حذرت دراسة مصرية من نمو نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي في الفضاء الإلكتروني، حيث يزيد التنظيم من أنشطته على الإنترنت كجزء مما يسميه «جهاد الإعلام»، في محاولة مرة أخرى للعب دور مركزي على الساحة العالمية. وأكدت الدراسة، أن شبكة الرسائل المشفرة على «تليغرام» هي الوسيلة المفضلة للتنظيم لتعزيز علاقاته مع أفرعه في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، التي لا تزال تشكل تهديداً لبلدان أخرى في العالمين العربي والإسلامي.
وشددت الدراسة التي أعدها باحثون في مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أمس، على أن شبكة قنوات «القاعدة» على تطبيق «تليغرام» تكشف جهود التنظيم للتأكيد على وجوده في حقبة ما بعد «داعش» (الذي يعاني من الهزائم) باستخدام الأداة الأكثر شعبية بين نشطاء «القاعدة» وغيرهم من الجماعات الإرهابية، حيث تعمل قنوات «تليغرام» على نشر وتوزيع الدعاية بين أعضاء وأنصار التنظيم، وهي تشمل قنوات يديرها «القاعدة» بشكل مركزي، أو ترتبط بأفرع التنظيم مثل، حزب تركمانستان الإسلامي، و«طالبان» في باكستان وأفغانستان، و«أنصار الإسلام والمسلمين» في شمال غربي أفريقيا وغيرها من الأفرع.
وأوضح الباحثون، أن «القاعدة» قد أعاد بناء نفسه بهدوء، في الوقت الذي كان يهيمن فيه تنظيم داعش على المشهد، وأن شبكة «القاعدة» على تطبيق «تليغرام» تضم قنوات بلغات مختلفة، منها «العربية، والإنجليزية، والأُردية، والألمانية»، وهي بمثابة أبواق إعلامية متعددة الوجوه للتنظيم المركزي وقنواته الرسمية، وكذلك لأفرع التنظيم، مثل «حركة الشباب» في الصومال.
وأكد الباحثون، أن المنصة الرئيسية للتنظيم تسمى «المعرفة الدينية والحرب» وهو الموقع الذي يروج للعنف في سوريا كجزء مما يسميه التنظيم «الجهاد العالمي»... وتوفر المنصة إلى جانب المحتوى الذي تنتجه، ترجمات للنصوص، ومقاطع الفيديو العربية التي تم إنتاجها بواسطة عناصر يحملون فكر «القاعدة»، منهم: أبو محمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني وغيرهما، وكذلك تقوم المنصة بترجمة أشرطة فيديو للقيادة المركزية لـ«القاعدة» وغيرها من الأفرع التابعة للتنظيم مثل شبه الجزيرة العربي والمغرب العربي إلى اللغة التركية.
وقالت الدراسة، إن هذا الموقع يدير حسابات مختلفة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك»، و«تويتر»، و«غوغل»، بالإضافة إلى أعضاء على تطبيق «تليغرام» يتيح تبادل الرسائل النصية في صيغة مشفرة، ويحظى بشعبية واسعة ويستخدمه أعضاء الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
وأشارت دراسة المرصد إلى أن من المواقع الأخرى المؤيدة لتنظيم «القاعدة» على الإنترنت مدونة «الجهاد في سبيل الله» أطلقت في مايو (أيار) الماضي، وترتبط هذه المدونة بحساب معلق في «تويتر» وحساب بـ«فيسبوك»، وتؤيد المدونة الخط الفكري والحركي لزعماء «القاعدة» السابقين والحاليين مثل أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأنور العوالقي... ومن بين المدونات الأخرى المرتبطة بـ«القاعدة» مدونة «جماعة الإخوان الأنصار» وترتبط بجماعة «أنصار الشريعة» الفرع اليمني لـ«القاعدة»، وأدارت المدونة لاحقاً حساباً على «غوغل»، ومن خلالها يتم نشر دعوة لبن لادن لما أسماه «الجهاد العالمي»، وكذلك محاضرات وخطب للقيادي السابق في التنظيم حارث النظاري.
وبيّن الباحثون، أنه إلى جانب قنوات «القاعدة» الرسمية مثل «جبهة الإعلام الإسلامي العالمي»، وقناتي «الكفاح»، المسؤولة عن ترجمة ونشر الدعاية باللغة الفرنسية، و«التمكين»، المسؤولة عن ترجمة ونشر الدعاية باللغة الإنجليزية، والموقع الإلكتروني «منبر التوحيد والجهاد» الذي أنشأه عصام محمد طاهر البرقاوي (أبو محمد المقدسي)، أهم المراجع الفكرية لأنصار «القاعدة»، «فإن (القاعدة) مرتبط بمجموعة من القنوات تحت أسماء مختلفة؛ لكنها تتشارك في المحتوى نفسه وتعمل بنفسها، تأتي هذه المواقع الجديدة لنشر خطاب (القاعدة) على أكبر نطاق وبأكثر من لغة.»
وخلصت الدراسة المصرية في تحليلها إلى أنه ابتداءً من عام 2013، كان خروج «القاعدة» من ساحة التأثير العالمي أو مما تسميه «الجهاد العالمي» من أكثر التداعيات الظاهرة على صعود «داعش» إلى ساحة التأثير في سوريا والعراق؛ بل العالم؛ ونتيجة لذلك تركز الاهتمام الأمني والسياسي والإعلامي والأكاديمي على «داعش» وأنشطته على الإنترنت، بينما لم يحظ «القاعدة» باهتمام مماثل.
تحذيرات من نشاط «القاعدة» في الفضاء الإلكتروني
رسائل مشفرة على «تليغرام» للتواصل مع الأفرع
تحذيرات من نشاط «القاعدة» في الفضاء الإلكتروني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة