الكويت: إلغاء ترخيص صحيفة وقناة فضائية معارضة

الشيخ صباح الأحمد التقى قيادات «الإخوان» في الكويت ووجههم بإعلاء مصلحة الوطن

الكويت: إلغاء ترخيص صحيفة وقناة فضائية معارضة
TT

الكويت: إلغاء ترخيص صحيفة وقناة فضائية معارضة

الكويت: إلغاء ترخيص صحيفة وقناة فضائية معارضة

ألغت وزارة الإعلام الكويتية أمس تراخيص صحيفة وقناة فضائية مقربة من المعارضة. وأرجعت الوزارة قرارها إلى افتقاد الصحيفة المطبوعة «عالم اليوم» والقناة الفضائية «اليوم» أحد الشروط الواجب توافرها بالتراخيص، في إشارة منها إلى فقد أحد ملاك الصحيفة والقناة الجنسية الكويتية بقرار من مجلس الوزراء منتصف الأسبوع بعد اتهامه بالتحريض على الخروج على النظام وإثارة الفوضى خلال الأحداث التي شهدتها الكويت منذ أسبوعين.
وبينت الوكيل المساعد لقطاع الصحافة والمطبوعات بوزارة الإعلام الكويتية منيرة الهويدي في بيان مقتضب أن «وزارة الإعلام ملتزمة بتطبيق قانون المطبوعات والنشر وقانون المرئي والمسموع باعتبارهما المرجع القانوني لممارسة العمل الإعلامي في دولة الكويت». من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة «عالم اليوم» عبد الحميد الدعاس تسلمه قرار وزارة الإعلام والالتزام بتنفيذه وإيقاف بث القناة الفضائية وتعطيل الصحيفة المطبوعة، مبينا أن «القناة توقفت عن البث والصحيفة اليومية المطبوعة لن تصدر».
وسبق لمجلس الوزراء الكويتي أن سحب في اجتماعه منتصف الأسبوع الجنسية الكويتية من مالك القناة الفضائية المقربة من المعارضة التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين وعدد من أبناء القبائل، كما ألغى تراخيص فروع لجمعية الإصلاح الاجتماعي الذراع التنظيمية للإخوان المسلمين في الكويت.
في غضون ذلك، استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عددا من قيادات تنظيم الإخوان المسلمين في الكويت بالإضافة إلى رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي حمود الرومي وكذلك تنظيم الحركة الدستورية الإسلامية المقربة من الإخوان المسلمين لبحث تداعيات قرار الحكومة حل عدد من أفرع الجمعية. وذكر أمين عام الحركة الدستورية محمد العليم أن الوفد استمع خلال اللقاء إلى توجيهات الأمير في كل ما يهم مصلحة الوطن، فيما عرض رئيس جمعية الإصلاح أوجه عمل الجمعية في العالم.
من جهة ثانية أشاد مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة رشيد خاليكوف بمساهمة الكويت الإنسانية للنازحين العراقيين التي بلغت عشرة ملايين دولار أميركي تم تخصيصها للمنظمات الإنسانية الأممية العاملة في العراق. وأكدت الكويت اعتزازها بتقدير المنظمة الأممية للمساهمات الإنسانية التي تقدمها للتخفيف من تداعيات الصراعات والكوارث في العالم. وسبق لمجلس الوزراء الكويتي أن أعلن نهاية الشهر الماضي تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين العراقيين جراء تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وذلك بمبلغ عشرة ملايين دولار تدفع للمنظمات الإنسانية الأممية العاملة في العراق. وذكر سفير الكويت لدى الأمم المتحدة في جنيف جمال الغنيم أن «الكويتيين جبلوا على العمل الإنساني منذ القدم، وتجسد ذلك كأحد أهم أهداف السياسة الخارجية لدولة الكويت منذ الاستقلال»، معبرا عن «الاعتزاز بالعلاقة الوطيدة التي تربط الكويت بمكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، إضافة إلى المنظمات الإنسانية الدولية».
وأضاف الغنيم أن «الكويت أطلعت الأمم المتحدة على تبرعها لدعم قطاع الخدمات الصحية الفلسطيني بمبلغ عشرة ملايين دولار. إلى ذلك، شارك مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي في اجتماع مسألة إصلاح مجلس الأمن الذي نظمته وزارة الخارجية اليابانية واختتم أعماله يوم أمس (الأربعاء) في العاصمة طوكيو.
وقال السفير العتيبي إن «الاجتماع هدف لإتاحة نقاشات مفتوحة صريحة ومباشرة من أجل إعطاء موضوع إصلاح مجلس الأمن زخما جديدا هو اليوم في أمس الحاجة إليه والدفع باتجاه التوصل إلى توافق للآراء حوله والاهتمام به بدرجة أكبر لأنه مسألة مهمة وحساسة».
وأشار إلى أن المشاركين في الاجتماع مثلوا دولا شديدة الاقتناع بضرورة إصلاح مجلس الأمن خاصة وأن العام القادم 2015 سيشهد مناسبتين مهمتين هما الذكرى السبعين لإنشاء الأمم المتحدة والذكرى العاشرة لإعلان قرار القمة العالمية لعام 2005 والتي أكد فيها قادة دول العالم أهمية إصلاح مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن، معربا عن أسفه لعدم تحقيق أي تقدم خلال السنوات العشر الماضية.
وقال العتيبي إنه «من الواضح أن مجموعة الدول التي تتطلع إلى أن تصبح لها عضوية دائمة في مجلس الأمن مثل اليابان وألمانيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تدفع تجاه حسم هذا الموضوع في سبتمبر (أيلول) من العام المقبل 2015. يذكر أن السفير الكويتي منصور العتيبي هو العربي الوحيد الذي دعي إلى الاجتماع وهو ما دعاه للتأكيد بأن بلاده ليست مع استمرار الوضع الراهن وهي تؤيد إصلاح مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه ولكن ينبغي ألا يكون الإصلاح على حساب فعالية المجلس وكفاءته، وهو ما نقله إلى المشاركين في الاجتماع.
وأضاف أن هناك إدراكا لدى المشاركين بأن مسألة إصلاح مجلس الأمن صعبة ومعقدة وحساسة ولكن الوقت حان لكي يتخذ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وفريق المفاوضات الحكومية برئاسة سفير أفغانستان زهير طنين قرارا لحسم هذا الموضوع لأن المفاوضات حوله استمرت لأكثر من عقدين من الزمن وهي فترة كافية. ولفت إلى أن السفير طنين قدم مقترحات خلال الاجتماع منها عقد اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة في سبتمبر 2015 لمنح هذا الموضوع الزخم الملائم.
وأسف العتيبي لاستمرار تباين المواقف والخلافات، موضحا أن السبب في عدم التوصل إلى اتفاق طوال العقدين الماضيين يعود بالدرجة الأولى إلى اختلاف مواقف الدول وعدم إبداء المرونة المطلوبة من أجل التوصل إلى حلول وسط وعدم وجود إرادة سياسية لدى دول كثيرة وخصوصا بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأضاف أن هذه الخلافات وغياب الإرادة السياسية والمرونة جعلت الكثير من الدول تفقد الاهتمام بهذا الموضوع وخصوصا الدول الصغيرة، ومع ذلك يبقى موضوع إصلاح مجلس الأمن من أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة وهناك حاجة ماسة لإصلاحه لا سيما بعد أن ثبت فشله في معالجة قضايا مصيرية تمس السلم والأمن الدوليين خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وعجزه عن اتخاذ قرارات توقف حمام الدم في سوريا وفي قطاع غزة على الرغم من أنه مسؤول عن صيانة السلم والأمن الدوليين.
وبين أن عجز مجلس الأمن وعدم تمكنه من اتخاذ قرارات مصيرية يؤثر في مصداقية ومشروعية المجلس ولهذا السبب هناك من يرى أن هذا العجز هو فرصة للدفع باتجاه حسم موضوع إصلاح مجلس الأمن والتأكيد على أنه لم يبق في تكوينه الحالي مواكبا للتغييرات التي يشهدها الواقع الدولي منذ عقود خاصة وأن عدد أعضاء الأمم المتحدة تضاعف أكثر من مرتين منذ إنشاء المنظمة في عام 1945. وكشف العتيبي عن أن المشاركين أكدوا خلال الاجتماع على ضرورة وضع إطار زمني للانتهاء من هذا الموضوع وحسمه وهناك دول ومجموعات إقليمية ما زالت غير ممثلة في العضوية الدائمة لمجلس الأمن مثل القارة الأفريقية.
وأوضح العتيبي أن هناك شبه اتفاق على ضرورة تقييد استخدام حق النقض «الفيتو» كما يوجد في الوقت نفسه تفهما بأنه أمر يصعب تحقيقه إذا رفضته الدول الخمس الدائمة العضوية علما بأن أي تعديلات على أي نطاق يتطلب تصديق ثلثي الدول الأعضاء بما فيها الأعضاء الخمسة الدائمين، حيث تؤيد الكويت وجوب تقييد استعمال حق النقض «الفيتو» وقصر استخدامه على المسائل التي تندرج تحت الفصل السابع من الميثاق، مشيرا إلى أن المشاركين يرون وضع نص توافقي الآن بعد عشرين عاما من الانتظار تم خلالها كثير من النقاش والتفاوض وأن هناك قناعة بأن الدول الأعضاء قادرة على التوصل إلى اتفاق بخصوص إصلاح مجلس الأمن رغم صعوبة الموضوع وتعقده إذا كانت هناك رغبة واستعداد للتفاوض والبحث عن حلول وسط.



ارتفاع توطين الإنفاق العسكري في السعودية إلى 24.89 %

اللقاء السنوي لقطاع الصناعات العسكرية في الرياض (الشرق الأوسط)
اللقاء السنوي لقطاع الصناعات العسكرية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع توطين الإنفاق العسكري في السعودية إلى 24.89 %

اللقاء السنوي لقطاع الصناعات العسكرية في الرياض (الشرق الأوسط)
اللقاء السنوي لقطاع الصناعات العسكرية في الرياض (الشرق الأوسط)

أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية أن نسبة توطين الإنفاق العسكري في السعودية التي بلغت 24.89 في المائة بنهاية 2024، متجاوزةً المستهدف البالغ 20 في المائة، مع نموٍّ تراكميٍّ في إيرادات الشركات المحلية، بما يؤكد أن السعودية ماضية نحو تحقيق توطين ما يزيد على 50 في المائة من الإنفاق العسكري بحلول 2030.

وجاءت الأرقام خلال «اللقاء السنوي لقطاع الصناعات العسكرية»، حيث أكد المهندس أحمد العوهلي، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، أن الهيئة تمضي «بالعمل المشترك» نحو توطين ما يزيد على 50 في المائة من الإنفاق العسكري بحلول 2030، مشيراً إلى «الدعم اللامحدود» من القيادة، وما ترتب عليه من تقدم لافت في نسب التوطين.

وأوضح العوهلي أن الاستراتيجية القطاعية تُعلي من بناء قطاع محلي مستدام بآثار أمنية وتنموية واقتصادية، عبر حوكمة موحّدة، وممكنات تشريعية وحوافز استثمارية، وتمكين سلاسل الإمداد والشركات الصغيرة والمتوسطة، وتنمية الكفاءات الوطنية. وكشف عن «المنصة الوطنية للصناعات العسكرية» للوصول السهل إلى برامج القطاع، وإطلاق «جائزة التميز في التوطين» لتحفيز الجهات العسكرية والأمنية والشركات الصناعية على أفضل الممارسات وزيادة المحتوى المحلي، داعياً إلى مواصلة الشراكات المحلية والدولية.

وقالت الهيئة إن تفعيل الاتفاقيات الإطارية للمشتريات العسكرية جاء لتمكين الجهات المستفيدة من الشراء المباشر من المستثمرين الصناعيين، وتستهدف هذه الآلية تحقيق كفاءة الإنفاق ورفع نسبة التوطين، وتحسين جودة المنتجات والخدمات، وتوحيد الأسعار وتوفير الوقت في إجراءات الشراء، وإصدار أوامر شراء مباشرة ضمن نطاقٍ سعريٍّ محدد ولمُددٍ تصل إلى 7 سنوات.

وبحسب المعلومات الصادرة في اللقاء، فإنه تم تطبيق 6 اتفاقيات إطارية لدى الجهات المعنية، نتج عنها أوامر شراء بقيمة 2.8 مليار ريال (746مليون دولار) خلال 4 سنوات، وشملت مجالات الذخائر والمنظومات والتجهيزات والاتصالات والأجهزة العسكرية، بما يعكس اتساع قاعدة المورّدين المحليين ودخول الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل الإمداد.

وبيّنت البيانات أن متوسط المحتوى المحلي للقطاع العسكري بلغ 40.74 في المائة في 2024، مع تفاوتٍ بين السلاسل الصناعية وبلوغ بعض المجالات مستويات تقترب من نحو 48 في المائة.

وعلى صعيد الأثر الكلي، بلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي 0.143 في المائة، فيما سجّل أثره في التوظيف 0.423 في المائة.

كما تحققت قيمة اقتصادية تراكمية قدرها 6.665 مليار ريال (1.7 مليار دولار) مقابل مستهدف سابق يبلغ 2.742 مليار ريال (731 مليون دولار)، إلى جانب أثر إضافي مقداره 4.255 مليار ريال (1.1 مليار دولار).

وأظهرت المعلومات ارتفاع الوظائف في القطاع الخاص إلى 34.5 ألف وظيفة في 2024، مع نسبة سعودة 63 في المائة، على أن تصل الأرقام المستهدفة إلى 40 ألف وظيفة، ونسبة سعودة 68 في المائة بحلول 2030.

ولتعزيز الشفافية وتسريع الدورة الإجرائية، أتاحت الهيئة «المنصة الوطنية للصناعات العسكرية» التي تُقدّم برامج ودلائل وإرشادات للمستثمرين والمورّدين. كما أعلنت إطلاق «جائزة التميّز في التوطين» لتكريم الجهات العسكرية والكيانات الصناعية التي تحقق إسهاماً فارقاً في المحتوى المحلي، وتبنّي أفضل الممارسات.


السعودية: الحج الماضي الأفضل خلال 50 عاماً... وجاهزية 50 % من «المشاعر المقدسة»

الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض الحج (كونا)
الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض الحج (كونا)
TT

السعودية: الحج الماضي الأفضل خلال 50 عاماً... وجاهزية 50 % من «المشاعر المقدسة»

الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض الحج (كونا)
الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض الحج (كونا)

أكدت السعودية استثنائية موسم الحج الماضي على جميع الأصعدة، مشيرة إلى أنه يعدّ الأفضل خلال الـ50 عاماً الماضية، وارتفاع رضا الحجاج إلى 91 في المائة. كما كشفت عن الانتهاء من تجهيز 50 في المائة من المشاعر المقدسة، وتطوير 71 موقعاً ووجهة تاريخية وإثرائية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وشهدت أعمال مؤتمر ومعرض الحج في نسخته الخامسة، التي بدأت الأحد تحت شعار «من مكة إلى العالم»، إطلاق مبادرة علمية متمثلة في «ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين»، تعنى برصد تاريخ الحج ومراحله عبر العصور، منذ ما قبل الإسلام حتى العهد السعودي.

ونيابة عن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، افتتح الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة أعمال المؤتمر في قاعة «سوبر دوم» بمدينة جدة، الذي سيتضمن على مدى 3 أيام أكثر من 10 جلسات حوارية متخصصة، بمشاركة أكثر من 50 متحدثاً من المؤرخين والباحثين والمتخصصين في مجالات التاريخ والعمارة والثقافة والإعلام والتقنيات الرقمية، مشكلاً حدثاً علمياً وثقافياً فريداً من نوعه في توثيق شعيرة الحج برؤية حديثة وشاملة.

وقال نائب أمير منطقة مكة المكرمة، في كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في افتتاح المؤتمر، إن السعودية ماضية بمواصلة جهودها المباركة التي بذلها ملوكها منذ عهد الملك عبد العزيز في خدمة الحرمين الشريفين والعناية بقاصديهما.

وأشاد بنجاح موسم حج العام الماضي (1446 هجرياً) وما شهده من تميز في التنظيم والخدمات المقدمة، ما عكس الجهود الضخمة التي تبذلها جميع أجهزة الدولة والتكامل بينها.

وأكّد الحرص على استمرار تطوير الخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين والزوار والارتقاء بها، بما يمكّنهم من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، مبتهلاً بالدعاء للمولى - عزّ وجلّ - أن تسهم مخرجات المؤتمر في تعزيز التعاون والتنسيق المشترك لمواصلة ما تحقق من نجاحات في المؤتمرات السابقة.

من جانبه، قال الأمير فيصل بن سلمان المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، إن الحج ليس عبادة موسمية فحسب، بل هو مسيرة إيمان ممتدة عبر التاريخ تجسد رحلة الإنسان منذ أقدم العصور نحو التوحيد.

وأضاف: «إن الحج على مدار العصور الإسلامية ظل رمزاً لوحدة الأمة وعزّتها، رغم ما مرّ به من اضطرابات، حتى أكرم المولى - عزّ وجلّ - هذه البلاد المباركة، التي جعلت من خدمة الحرمين الشريفين وتأمين الحج مسؤولية دينية ووطنية راسخة».

موسم الحج الماضي هو الأفضل منذ 50 عاماً (كونا)

وأضاف أنه منذ الدولة السعودية الأولى، ظلّ نهج القيادة ثابتاً على حماية قوافل الحج وتأمين سبلها وإكرام ضيوف الرحمن ورعايتهم وجعل خدمة الحجاج أمانة دينية ومسؤولية وطنية توارثتها الأجيال.

وأشار إلى مواصلة رعاية القيادة السعودية للحج وتنظيم شؤون الحجاج، منذ عهد الملك الموحد عبد العزيز وأبنائه الملوك الذين أولوا خدمة الحرمين الشريفين والحج عنايتهم الكبرى، حتى بلغ الحج في عهد القيادة السعودية الحالية أرقى المستويات تنظيماً وخدمة وتكاملاً.

وأعلن عن إطلاق «ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين» بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، مضيفاً أنها مبادرة تعنى برصد تاريخ الحج ومراحله عبر العصور، منذ ما قبل الإسلام حتى العهد السعودي، في منهج علمي يبرز الشواهد التاريخية ويوثق التحولات وجوانب التطوير.

من جهته، أكّد الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي، في كلمة له بالافتتاح، أن موسم الحج الماضي لعام 1446 هجرياً كان استثنائياً على جميع الأصعدة، مضيفاً أنه «الأفضل خلال الـ50 سنة الماضية».

وأوضح الدكتور الربيعة أنه موسم توحدت فيه الجهود، وتكاملت فيه الخدمات بأنواعها، ليقفز معه مؤشر رضا الحجاج من 74 في المائة عام 2022 إلى 91 في المائة في موسم الحج الماضي، معرباً عن شكره لجميع من ساهم في إنجاح ذلك الموسم.

وأشار إلى أن وزارة الحج والعمرة منذ تاريخ 13 ذي الحجة، بدأت مباشرة رحلة الاستعداد لموسم الحج المقبل، بعمل منظم وجاهزية مبكرة، تحت إشراف لجنة الحج العليا، وبالتعاون الكامل مع مختلف الجهات الحكومية.

وأشار إلى الانتهاء من تجهيز 50 في المائة من المشاعر المقدسة، لتكتمل جاهزيتها في غرة ذي القعدة المقبل، فضلاً عن تجهيز أكثر من

70 في المائة من المباني السكنية والفندقية بالشراكة مع وزارة السياحة.

كما أشار إلى تجاوز مستخدمي تطبيق «نسك» أكثر من 40 مليون مستخدم حول العالم، الذي انتقل إلى مرحلة جديدة من التطور واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر خاصية «نسك AI».

ولفت إلى تطوير 71 موقعاً وجهة تاريخية وإثرائية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، زارها أكثر من 3 ملايين زائر، حيث بلغ مستوى رضاهم أكثر من 95 في المائة.

وكان المؤتمر قد انطلق برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتنظيم من وزارة الحج والعمرة السعودية، وبالتعاون مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وتستمر أعماله حتى 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بمشاركة واسعة من جهات حكومية وخاصة سعودية ودولية، إضافة إلى مشاركة أكاديميين وباحثين وممثلي مكاتب شؤون الحجاج من مختلف دول العالم.

ويعدّ المؤتمر منصة عالمية، تجمع الخبراء والمختصين وممثلي الدول والمنظمات لاستعراض أحدث الحلول والابتكارات في منظومة الحج وبناء الشراكات المؤثرة، بما يسهم في تطوير خدمات ضيوف الرحمن والارتقاء بتجربتهم.


انطلاق «منتدى تورايز» العالمي في الرياض الثلاثاء

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)
TT

انطلاق «منتدى تورايز» العالمي في الرياض الثلاثاء

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)

تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، تدشّن الرياض، الثلاثاء المقبل، النسخة الافتتاحية من منتدى «تورايز» العالمي، الذي تنظمه وزارة السياحة، ويستمر حتى الخميس.

ويهدف المنتدى إلى رسم ملامح مستقبل قطاع السياحة عالمياً، بما يعزز استدامته ونموه، حيث يضم تحت مظلته نخبة من قادة القطاعات الحيوية ذات العلاقة، مثل: «التقنية، والطيران، والترفيه، والتعليم، والاستدامة، والإعلام»؛ لوضع حلول مبتكرة قابلة للتنفيذ تمكن قطاع السياحة من مواجهة التحديات المتوقعة، والازدهار للعقود الخمسة المقبلة.

وقال أحمد الخطيب، وزير السياحة رئيس مجلس إدارة المنتدى، إن رعاية ولي العهد لهذا الحدث العالمي تنطلق من عظيم اهتمامه بالقطاع السياحي في إطار «رؤية السعودية 2030»، وتساهم في توسع تأثيره إلى آفاق أكثر شمولاً.

وأضاف أن السياحة تعدّ من القطاعات الرئيسة في «رؤية 2030»، والدعم غير المحدود الذي يقدمه ولي العهد «يُشكِّل حجر أساس نبني عليه تقدمنا السياحي محلياً، وتأثيرنا العالمي في الوقت ذاته، سواء عبر الاستثمارات الضخمة في الوجهات السياحية، وخطوط الطيران، والطاقة الاستيعابية للمطارات، أو عبر البنية التحتية السياحية عالمية المستوى».

سيجمع المنتدى العالمي في الرياض نخبة من قادة القطاعات الحيوية ذات العلاقة بالسياحة (الشرق الأوسط)

وأكّد الخطيب أن هذه الجهود تضع السعودية في مركز عالمي للسياحة والاستثمار والابتكار، وتوفر فرصاً استثمارية سياحية في مجالات الضيافة والثقافة والترفيه والرياضة.

وتابع: «العمل يجري على جميع المستويات لتمكين قطاعنا الحيوي الذي يثبت جاهزيته ومنافسته يوماً بعد يوم، فقد حلّت المملكة في المركز الأول بين دول مجموعة العشرين في نمو أعداد السياح الدوليين لعام 2024، وتصدرت الوجهات السياحية عالمياً في نمو الإيرادات السياحية من السياح الوافدين من الخارج».

كان «تورايز» قد أعلن عن تشكيل لجنته الاستشارية التي تضم 14 عضواً من نخبة القادة والخبراء العالميين، يمثلون طيفاً واسعاً من القطاعات الحيوية المرتبطة بالقطاع السياحي، وتوجيه المسار الاستراتيجي للمنتدى، والمشاركة في إعداد أجندة نسخته الأولى.

ويشهد المنتدى أجندة حافلة بالجلسات الحوارية والنقاشية والتجارب الحية والتفاعلية التي تتناول 4 محاور رئيسة، هي: «مواجهة التحديات، واستثمار فرص النمو، وتحفيز الاستثمارات الكبرى، وتطوير السياسات المستقبلية».

وتسلط النقاشات الضوء على موضوعات نوعية تواكب التحولات المتسارعة في السياحة، مثل الذكاء الاصطناعي في القطاع، والنماذج الاستثمارية الجريئة، وتجارب السفر المتجددة، والسياحة التي توازن بين الإنسان والكوكب.

وتُمثِّل منصة «تورايز»، التي أُطلقت في مايو (أيار) الماضي بمبادرة من وزارة السياحة السعودية، محفلاً عالمياً يجمع صُنّاع القرار ورواد الابتكار من مختلف القطاعات، بما يسهم في تطوير سياسات مستقبلية تعزز مرونة واستدامة القطاع السياحي العالمي.