مكاتب وعيادات طبية ومقاه على مركبات ذاتية القيادة

«سبيس 10» من «آيكيا» تضع تصوراتها المستقبلية

مقهى على عجلات
مقهى على عجلات
TT

مكاتب وعيادات طبية ومقاه على مركبات ذاتية القيادة

مقهى على عجلات
مقهى على عجلات

يستكشف مشروع «سبيسز أون ويلز» من «سبيس 10» مستقبل السيارات ذاتية القيادة. وتعتمد واحدة من الأفكار التي يقدّمها على مقهى متحرّك يتيح لكم تناول القهوة والتواصل مع الآخرين أثناء التنقّل. عندما لا تكونون عالقين في زحمة سير خانقة، أين يمكن أن تكونوا؟ وعندما لا تكونون مضطرين للتركيز على القيادة، ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ يقدّم لكم مشروع جديد للمركبات الذاتية القيادة من إنتاج «سبيس 10»، ذراع شركة «آيكيا» السويدية المتخصصة في أفكار المستقبل، التي قدمت في حينه مشروع كريات اللحم المصنوعة من الحشرات، إجابات على هذه الأسئلة.
- مركبات متعددة المهام
يقدّم مشروع «سبيسز أون ويلز» (Spaces on Wheels) (فضاءات أو أماكن على العجلات) تصوراً لسبع مركبات ذاتية القيادة تعمل أيضاً كمكتب، وكشك لبيع المنتجات الزراعية، وتجربة للترفيه مدعومة بالواقع المعزز، وعيادة طبيب، ومقهى، ومتجر مؤقت، وفندق... أي أنّها وسائل نقل متعددة المهام.
يقول باس فان دي بويل، مسؤول استراتيجية الإبداع من «سبيس 10»: «اليوم الذي تصل فيه المركبات ذاتية القيادة إلى شوارعنا هو اليوم الذي تكفّ فيه السيارات عن كونها سيارات، لتتحوّل إلى أي شيء آخر. في هذا الوقت، ستختفي الوظيفة الرئيسية للنقل لصالح بروز وظائف أخرى. قد تصبح السيارة امتداداً لمنازلنا، ومكاتبنا، والمقهى المحلّي. يبدو الأمر وكأنه مقارنة السيارة بحصان؛ ستتحوّل السيارة ذاتية القيادة إلى شيء مختلف كلياً. لذا، ماذا تريدونها أن تصبح؟ لقد رأينا أنّ هذا الموضوع يستحق أن نستطلع آراء الناس حوله».
تتسابق الشركات اليوم لتقديم رؤى غريبة حول مستقبل المركبات ذاتية القيادة. وكان آخرها شركة «فولفو» التي أطلقت أخيراً، وللمرّة الأولى، قمرة ذاتية القيادة للنوم، وتسعى شركة «سبيس 10» بدورها إلى طرح فكرة أخرى مماثلة. فقد سعت كلّ من «سبيس 10» إلى استكشاف كيف يمكن للناس الانتقال من الموقع «أ» إلى الموقع «ب»، وهم يقومون بشيء يهمهم أكثر من مجرّد الجلوس والانتظار في السيارة. ولكن هل نحن فعلاً بحاجة إلى مقاه ومتاجر ذاتية تتجوّل في شوارعنا؟
ترى شركة «سبيس 10» التي تتعاون مع وكالة «f°am Studio» للابتكارات أنّ الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تصوّر نوع المستقبل الذي نرغب في الحصول عليه. ويبدو إمضاء المزيد من الوقت في النشاطات الترفيهية، والحصول بشكل أسهل على الطعام الصحي والعناية الصحية (عبر سيارات ذاتية القيادة تأتي إليكم)، والخروج من جلبة النقل، فكرة محببة. ولكنّ هناك أيضاً وسيلة أخرى للقيام بذلك، وهي انتزاع الأولوية في حياتنا من السيارات.
- رؤية مستقبلية
يقول فان دي بويل: «تتمتع السيارات ذاتية القيادة بالقدرة على إحداث تغيير جذري نحو الأفضل في الحياة المدنية، ولكننا أيضاً بحاجة إلى رؤية شاملة حول شكل الحياة التي نريدها. بشكل عام، نحن بحاجة إلى مدن مصممة للناس وليس للسيارات، ما يعني أن بيئاتنا المبنية، يجب أن تصبح مكاناً أفضل للسير وركوب الدراجات الهوائية والتفاعل الاجتماعي أكثر مما عليه اليوم. ستصبح مزيجاً من السيارات ذاتية القيادة مع تصميم مدني رائع أظنّ أنّه سيقدّم نوعية حياة أفضل للكثيرين».
سعياً منها لمعالجة تحدّي ما يسمى بـ«صحراء الطعام» (أي منطقة مدنية تحتوي على موارد غذائية محدودة)، تؤمّن «فارم أون ويلز» (مزرعة على العجلات) طعاماً محلياً للناس في أي مكان كانوا، وتقدّم في الوقت نفسه للمزارعين فرصة لتوسيع أعمالهم. أمّا وحدة العناية الصحية المتحرّكة، فتحضر متخصصين في المجال الطبي لزيارة الأشخاص الذي يحتاجون للعناية.
يسافر الناس اليوم أكثر من أي وقت مضى. ولكن السفر الجوي يساهم في زيادة البصمة الكربونية الفردية بشكل أسرع وأكبر من أي نشاط آخر. «أوتيل أون ويلز» (فندق على العجلات) هي مركبة كهربائية تعمل بالطاقة النظيفة، وتؤمن الخدمات التي توفرها غرفة الفندق التقليدية، وتوصل الناس إلى وجهاتهم وهم نائمون.
في «بلاي أون ويلز» (ألعاب على العجلات)، تتيح نوافذ الواقع المعزز للناس تجربة لعبة جديدة خلال سفرهم، أو تجربة محتوى تعليمي يتجاوب مع محيطهم. وفي الوقت الذي تتيح فيه المتاجر التقليدية لتجار التجزئة فرصة التواصل مع الناس، يعيش الكثيرون بعيداً عن مناطق التجزئة فلا يستطيعون زيارتها كلّما أرادوا.
ورغم أنّ التجارة الإلكترونية توفّر للناس عادة خدمة الشراء، إلا أنّها تحرمهم تجربة التبضع الحقيقية. لذا، فإن الفكرة من «شوب أون ويلز» (مخزن على العجلات) هي أن يأتي هذا المتجر المتحرك إلى الناس أينما كانوا، ليتيح لهم تجربة شراء واستكشاف السلع بشروطهم الخاصة.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
TT

«إعادة التحريج»... عوائد إيجابية للمجتمعات الأفريقية

دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)
دراسة تؤكد زيادة النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار بأفريقيا (رويترز)

شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الاهتمام بمبادرات «إعادة التحريج» بصفتها استراتيجية فعّالة لمواجهة آثار تغيّر المناخ وتحسين سبل معيشة السكان المحليين.

«إعادة التحريج»

تعني «إعادة التحريج»، وفق الأمم المتحدة، استعادة الأراضي التي كانت مغطاة بالغابات من خلال زراعة أشجار جديدة لتعويض الغطاء الحرجي المفقود، بخلاف التشجير الذي يركّز على زراعة أشجار في مناطق لم تكن غابات أصلاً.

وتهدف هذه العملية إلى معالجة تحديات بيئية كبيرة، مثل: التغير المناخي وتآكل التربة، كما تعزّز التنوع البيولوجي، فضلاً عن فوائدها البيئية، مثل تحسين جودة الهواء. وتُسهم «إعادة التحريج» في خلق فرص عمل وتحسين الأمن الغذائي.

ومن أبرز هذه المبادرات «تحدي بون» (Bonn Challenge)، الذي أُطلق عام 2011 بوصفه حملة عالمية، تهدف إلى إعادة تأهيل 350 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة والغابات بحلول عام 2030.

وتشمل هذه المبادرة أساليب متعددة؛ مثل: الزراعة المكثفة لتكوين غابات جديدة لأغراض بيئية أو إنتاجية، والزراعة المختلطة التي تدمج الأشجار مع المحاصيل، أو تربية الحيوانات لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى التجدد الطبيعي حيث تترك الطبيعة لاستعادة الغابات ذاتياً دون تدخل بشري.

وفي دراسة أُجريت من قِبل فريق بحث دولي من الدنمارك وكندا والولايات المتحدة، تم تحليل تأثير «إعادة التحريج» في تحسين مستويات المعيشة لدى 18 دولة أفريقية، ونُشرت النتائج في عدد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من دورية «Communications Earth & Environment».

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 200 ألف أسرة بين عامي 2000 و2015. واستخدم الباحثون أساليب إحصائية دقيقة لتحديد العلاقة الإيجابية بين إعادة التحريج وتحسّن مستويات المعيشة.

واستندوا إلى مؤشرات متنوعة لقياس الفقر تشمل التعليم والصحة ومستويات المعيشة؛ حيث أظهرت النتائج أن زراعة الأشجار أسهمت بشكل مباشر في تحسين الدخل وتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى آثار اقتصادية غير مباشرة. كما أظهرت أن مناطق زراعة الأشجار كان لها تأثير أكبر من مناطق استعادة الغابات الطبيعية في تخفيف حدة الفقر.

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم علوم الأرض وإدارة الموارد الطبيعية بجامعة كوبنهاغن، الدكتور باوي دن برابر، إن الدراسة تطرح ثلاث آليات رئيسة قد تُسهم في تقليص الفقر، نتيجة لتوسع مزارع الأشجار أو استعادة الغابات.

وأضاف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الآليات تتمثّل في توفير الدخل من خلال بيع منتجات الغابات، مثل: المطاط أو زيت النخيل، ما يسمح للأسرة بزيادة مواردها المادية. كما أن زراعة الأشجار قد تؤدي إلى خلق فرص عمل للسكان المحليين، في حين يمكن أن تُسهم مناطق التجديد البيئي في تحسين الظروف البيئية، ما يفيد الأسر المحلية من خلال النباتات والحيوانات التي يمكن بيعها وتوفير دخل إضافي للسكان.

ووفقاً لنتائج الدراسة، هناك مؤشرات من بعض البلدان؛ مثل: أوغندا، وبنين، أظهرت زيادة في النشاط الاقتصادي في المناطق القريبة من مزارع الأشجار مقارنة بتلك التي لا تحتوي عليها.

تأثيرات الاستدامة

كما أشارت الدراسة إلى أن برامج التشجير في أفريقيا التي تهدف إلى استعادة أكثر من 120 مليون هكتار من الأراضي عبر مبادرات، مثل: «السور الأخضر العظيم»، و«الأجندة الأفريقية لاستعادة النظم البيئية»، تمثّل جهداً كبيراً لمكافحة الفقر وتدهور البيئة.

وتُسهم نتائج الدراسة، وفق برابر، في النقاش المستمر حول استدامة تأثيرات زراعة الأشجار في التنوع البيولوجي والمجتمعات المحلية، من خلال تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذه المبادرات عندما يتمّ تنفيذها بشكل مدروس ومتوازن. كما أظهرت أن مبادرات زراعة الأشجار، مثل «تحدي بون»، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية للمجتمعات المحلية، سواء من حيث تحسين مستوى المعيشة أو تعزيز التنوع البيولوجي.

وتوصي الدراسة بأهمية مشاركة المجتمعات المحلية في هذه المبادرات بصفتها شرطاً أساسياً لضمان استدامتها ونجاحها، فالتفاعل المباشر للمجتمعات مع المشروعات البيئية يزيد من تقبلها وفاعليتها، مما يعزّز فرص نجاحها على المدى الطويل.