جهود إسرائيلية لإقامة علاقات مع تشاد ومالي والنيجر

وفد رفيع من تل أبيب زار نجامينا مؤخراً والتقى نجل الرئيس

TT

جهود إسرائيلية لإقامة علاقات مع تشاد ومالي والنيجر

ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، أن الخارجية الإسرائيلية تجري محاولات لإقامة علاقات وشراكات تعاون مع ثلاث دول أفريقية إسلامية، هي تشاد ومالي والنيجر، وأن وفدا إسرائيليا برئاسة مسؤول كبير في ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قام مؤخرا بزيارة لجمهورية تشاد، وعقد اجتماعات مع مسؤولين في الحكومة التشادية وعلى رأسهم ابن الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، وذلك توطئة لإعلان محتمل عن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة الأفريقية المسلمة. وأكدت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، في نشرتها الإخبارية الليلة الماضية، أن المباحثات التي أجراها الوفد الإسرائيلي مع المسؤولين التشاديين تهدف إلى وضع تصور أولي وصياغة إعلان محتمل عن استئناف العلاقات بين إسرائيل وتشاد، التي كانت قد انقطعت في فترة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ولم تكشف المصادر للقناة عن الموعد الدقيق لهذه الزيارة، أو الشخصيات التي شاركت فيها، لكنها أكدت أن شخصا يشغل منصبا رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ترأس الوفد الإسرائيلي، وعقد اجتماعات مع كبار القادة التشاديين وفي مقدمتهم محمد ديبي إتنو، ابن الرئيس الذي يجري إعداده لتولي رئاسة تشاد من بعده. وأشارت إلى أنهما اتفقا على أن يقوم محمد ديبي برد الزيارة إلى إسرائيل في القريب.
وكشفت المصادر عن أن المسؤول الإسرائيلي الذي زار تشاد هو ضابط كبير سابق في جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، الملقب ماعوز (الحصن)، ويشغل حاليا منصب المبعوث الخاص لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، للعالمين، العربي والإسلامي. وقد أفاد ماعوز من وساطة رجل الأعمال الفرنسي اليهودي فيليب سولومون والحاخام أفراهام مويال، اللذين يقيمان علاقات وثيقة بعدد من القيادات الأفريقية. لكن القصة بدأت بمبادرة من تشاد، وذلك خلال قمة اليونيسكو في شهر مايو (أيار) الماضي، عندما توجه الرئيس التشادي، إدريس ديبي، بشكل مفاجئ، إلى مندوب إسرائيل السابق لدى المنظمة، كرمل شاما هكوهين، مطالبا بإعادة العلاقات.
وحسب مصدر في الخارجية الإسرائيلية فإن «لدى إسرائيل مصلحة كبيرة في تجديد العلاقات مع تشاد، أولا لكونها الغنية باليورانيوم، والمعنية بشراء الأسلحة والانكشاف على الخبرات الأمنية الإسرائيلي، وثانيا لأنها تتجند بقوة للحرب ضد الإرهاب، وثالثا لأنه في حال تجديد العلاقات مع تشاد، فإن دولتين مسلمتين أخريين في أفريقيا ستحذوان حذوها، وهما النيجر ومالي، وتعلنان استئناف علاقاتهما معها». وقال المصدر إن رئيس الحكومة ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، وضع خطة لتوطيد علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية، في محاولة لكسر التأييد للفلسطينيين في مؤسسات الأمم المتحدة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.