أجواء ممطرة تُبهج السعوديين رغم تحذيرات الدفاع المدني

تعليق الدراسة في بعض مدن غرب المملكة

شهدت بعض المدن انخفاضاً في درجات الحرارة إلى مستوى يمكن من خلاله تلمّس برودة الجو
شهدت بعض المدن انخفاضاً في درجات الحرارة إلى مستوى يمكن من خلاله تلمّس برودة الجو
TT

أجواء ممطرة تُبهج السعوديين رغم تحذيرات الدفاع المدني

شهدت بعض المدن انخفاضاً في درجات الحرارة إلى مستوى يمكن من خلاله تلمّس برودة الجو
شهدت بعض المدن انخفاضاً في درجات الحرارة إلى مستوى يمكن من خلاله تلمّس برودة الجو

أبهجت الأجواء الممطرة التي تعيشها السعودية، عموم سكانها الموعودين بموسم ماطر وفق المؤشرات التي تعطيها مراكز الأرصاد، مع تعليق للدراسة في بعض مدن غرب البلاد، وخاصة مدينة جدة التي شهدت كثافة في تساقط الأمطار عليها إضافة إلى مناطق الحدود الشمالية.
الحالة المطرية تترافق مع تحذيرات الدفاع المدني في السعودية من جريان متوقع لعدد من الأدوية، وأهابت المديرية توخي الحذر من المخاطر المحتملة في مثل هذه الحالة، والابتعاد عن أماكن تجمّع السيول، والالتزام بتعليمات الدفاع المدني عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حفاظاً على سلامتهم.
وفي جدة أمس هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بالزوابع الرعدية، أعاقت حركة المركبات وتسببت بامتلاء بعض شوارعها بالمياه، وباشر الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة عدة بلاغات تضمنت سقوط أشجار، وتجمعات مياه، وسقوط أعمدة إنارة، وحدوث ماس كهربائي، وتم إنقاذ 20 حالة احتجاز و14 مركبة في أربع محافظات تابعة لمكة المكرمة منها جدة والطائف وأضم والليث، ولم ينتج عن الحالة الجوية أي خسائر بالأرواح كما أعلن الدفاع المدني عبر حسابه الرسمي في «تويتر» أمس.
وشهدت بعض المدن انخفاضا في درجات الحرارة إلى مستوى يمكن من خلاله تلمّس برودة الجو، إيذانا بقرب طقوس الرحلات البرية التي يحرص عليها سكان كثير من المناطق وسط وشرق وشمال البلاد.
ومنحت الحالة المطرية إذن الغياب الرسمي من إدارات التعليم في مناطق مكة المكرمة والحدود الشمالية، إذ أعلنت الأحد في جميع مدارسها ومحافظاتها، مرجعة ذلك للأحوال الجوية. وذلك على خلفية إعلان الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على منطقة مكة المكرمة، تصحب بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة، وقد تؤدي إلى جريان السيول، بحسب الهيئة.
بدوره قال حسين القحطاني، الناطق الرسمي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إن «معدلات الأمطار على المملكة متوسطة بشكل عام». وأضاف: «سجلت جدة خلال 24 ساعة الماضية كميات هطول بلغت أعلى كمية هطول 30.6 ملم في جنوب المدينة وأقل كمية هطول مسجلة هي 6.2 ملم في شمالها... فيما سجلت عرعر أعلى كمية أمطار خلال هذه الحالة الجوية بكمية هطول بلغت 36.9 ملم».
وكانت هيئة الأرصاد توقعت في تقريرها عن حالة الطقس خلال الأسبوع، استمرار هطول الأمطار الرعدية من متوسطة إلى غزيرة تصحب بزخات البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق (جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وتبوك)، تشمل الأجزاء الساحلية منها.
وقد أصدرت الهيئة العامة للأرصاد تنبيهات متقدمة لمناطق: جازان وعسير والمدينة المنوّرة، من حالة هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تُصحب بزخات من البرد، ورياح نشطة مثيرة للأتربة قد تؤدي إلى جريان السيول، في الوقت الذي تتواصل الحالة المطرية «غدق» هطولاتها على مختلف مناطق المملكة وسط تحذيرات للدفاع المدني ومطالبته المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والحذر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».