الحصول على الجنسية الآيرلندية ردّ البريطانيين على «بريكست»

لندن توسّع شبكة دبلوماسيّيها في العالم قبل 5 أشهر من الانفصال

الحصول على الجنسية الآيرلندية ردّ البريطانيين على «بريكست»
TT

الحصول على الجنسية الآيرلندية ردّ البريطانيين على «بريكست»

الحصول على الجنسية الآيرلندية ردّ البريطانيين على «بريكست»

يمكن للمواطنين البريطانيين الذين ينحدر آباؤهم أو أجدادهم من آيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، التقدم بطلب للحصول على جواز سفر آيرلندي. ولهذا السبب فقد تضاعف عدد البريطانيين الذين يتقدمون بطلب للحصول على الجنسية الآيرلندية، من أجل التحرك بحرية في دول الاتحاد الأوروبي عندما تنفصل بريطانيا رسمياً عن التكتل الأوروبي. ومنذ العام الذي سبق التصويت بالموافقة في الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تقدم 46 ألف بريطاني بطلب للحصول على الجنسية الآيرلندية عام 2015. في حين ارتفع العدد إلى 81 ألف بريطاني عام 2017. وأفادت وكالة «بريس أسوسيشن نيوز» البريطانية، نقلاً عن السياسي نيال ريتشموند، الذي ينتمي لحزب فاين جايل الآيرلندي، بأنه خلال النصف الأول من العام الحالي، بلغ عدد البريطانيين الذين سعوا للحصول على الجنسية الآيرلندية 45 ألف بريطاني. ويذكر أن كلا من آيرلندا وبريطانيا تتيحان حمل جنسية مزدوجة.
ويشار إلى أنه في يونيو (حزيران) 2016، صوّت 52 في المائة من المشاركين في الاستفتاء بالموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومنذ ذلك الحين، تواجه بريطانيا صعوبة من أجل التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج. وقال ريتشموند أمس إن ما لا يقل عن 10 في المائة من سكان بريطانيا، من دون ضم سكان آيرلندا الشمالية، لديهم الحق في الحصول على جواز سفر آيرلندي. وقال وزير الخزانة البريطاني السابق جورج أوزبورن إن حزب المحافظين «فعل أمورا بصورة خاطئة» قبل إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف أوزبورن لبرنامج «نيوز نايت» بهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الحكومة البريطانية ارتكبت أخطاء «فتحت الباب» أمام إجراء الاستفتاء خلال فترة توليه منصبه. وأوضح: «أعتقد أننا أخطأنا في الاستسلام للقول بأن كل ما تفعله بروكسل يمثل تحديا ومعركة وخطأ». وأكمل: «لقد تأخرنا في توضيح بعض مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي»، مضيفا أن حكومته «لم تستفد بدرجة كافية من الهجرة». وقال أوزبورن، الذي كان يشغل منصب وزير الخزانة في حكومة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في الفترة من 2010 إلى 2016: «إن ذلك فتح الباب على الاستفتاء». وقال النائب السابق المؤيد للاتحاد الأوروبي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس تحرير صحيفة «لندن إيفننغ ستاندرد»، إن السماح بربط قلق أقلية حول السيادة الدستورية بالسيطرة على الهجرة كان «أمرا مميتا» في النقاش حول إجراء الاستفتاء. ودافع أوزبورن عن سجل عمله، قائلا إن الحكومة المحافظة الائتلافية مع الديمقراطيين الليبراليين «عملت بجهد» لإصلاح الأمور عندما واجهت «أزمة مالية ضخمة». وأضاف: «في النهاية نمت البلاد وتم إيجاد وظائف وتجنبنا موقفاً كارثياًَ، وجدت دولة أوروبية نفسها فيه خلال هذه الفترة».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية عن «أكبر توسيع لشبكتها الدبلوماسية منذ جيل»، في قرار يأتي قبل 5 أشهر من خروج المملكة المتّحدة من الاتّحاد الأوروبي. وقالت الخارجية البريطانية إنّها ستفتح 12 ممثليّة جديدة في العالم وستُحدث ألف وظيفة جديدة. وثلثا هذه الوظائف ستفتح في الخارج، والبقيّة في لندن. وستفتح بريطانيا خصوصا سفارة جديدة في جيبوتي وممثليّات جديدة في تونغا، وغرينادا، وأنتيغوا وباربودا، وفي سانت فنسنت إند غرينادين، وكذلك «بعثة» في جاكرتا لدى رابطة جنوب شرقي آسيا. وأوضحت الخارجية أنّ اختيار السفراء لم يعد يقتصر على القطاع الحكومي فقط، لكنّها لم تقدّم أي برنامج زمني لما وصفته بأنّه «أكبر توسيع للشبكة الدبلوماسية البريطانية منذ جيل». ويأتي هذا الإعلان قبل 5 أشهر من موعد «بريكست» المحدّد في 29 مارس (آذار) 2019. ويؤكّد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في خطاب ألقاه مساء أمس (الأربعاء) أنّ «قيمنا الديمقراطية لم تكن مهدّدة يوما كما هي حاليا منذ سقوط جدار برلين». وقال أيضا إنّ «دور المملكة المتّحدة، إن لم يكن واجبها، هو الدفاع عن هذه القيم، لذلك سنصبح شبكة غير مرئية تربط بين ديمقراطيات العالم». وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أنّه بعد هذا التوسيع «سنكون ممثّلين في 83 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهي أعلى نسبة منذ 30 عاما على الأقل». وقالت الخارجية البريطانية إنّها «ستضاعف» عدد دبلوماسييها في الخارج الناطقين بلغات الدول التي يعملون فيها، وسترفع من 50 إلى 70 عدد اللّغات التي يتم تعليمها في إدارتها. وبين اللغات الجديدة الكازاخية والقرغيزية ولغة غوجرات المستخدمة في الهند.
وكانت لندن أعلنت من قبل عن فتح سفارتين جديدتين في تشاد والنيجر ومكاتب جديدة في ليسوتو وإيسواتيني «سوازيلاند سابقا» والباهاماس وساموا وأرخبيل فانواتو.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.