصريحاً بالتنقيب في وادي الملوك لمدة 5 سنوات من عام 1917م حتى عام 1922م، وقام بالتنقيب بالقرب من مقبرة رمسيس السادس، ليفاجأ، مثلما قال كارتر في مذكراته، بأن أحد العمال وجد سلماً يؤدي إلى مقبرة». وأضاف أن «قصة الكشف لا بد أن تعاد دراستها، فكل من شاركوا كارتر في البحث والتنقيب، سواء من الأجانب أو المصريين، لم يأتِ ذكرهم، رغم مجهوداتهم».
وفي السياق نفسه، يضم المعرض صوراً حقيقية لملابس المواطنين في الأقصر منذ أكثر من قرن، بالإضافة إلى إبراز بعض عاداتهم وتقاليدهم، مع تسليط الضوء على أشهر الأجانب الموجودين في الأقصر والمكتشفين الأجانب. كما يضم المعرض صوراً نادرة لملكة بلجيكا إليزابيث، وهي تقرأ الهيروغليفية على سقالة عام 1910م، بالإضافة إلى ألبوم لعربات كانت تستخدم في ثلاثينات القرن الماضي، وصورة نادرة للفيضان وصور لمعبد رمسيوم والكرنك، وصور لنقل آثار توت عنخ آمون، بجانب صور نادرة عن صناعة الفخار في الأقصر قديماً ومولد سيدي أبو الحجاج الأقصري.
بدوره، قال باحث المصريات الدكتور محمد رأفت عباس، مدير عام البحث العلمي في منطقة آثار الإسكندرية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية: إن «توت عنخ آمون بدأ حكمه في آخت آتون (تل العمارنة) عام 1336 قبل الميلاد، وتزوج من إحدى بنات الملك إخناتون، وهي الأميرة عنخس إن با آتون».
وأوضح أن توت عنخ آمون تولى العرش طفلاً صغيراً لا يتجاوز الحادية عشرة من عمره، ومات وهو في سن العشرين، بعد حكم دام نحو تسع سنوات، وفي فترة حكمه تحسنت حالة البلاد بعد فترة الاضطرابات والصراعات السياسية والدينية التي سادتها خلال حكم إخناتون، وانتقل بالبلاط الملكي من العمارنة إلى عاصمة البلاد القديمة طيبة (الأقصر)، وقام بتغيير اسمه من «توت عنخ آتون» إلى «توت عنخ آمون». لافتاً إلى أن «توت عنخ آمون عمل على إعادة بناء المعابد لإله الدولة الرسمي (آمون)، ليس في طيبة فحسب، بل في جميع أرجاء الدولة».
وأضاف: «هذا الملك الصغير يعد عَلماً من أعلام الحضارة المصرية القديمة، ليس لأنه ملك محارب ساهم في توسيع أرجاء الإمبراطورية المصرية كأسلافه، أو لأنه كان ملكاً بنّاء أقام العديد من المعابد والمنشآت، ولكن لأن القدر أراد لمقبرته أن تختفي عن أعين اللصوص، فتظل محتفظة بكنوزها التي تفخر بها الحضارة الإنسانية».
وأوضح أن «هوارد كارتر تمكن من الكشف عن 6 مقابر ملكية بطيبة، كان أبرزها الاكتشاف الأثري العظيم لمقبرة الملك (توت عنخ آمون)، وتم نقل جميع محتويات المقبرة إلى المتحف المصري بالقاهرة».


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.