مقاهي اليوغا تغري الهنود بالصحة واللياقة

هدفها مزج الطعام الصحي مع الرياضة

«يوغا هاوس» في مومباي
«يوغا هاوس» في مومباي
TT

مقاهي اليوغا تغري الهنود بالصحة واللياقة

«يوغا هاوس» في مومباي
«يوغا هاوس» في مومباي

يتم تقديم كوب من الكركم والزنجبيل بمكونات طازجة لممارس اليوغا في استوديو «ميستيك كافيه» قبل نصف ساعة من بدء صف اليوغا. يقول أبهيشيك، صاحب المكان وكذلك معلم اليوغا، إن هذا المشروب يفعل المعجزات في العظام المتيبسة قبل بدء القيام بالتمارين، فهو يزيد المرونة، ويخفف الألم، ويجعل ممارس اليوغا أكثر نشاطاً.
بدأت الأماكن التي تقدم طعاماً صحياً تزدهر في الهند تحت مسمى «مقاهي اليوغا». وكما يشير الاسم يقوم المكان على فكرة أن اليوغا واحدة من أهم الممارسات المتوارثة ثقافياً في الهند، وهي في الوقت ذاته أسلوب حياة، لذا بدأت تظهر مقاهي نباتية جذابة في أنحاء الهند، وكثيراً ما تكون ملحقة بأماكن لتعليم وممارسة اليوغا، وتقدم تلك المقاهي أصنافاً عصرية من أصناف الطعام المغذية التي تقوم على الخضراوات والنصائح الغذائية القديمة إلى جانب صفوف اليوغا. يتم وضع الصحة في الاعتبار عند اختيار الطعام والآنية وكل الأشياء المستخدمة في العملية.
يقول أبهيشيك ماهيشواري، صاحب مقهى «ميستيك يوغا كافيه»: «لقد بدأنا كاستوديو يوغا، لكن كثيراً ما كانت الناس تسأل عن نوعية الطعام التي يمكنهم تناوله قبل وبعد صفوف اليوغا. يحتاج المرء إلى طعام يمنحه التغذية المناسبة والشعور بالرضا أيضاً. يظل الناس يشكون من كون اتباع نظام غذائي يعني التخلي عن طعامهم المفضل. يقوم المفهوم الذي نعتمده على أعمدة أربعة هي أن يكون الطعام صحيا، ولذيذا، ومرضيا، وذا تكلفة معقولة».
يوجد أيضاً مقهى «يوغايسثان كافيه» وهو مكان لممارسة اليوغا يروج لأسلوب حياة روحاني. قائمة الطعام النباتية صحية وعضوية وأصلية، وتشمل كل شيء من أنواع سموثي الفواكه حتى السلاطات الصيفية الحلوة المعدة طبقاً لمبادئ طب الآيورفيدا التقليدي من أجل نشر أسلوب حياة صحي.
عندما خطرت في بال أجيتسينغ تباسافي فكرة إقامة ذلك المقهى، كل ما كان يريده هو مساحة مرنة يستطيع المرء الوجود فيها. يوضح قائلا: «لقد أردت أن يكون هذا المكان مثل منزلي، حيث يمكنك التعامل معه كمكتبك أو كمقهاك. يمكنك ممارسة اليوغا أو القراءة، ويمكنك قضاء الليلة أيضاً». وأضاف قائلاً: «نحن لا نطرح أي أسئلة ولا نجبر الناس على القيام بفعل ما. عندما يدخل عميل يحصل على زجاجة نحاسية من المياه وكوبين من البرونز، وبعد ذلك لا نزعجه أبداً. يتم طهي وجباتنا طبقاً لمبادئ طب الآيورفيدا التقليدي ووفقاً لأربعة أعمدة أساسية هي أن يكون الطعام صحيا ولذيذا ومرضيا وذا تكلفة معقولة».
من أشهر الوجبات، التي يتم تقديمها بعد صف اليوغا، برغر شعير الكودو، المعد من أحد أنواع الشعير. ومن المعروف أن هذا النوع يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم، ومناسب لمرضى السكري. الشعير أفضل كثيراً من القمح والأرز من حيث محتوى البروتين، وهو كذلك غني بالزنك، والحديد، والماغنسيوم، وفيتامين «ب» فضلا عن خلوه من الغلوتين كما يوضح أجيتسينغ تباسافي صاحب المقهى.
طعام اليوغا
لا تعد اليوغا مجرد حركات معقدة، بل هي أسلوب حياة، فهي مزيج مثالي يجمع بين الفن والعلم. بحسب اليوغا من الضروري أن يصاحب الحياة المتوازنة تناول أصناف الطعام الجيدة المفيدة. طعام اليوغا بالأساس نباتي ويحافظ على الفوائد الغذائية لمكوناته. على خلاف تصنيف الطعام إلى كربوهيدرات ودهون، وبروتين، تصنف فلسفة اليوغا الطعام بحسب طاقة الحياة (البرانا) التي يمدّ الجسم بها.
قد يكون تناول الطعام هو أهم فعل في رياضة اليوغا على حد قول الكثير من معلميها، وذلك لأن تغذية أنسجة الجسم تتضمن أساس تغذية العقل والمشاعر. ولا يقل تناول أصناف الطعام الجيدة في الأوقات المناسبة بعد صف اليوغا أهمية عما سبق. يوضح شايلي سينغ، الذي يحمل درجة الماجستير في اليوغا وعلم الحياة، أن عملية التمثيل الغذائي تضعف قليلا في نهاية صف اليوغا، وينبغي الانتظار ساعة على الأقل قبل تناول الطعام. ويتفق غارغي شارما، أخصائي التغذية، معه في ذلك، حيث يقول: «ينبغي شرب ماء جوز الهند لإعادة النشاط إلى الجسم بعد الانتهاء من الصف مباشرة، ثم تناول وجبة كاملة مثل الشوفان مع الخضراوات والبراعم المطهية على البخار، أو الدجاج المشوي، أو السمك، أو جبن البانير، أو شطيرة من القمح الكامل، أو طبق من الحساء مع السلاطة».
الجدير بالذكر أن اليوغا نشأت في الهند القديمة، ولا تزال حتى اليوم من الممارسات التي تساعد في تحقيق السلام النفسي والروحاني، وقد ساهمت فوائدها وآثارها الإيجابية على العقل والجسم في جعلها واحدة من أكثر أشكال التأمل واللياقة شعبية حول العالم.
يجمع مقهى «يوغيز بيلي كافيه»، الذي تديره مؤسسة «إيشا فاونديشين» التي أسسها معلم اليوغا سادغورو، بين أفضل ما في الثقافة الهندية وهما اليوغا والمطبخ التقليدي. تقول مينا ثينابان، مديرة المركز: «تم إعداد قائمة الطعام على أساس نهج فريد في الصحة واللياقة ينبع من فهم عميق لعلوم اليوغا». يمزج ما يقدمه المقهى من عصير الكركم الخام، والبابايا، وسلاطة الفلفل الأحمر، وآيس كريم السمسم الأسود بين العادي والفريد، حيث يمثل المقهى بمقاعده الكبيرة المصنوعة من الخيزران، وأرائكه المريحة، وستائره الشفافة إضافة عصرية لعلم قديم.
«يوغا هاوس» متجر للصحة يجمع كل شيء يتعلق باليوغا، حيث يمكنك فيه طلب عصير لتنظيف الجسم من السموم، أو اختيار وجبة غداء صحي وتناولها خارج المكان، أو داخله في الباحة مع الاستمتاع بالنسيم العليل، ويمكنك أيضاً المشاركة في صفوف اليوغا به. تتضمن قائمة المقهى عصائد الإفطار، والسلاطات، والشطائر، والحلوى، والمشروبات، والتي يمكن طلبها أيضاً عبر الإنترنت. يجمع مفهوم الطعام، الذي يتم تقديمه في «يوغا هاوس»، بين الوصفات الدقيقة المتطورة، والتقاليد الغذائية القديمة التقليدية، حيث تغذي الوجبات اللذيذة الشهية، التي تزود الجسم بالطاقة، الجسد والعقل مما يكمل ويعزز آثار رياضة اليوغا. ترتكز قائمة الطعام على حبوب الإفطار، والبذور، والمكسرات، والفواكه، والخضراوات المحلية والموسمية. نظراً لتقديم الكثير من الفواكه والخضراوات في شكلها الطبيعي، يكون الطعام طازجاً وغنياً بالإنزيمات الحية. يعني ذلك أنه سهل الهضم ويحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية الضرورية.
يتم استخدام آنية «كانسا» في تقديم الوجبات وذلك استلهاماً من الثقافة الملكية القديمة في شمال الهند. «كانسا» هو إناء مصنوع يدوياً من خليط مدروس من النحاس والقصدير لذا يزود الجسم بما يحتاجه من المعادن. من الفوائد الأخرى لتناول الطعام في تلك الآنية تقوية الكبد، وتنقية الدم، وزيادة عدد كرات الدم البيضاء مما يعزز الجهاز المناعي، ويحمي الجسم من الأمراض.
يركز معلمون مؤهلون لليوغا، منهم آكال ميهرا، وألكسندرا كوبلي، وأجيت سينغ، وغيرهم على طرق مختلفة لليوغا في المكان. من الجوانب الإيجابية لليوغا هي أن الوصول إليها أصبح أسهل، وازدادت شعبيتها بين الناس اليوم، كما يشير أنينديتا سامباث من مقهى «يوغا هيلث فودز» في بينغالورو الذي يقدم ألواح طاقة اليوغا المقرمشة الكاملة المعدّة من مكونات طبيعية. تقول شيتال مادان، شريكة في المقهى الذي أسسته مع شقيقتها: «أمارس اليوغا منذ عدة سنوات، وأورد حالياً ألواح الطاقة إلى كثير من استوديوهات ومراكز اليوغا في أنحاء البلاد. يتم استخدام مكونات طبيعية في إعداد تلك الألواح مثل الشوفان، والتمر، والكاكاو، واللوز، والكاجو، ونبات القطيفة، وبذور الكتان، وبذور الشيا، والعسل إلى جانب فواكه مجففة أخرى، ومكسرات، وبذور. لا تحتوي الألواح على أي مواد كيميائية أو صناعية».
بدأ مقهى اليوغا الذي يوجد في نيودلهي كمقهى للطعام الصحي واستوديو لليوغا، لكنه يركز فقط على الطعام حالياً. وترى شيتال ذات الأربعين عاماً ضرورة ترسيخ وضع المقهى أولا، وتوضح قائلة: «اليوغا أسلوب حياة يلخص كل جوانب الوجود الإنساني. يقدم مطبخنا وجبات طازجة صحية خالية من الغلوتين واللبن للمهتمين بصحتهم».


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.