لبنانيان يستوردان فكرة المطعم الأميركي «ادفع ما تريد» إلى قلب بيروت

أطباق لبنانية وأخرى من سريلانكا وإثيوبيا والهند وإسبانيا بمتناول يديك

بعض زبائن مطعم «موتو» يقولون إن الأطباق المقدّمة فيه لذيذة جدا  -  أصحاب هذا المشروع هما اللبنانيان محمد فياض وأنطوان صفير اللذان ارتأيا نقل الفكرة إلى بيروت
بعض زبائن مطعم «موتو» يقولون إن الأطباق المقدّمة فيه لذيذة جدا - أصحاب هذا المشروع هما اللبنانيان محمد فياض وأنطوان صفير اللذان ارتأيا نقل الفكرة إلى بيروت
TT

لبنانيان يستوردان فكرة المطعم الأميركي «ادفع ما تريد» إلى قلب بيروت

بعض زبائن مطعم «موتو» يقولون إن الأطباق المقدّمة فيه لذيذة جدا  -  أصحاب هذا المشروع هما اللبنانيان محمد فياض وأنطوان صفير اللذان ارتأيا نقل الفكرة إلى بيروت
بعض زبائن مطعم «موتو» يقولون إن الأطباق المقدّمة فيه لذيذة جدا - أصحاب هذا المشروع هما اللبنانيان محمد فياض وأنطوان صفير اللذان ارتأيا نقل الفكرة إلى بيروت

«ادفع ما تريد» أو «شو بدك دفاع» كما يقال باللبنانية هو شعار المطعم اللبناني (موتو)، الذي افتتح أخيرا في شارع مار مخايل في بيروت.
الفكرة مستوردة من الولايات المتحدة الأميركية حيث ولدت هناك منذ نحو 30 عاما. أما أصحاب هذا المشروع فهما اللبنانيان محمد فياض وأنطوان صفير اللذان ارتأيا نقل الفكرة إلى بيروت لثقتهما الكبيرة بأنها ستنال النجاح المرتقب. ترتكز الفكرة على تقديم الأطباق للزبون ضمن كلفتها الأساسية دون زيادة أو نقصان، وتمنحه حرية دفع ما يعتقده عادلا مقابل وجبة الطعام التي يتناولها. ويتراوح سعر الطبق ما بين 9000 و13000 ليرة لبنانية أي ما بين ستة وتسعة دولارات للطبق. ولكن هل هذا المشروع هو مربح كما يتوقع صاحباه أم أنه سيكون مجرد تجربة قصيرة وتنتهي؟
يرد محمد فياض أحد أصحاب محل (موتو) في شارع مار مخايل بالقول: «لم نقم بدراسة دقيقة حول الموضوع أو بالاطلاع عن كثب عما ينتظرنا من جراء إطلاق هذه الفكرة، كل ما في الأمر هو أننا أردنا تقديم لقمة طيبة للزبون بأقل كلفة ممكنة ضمن أجواء مطعم بسيط ومريح معا». ويتابع: «أملك المطعم منذ ثلاث سنوات وكنت أقدم فيه الأطباق السريعة، ولكن عندما خطرت لي الفكرة وتحدثت مع صديق لي ملم في مجال خدمات المطاعم هو أنطوان صفير، قررنا سويا القيام بهذه التجربة التي لاقت نجاحا منذ اليوم الأول لها».
المطعم هو كناية عن مبنى قديم أنشئ عام 1959 وشغله لبناني من آل عون (ميشال عون)، وكان في تلك الحقبة يقدم أطيب أطباق الفول والحمص المدمس، وكان صيته ذائعا في هذا الشارع العريق من بيروت. وعندما امتلكه محمد فياض قرر الإبقاء على معالمه الأصيلة بدءا من طاولات الرخام وكراسي الخشب الملبسة بالجلد الموزعة على مساحته الصغيرة (60م)، مرورا بنوافذه الصغيرة المصنوعة من الخشب وأرضيته المغطاة بنوع من بلاط الموزاييك القديم، ووصولا إلى الدرابزين الحديدي الذي يلف شرفاته ومداخله. ويقول محمد فياض ودائما في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هو مكان لا يتسع لأكثر من 20 شخصا ولكن كما يقول المثل اللبناني (بيت الضيق يتسع لألف صديق)»، ويشهد إقبالا كبيرا من قبل السياح الأجانب واللبنانيين المقيمين، وأحاول حاليا استقطاب أهل الأحياء المجاورة له بحيث لا أتوانى عن دعوتهم لدخوله وأنا أقف أحيانا أمام بابه، لأنني أريد أن يعلموا أنه يستقبل كل الشرائح الاجتماعية وأن أسعاره مقبولة نسبة إلى المطاعم الأخرى المحيطة به والمعروفة بأنها مرتفعة الأسعار».
ما الأطباق التي يقدمها مطعم «موتو» تحت عنوان «ادفع ما تريد»؟ يرد محمد فياض: «هي أطباق متنوعة وحصرناها ما بين اللبنانية منها وأخرى من البلدان الآسيوية والأفريقية سريلانكا وإثيوبيا والهند إضافة إلى الإطباق الإسبانية لأننا أردنا تقديم الجديد في هذا المجال وغير المتوفر كثيرا في لبنان، وربما نضيف إليها في الأيام القليلة المقبلة أطباق مطابخ أخرى كالفلبينية مثلا».
«كبة بالصينية مع سلطة اللبن والخيار» اللبناني أو «الأرز ولحم البقر بالكاري» السريلانكي أو «البرياني مع الدجاج» الهندي أو «التاباس مع السانغريا» الإسباني وغيرها تشكل لائحة الطعام الأسبوعية للمطعم الذي يفتح أبوابه أمام الزبائن فقط لتناول طعام الغداء من الواحدة ظهرا حتى الرابعة بعد الظهر. ويعلق محمد فياض على هذا الدوام بالقول: «البداية أردناها بهذا التوقيت وربما نفتح المجال أمام الزبائن في المستقبل القريب أن يتناولوا أيضا طعام العشاء مساء بعد أن وردتنا اتصالات عدة ترغب في ذلك».
ماري ليان إحدى زبائن مطعم «موتو» الأسبوعية، تقول إنها أعجبت بالفكرة لا سيما وأن الأطباق المقدمة فيه لذيذة جدا وتساءلت قائلة: «هل كان يلزمنا 30 عاما لنستورد هذه الفكرة إلى لبنان؟» أما ميشال محاسبو هو موظف في أحد المصارف المجاورة للمطعم، فوجد أن الفكرة رائعة وأن ما يدفعه مقابل تناوله الطعام يعد مبلغا زهيدا نسبة إلى الكلفة التي يتكبدها في المطاعم المجاورة له وقال: «المهم أن الأطباق لذيذة جدا وأحيانا أتمنى ألا أشبع حتى أتناول المزيد منها».
أما رئيس الطهاة في مطبخ المطعم «موتو» ويدعى نيمال، فهو من الجنسية السريلانكية ويهوى تذوق الأطباق اللبنانية أكثر من غيرها ويقول في هذا الصدد: «لقد جئت لبنان منذ فترة طويلة وعملت في مجال التنظيفات ومن ثم انتقلت إلى العمل في أحد المطاعم في مجالي الجلي والغسيل، ومن هناك بدأت تتبلور لدي هواية الطبخ التي أصبحت تشكل مهارة تميزت بها، وهكذا تدرجت وصرت اليوم أطهو الأطباق السريلانكية اللذيذة واللبنانية أيضا وأنا فخور بذلك».
ويرى صاحب الفكرة محمد فياض والذي عمل سابقا في مجال المحاماة والصحافة، ويعمل حاليا في إذاعة لبنان الرسمية في القسم الأجنبي منها كمقدم برامج، ألا أرباح يحققها المطعم إذا ما دفع الزبون القيمة الأساسية لكلفة الطبق فقط، وإن اتكاله هو على اللبناني المعروف بكرمه، فأي مبلغ يدفعه زيادة على السعر الأصلي هو بمثابة الربح المادي الذي يحققه في هذا المجال ويقول: «حتى الآن جميع الزبائن دفعوا أكثر أي نحو ضعف السعر المحدد على لائحة الطعام، فقط زبون واحد وهو فرنسي الجنسية دفع المبلغ الأصلي دون زيادة أو نقصان. ولكننا طوني صفير وأنا متفائلان في هذا الخصوص ونتوقع أن يقدر الزبون قيمة الطبق والخدمة التي نقدمها له وبالتالي أن يدفع المزيد لنتمكن من الاستمرار وعلى المستوى المطلوب».
إذن «ادفع ما تريد» هو مطعم يضعك أمام مسؤوليتك كزبون، وينتظر منك العدل والتقدير المترجم بمضاعفة المبلغ المطلوب مقابل تناولك الوجبة، أو بزيارته لأكثر من مرة في الأسبوع ليحافظ على استمراريته ولذلك فإن المثل القائل «أنت كريم ونحنا منستاهل» هو خير تكملة لشعار جذاب استقطب حتى الآن جميع الشرائح الاجتماعية في لبنان وخصوصا تلك التي تهوى التجديد وخوض مغامرات تذوق الأطباق الغريبة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».