كشف وزير النقل السوري علي حمود، جانبا من النقاشات والاتفاقات التي أجرتها موسكو مع الحكومة السورية، في إطار مساعي الاستحواذ على حصة كبرى من مشروعات إعادة الإعمار في سوريا، من خلال الاهتمام بالبنى التحتية لمنشآت حيوية، مثل المطارات والموانئ وخطوط السكك الحديدية، وكذلك بالترويج لتقنيات الطيران المدني الروسي، التي قال حمود إن دمشق تتطلع إليها «لاستعادة بريق طيرانها».
ونقلت شبكة «سبوتنيك» الروسية عن حمود، أن الحكومة السورية أبدت اهتماما واسعا باقتناء طائرات مدنية روسية الصنع، من طراز «إم إس - 21» التي تعد من الجيل الأحدث في روسيا، وزاد أن هذه الخطوة تدخل في إطار برنامج لتحديث أسطول الطيران السوري.
وقال الوزير إن على رأس أولويات نشاطه التوجه إلى روسيا لطلب «كل مستلزمات الطيران» وزاد: «نحن نحلم بأن تصبح الطائرة (إم إس – 21) متاحة للبيع في روسيا، التي عملت بكل قوة واقتدار على أن تكون مكونات الطائرة من صناعة روسية».
وكشف أن الجانب السوري تقدم بطلب لمنح دمشق أولوية عند بدء موسكو تصدير هذا الطراز من الطائرات، مؤكدا: «سنكون السباقين في طلبها إلى سوريا، وتغيير أسطول الطيران السوري بهذه الطائرة التي هي من الطائرات المميزة على مستوى العالم، وهناك إقبال شديد وطلبات من دول كثيرة لشرائها وامتلاكها».
وتحدث حمود عن صعوبات كبرى تواجهها دمشق لاستعادة نشاط قطاع الطيران المدني، لافتا إلى أن «المشكلة تكمن في تأمين مسارات جوية جديدة، والسماح لنا بتنظيم رحلات إلى دول جديدة».
وزاد أن الحكومة السورية تقوم بجهد واسع بهدف «السماح لنا بتشغيل الرحلات الجوية، وخصوصا إلى أوروبا؛ حيث لدينا جالية كبيرة في أوروبا؛ لكن الدول الأوروبية حتى الآن تمانع في التشغيل نتيجة العقوبات القسرية أحادية الجانب. وعند السماح لنا بتنظيم رحلات إلى أوروبا، فسنكون بحاجة لطائرات إضافية».
وكشف حمود عن أن وزارة النقل السورية تدرس بالتعاون مع الجانب الروسي إمكانية توسيع مطار دمشق الدولي، أو بناء مطار بديل.
كما دعا الناقل الحكومي الروسي «آيروفلوت» لاستئناف الرحلات إلى دمشق: «نظرا لزوال أسباب توقف طيرانها».
وكانت موسكو قد أعلنت أخيرا، أنها تجري «محادثات تفصيلية ومعمقة» مع السلطات السورية، في حزمة مشروعات كبرى لإعادة إعمار عدد من المطارات، بالإضافة إلى ميناء سوري.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الرسمية عن مصدر حكومي، أن النقاشات تركز على مشروعات البنى التحتية التي تتوفر لدى روسيا خبرة كبيرة في التعامل معها، وبينها، فضلاً عن المطارات والموانئ، خطوط السكك الحديدية، التي تتطلع موسكو إلى الفوز باتفاق لإعادة تأهيلها، ومد خطوط جديدة في إطار مشروعات إعادة الإعمار؛ لكن المصدر الحكومي الروسي لم يوضح ما إذا كانت موسكو مستعدة للإنفاق على مشروعات كبرى من هذا النوع، أم تتطلع لجذب استثمارات مانحين دوليين.
وكان السفير الروسي لدى دمشق، ألكسندر كينشاك، قد قال في مقابلة تلفزيونية: «لمسنا اهتماما كبيرا عند السلطات السورية، بالحصول على مساعدة روسية لتحديث أسطول طائراتها، وانطلقت المفاوضات حول شراء طائرات روسية من طراز (إم إس – 21)، فضلاً عن أنه تجري كذلك محادثات حول مسألة التعاون العملي والدقيق في مجال إعادة إعمار المطارات السورية».
وأضاف كينشاك أن الطرفين «يجريان حاليا دراسة عميقة لمشروع خاص بإعادة إعمار أحد الموانئ السورية التجارية، وهو حاليا قيد التنسيق العملي، وأعتقد أننا سننجز قريبا اللمسات الأخيرة لمخطط المشروع، وسنبدأ بتنفيذه».
في غضون ذلك، جددت وزارة الدفاع الروسية حملتها القوية على واشنطن، واتهمتها بالتسبب في إحداث فوضى شاملة وخراب كبير، في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن «الوضع الأمني يتدهور في مناطق سيطرة القوات الأميركية في سوريا، مع استئناف نشاط (داعش) فيها؛ حيث قتل وأصيب أكثر من 300 مقاتل كردي بهجمات للتنظيم مؤخرا».
وزاد في إيجاز صحافي أسبوعي مساء أول من أمس، أن الأراضي السورية التي تتحكم فيها قوات التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة، تتسم بسيادة الفوضى والخراب وتردي الوضع الأمني، ما يسبب عودة أنشطة التنظيم الإرهابي، لافتا إلى أن أراضي سيطرة القوات الأميركية «ليست مناطق فك الاشتباك أو خفض التصعيد، وإنما مناطق رمادية تشهد تدهورا سريعا للوضع الأمني فيها».
وقال كوناشينكوف إن مسلحين من تنظيم داعش، نفذوا منذ الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي، 57 هجوما ضد عناصر «قوات سوريا الديمقراطية»، أسفر عن سقوط أكثر من 300 مقاتل كردي بين قتيل وجريح.
وزاد أن إفادات مصادر أهلية في تلك المناطق، دلت على أن عسكريين أجانب كانوا بين ضحايا هجمات الإرهابيين. وأكد أن الجانب الروسي أنشأ لجنة خاصة برصد ومراقبة قنوات تهريب الأسلحة والعتاد لمسلحي «داعش»، في مناطق سيطرة الأميركيين.
وأضاف كوناشينكوف أن مسلحي «داعش» يسترجعون المناطق التي خسروها سابقا، مستفيدين من «عجز القوات الأميركية والكردية عن التصدي بفعالية لهجماتهم في شرقي الفرات»؛ حيث أعادوا التموضع في بلدات وقرى: هجين، والسوسة، والصفافنة، والمرشدة، والباغوز الفوقاني.
وتطرق إلى الوضع في الرقة، موضحا أن المدينة «يتفشى فيها فراغ السلطة والمجاعة والخراب، ما يوفر أرضا خصبة لاستئناف التنظيمات الإرهابية لأنشطتها هناك».
وقال إن «آلاف الجثث لا تزال موجودة تحت أنقاض المباني المدمرة، والتي تتحلل وتلوث طبقة المياه الجوفية، وسط تعطل شبكتي مياه الشرب والكهرباء، وإغلاق المحال والمستشفيات والصيدليات والطرقات المؤدية إلى المدينة».
وأفاد المتحدث باسم الدفاع الروسية، بأن طيران التحالف الدولي شن ضربات جوية مكثفة، استخدم فيها الذخائر المحرمة دوليا، مشيرا إلى أن «الغارات تتسم بالعشوائية وقلة الفعالية، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين».
8:17 دقيقة
موسكو تعد دمشق بـ«تجديد المطارات والطائرات والموانئ»
https://aawsat.com/home/article/1446291/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%A8%D9%80%C2%AB%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%A6%C2%BB
موسكو تعد دمشق بـ«تجديد المطارات والطائرات والموانئ»
تحذيرات روسية من «الفوضى والخراب» في مناطق سيطرة الأميركيين
- موسكو: رائد جبر
- موسكو: رائد جبر
موسكو تعد دمشق بـ«تجديد المطارات والطائرات والموانئ»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة