القبض على 5 من تنظيم «التكفير والهجرة» في داغستان

«إرهابي على الهاتف» في قبضة الأمن الروسي

القبض على 5 من تنظيم «التكفير والهجرة» في داغستان
TT

القبض على 5 من تنظيم «التكفير والهجرة» في داغستان

القبض على 5 من تنظيم «التكفير والهجرة» في داغستان

أعلنت قوات الأمن الروسي إلقاء القبض على 5 مواطنين في داغستان، بتهمة الانتماء لخلية متطرفة تابعة لتنظيم «التكفير والهجرة». وأكدت أنها ألقت القبض على «قائد» الخلية و4 من أعضائها. وكانت المحكمة الدستورية العليا في روسيا أدرجت بموجب قرار عام 2010 المنظمة المذكورة على قائمة «المنظمات الإرهابية»، وحظرت نشاطها. إلى ذلك وبعد عام على اجتياح «الإرهاب الهاتفي» معظم المدن الروسية، وورود اتصالات تحذر من تفخيخ مبانٍ حكومية وعامة في أكثر من مدينة، قالت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي إنها تمكنت يوم أمس من إلقاء القبض في مدينة تشيليابينسك على مواطن يشتبه أنه يقف خلف اتصال هاتفي حذر من وجود متفجرات في مبنى حكومة المقاطعة ومبانٍ أخرى. وقررت النيابة العامة توقيفه على ذمة القضية.
وقالت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية في بيان رسمي أمس، إن عناصر هيئة الأمن الفيدرالي، بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية في جمهورية داغستان، تمكنوا خلال عملية أمنية في مدينة محج قلعة، من إلقاء القبض على 5 مواطنين أعضاء في خلية إرهابية، تابعة لتنظيم «التكفير والهجرة» المتطرف، بينهم قائد الخلية، وهو مواطن اسمه بهاء الدين عمروف. وتفيد معطيات اللجنة بأن عمروف بدأ تشكيل تلك الخلية منذ عام 2013، وقالت إنه «كان يمارس سراً نشاطات معادية لروسيا وللدستور الروسي، من خلال البروباغندا بين صفوف المواطنين». وأكدت أنه عمل على استقطاب السكان المحليين للانضمام إلى الخلية المتطرفة والمشاركة في نشاطها، من خلال «تلاعبه» على مشاعرهم الدينية، وقام كذلك بتحريضهم على الكراهية نحو ممثلي الديانات الأخرى، فضلاً عن ذلك مارس عمروف التجنيد لصالح الخلية الإرهابية، وقام بنشر وتوزيع أدبيات تروج للتطرف الديني. وخلال عمليات التفتيش في أماكن إقامة المتهمين، عثر الأمن على كمية كبيرة من الأدبيات التي تروج للتطرف. وقررت لجنة التحقيق فتح ملف قضية جنائية ضد عمروف، ووجهت له تهمة «تنظيم نشاط منظمة متطرفة».
في شأن متصل بجهود التصدي للإرهاب في روسيا، قالت قوات الأمن في مدينة تشيليابينسك، على الحدود بين الأورال وسيبيريا، إنها ألقت القبض يوم أمس (الجمعة) على مواطن في قضية «إرهاب هاتفي». وقالت قوات الشرطة في المدينة إن عملية الاعتقال جاءت على خلفية اتصال هاتفي تلقته يوم الخميس من «مجهول»، حذر فيه من وجود «أجسام خطيرة»، وهو تعبير يُستخدم للدلالة على وجود مواد متفجرة، في عدد من المباني في المدينة. إثر ذلك، قامت قوات الداخلية بإخلاء 4 مبانٍ، بينها مقر حكومة مقاطعة تشيليابينسك، و3 مبانٍ إدارية أخرى. وقامت بعمليات تفتيش دقيقة، اتضح في نهايتها عدم وجود «أجسام خطيرة»، وأن البلاغ كاذب.
فيما قالت لجنة التحقيق في بيان يوم أمس، إن «عناصر وزارة الداخلية في مقاطعة تشيليابينسك، بالتعاون مع مديرية التحقيق المركزية، وعناصر هيئة الأمن الفيدرالي، واللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، قاموا باعتقال مواطن محلي من مواليد عام 1961، في قضية بلاغ هاتفي كاذب، حول وجود مواد خطيرة في مبانٍ إدارية في المدينة». وفتحت لجنة التحقيق ملف قضية جنائية ضد المواطن الموقوف، بموجب فقرة قانون الجنايات حول «بلاغ كاذب متعمد عن عمل إرهابي»، وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى الحكم بالسجن لمدة 8 سنوات.
وكانت موجة واسعة من الاتصالات الكاذبة اجتاحت معظم المدن الروسية نهاية العام الماضي.


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
TT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية جديدة في أوروبا وحول العالم، عبر جعل التهديد النووي أمراً عادياً، وإعلانه اعتزام تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

في عام 2009، حصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على «جائزة نوبل للسلام»، ويرجع ذلك جزئياً إلى دعوته إلى ظهور «عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وفي ذلك الوقت، بدت آمال الرئيس الأميركي الأسبق وهمية، في حين كانت قوى أخرى تستثمر في السباق نحو الذرة.

وهذا من دون شك أحد أخطر آثار الحرب في أوكرانيا على النظام الاستراتيجي الدولي. فعبر التهديد والتلويح المنتظم بالسلاح الذري، ساهم فلاديمير بوتين، إلى حد كبير، في اختفاء المحرمات النووية. وعبر استغلال الخوف من التصعيد النووي، تمكن الكرملين من الحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومن مَنْع مشاركة الدول الغربية بشكل مباشر في الصراع، وتخويف جزء من سكان هذه الدول، الذين تغلّب عليهم «الإرهاق والإغراءات بالتخلي (عن أوكرانيا) باسم الأمن الزائف».

بدأ استخفاف الكرملين بالأسلحة النووية في عام 2014، عندما استخدم التهديد بالنيران الذرية للدفاع عن ضم شبه جزيرة القرم من طرف واحد إلى روسيا. ومنذ ذلك الحين، لُوّح باستخدام السلاح النووي في كل مرة شعرت فيها روسيا بصعوبة في الميدان، أو أرادت دفع الغرب إلى التراجع؛ ففي 27 فبراير 2022 على سبيل المثال، وُضع الجهاز النووي الروسي في حالة تأهب. وفي أبريل (نيسان) من العام نفسه، استخدمت روسيا التهديد النووي لمحاولة منع السويد وفنلندا من الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». في مارس (آذار) 2023، نشرت روسيا صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا. في فبراير 2024، لجأت روسيا إلى التهديد النووي لجعل النشر المحتمل لقوات الـ«ناتو» في أوكرانيا مستحيلاً. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق المفاوضات المحتملة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، جلبت روسيا مرة أخرى الخطاب النووي إلى الحرب، من خلال إطلاق صاروخ باليستي متوسط ​​المدى على أوكرانيا. كما أنها وسعت البنود التي يمكن أن تبرر استخدام الأسلحة الذرية، عبر مراجعة روسيا عقيدتها النووية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع وممثلي صناعة الدفاع في موسكو يوم 22 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

التصعيد اللفظي

تأتي التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية في الأساس ضمن الابتزاز السياسي، وفق «لوفيغارو». ولن تكون لدى فلاديمير بوتين مصلحة في اتخاذ إجراء عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، وهو ما يعني نهاية نظامه. فالتصعيد اللفظي من جانب القادة الروس ورجال الدعاية لم تصاحبه قط تحركات مشبوهة للأسلحة النووية على الأرض. ولم يتغير الوضع النووي الروسي، الذي تراقبه الأجهزة الغربية من كثب. وتستمر الصين أيضاً في لعب دور معتدل، حيث تحذّر موسكو بانتظام من أن الطاقة النووية تشكل خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة إليها.

إن التهوين من الخطاب الروسي غير المقيد بشكل متنامٍ بشأن استخدام الأسلحة النووية ومن التهديد المتكرر، قد أدى إلى انعكاسات دولية كبيرة؛ فقد غير هذا الخطاب بالفعل البيئة الاستراتيجية الدولية. ومن الممكن أن تحاول قوى أخرى غير روسيا تقليد تصرفات روسيا في أوكرانيا، من أجل تغيير وضع سياسي أو إقليمي راهن محمي نووياً، أو إنهاء صراع في ظل ظروف مواتية لدولة تمتلك السلاح النووي وتهدد باستخدامه، أو إذا أرادت دولة نووية فرض معادلات جديدة.

يقول ضابط فرنسي: «لولا الأسلحة النووية، لكان (حلف شمال الأطلسي) قد طرد روسيا بالفعل من أوكرانيا. لقد فهم الجميع ذلك في جميع أنحاء العالم».

من الجانب الروسي، يعتبر الكرملين أن الحرب في أوكرانيا جاء نتيجة عدم الاكتراث لمخاوف الأمن القومي الروسي إذ لم يتم إعطاء روسيا ضمانات بحياد أوكرانيا ولم يتعهّد الغرب بعدم ضم كييف إلى حلف الناتو.

وترى روسيا كذلك أن حلف الناتو يتعمّد استفزاز روسيا في محيطها المباشر، أكان في أوكرانيا أو في بولندا مثلا حيث افتتحت الولايات المتحدة مؤخرا قاعدة عسكرية جديدة لها هناك. وقد اعتبرت موسكو أن افتتاح القاعدة الأميركية في شمال بولندا سيزيد المستوى العام للخطر النووي.