البرلمان الإثيوبي ينتخب أول رئيسة للبلاد

سهلورق زودي دعت لمواصلة الإصلاحات في القيادات وتعزيز السلام

سهلورق زودي أول امرأة تترأس إثيوبيا (رويترز)
سهلورق زودي أول امرأة تترأس إثيوبيا (رويترز)
TT

البرلمان الإثيوبي ينتخب أول رئيسة للبلاد

سهلورق زودي أول امرأة تترأس إثيوبيا (رويترز)
سهلورق زودي أول امرأة تترأس إثيوبيا (رويترز)

تعهدت الرئيسة الإثيوبية التي انتخبت أمس كأول امرأة تترأس إثيوبيا، سهلورق زودي، بتعزيز السلام الدائم في أنحاء البلاد، ودعت إلى مواصلة الإصلاح في القيادات في جميع مستويات الحكم. ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الإثيوبية (إينا)، فإن البرلمان الإثيوبي انتخب السفيرة سهلورق زودي رئيسة للبلاد بأغلبية كبيرة، خلفاً للرئيس السابق مولاتو تشوم، كأول امرأة تحتل هذا المنصب الرفيع في تاريخ إثيوبيا. وأبدت الرئيسة زودي عقب مراسم تعيينها كأول رئيسة امرأة للبلاد، سعادتها وامتنانها لمجلس النواب، ولتعيينها، وقالت «يسعدني أن أعبر عن امتناني العميق، لمجلس النواب لتعييني لأصبح رئيسة هذه الأمة، حتى أتمكن من خدمة بلدي وشعبي». ودعت إلى امتداد الإصلاحات القيادية لمختلف المناطق ومستويات الحكم لإتاحة الفرصة للأجيال، بقولها «يجب أن يمتد إصلاح القيادة إلى المناطق، وعلى جميع مستويات الهيكل الحكومي، بطريقة عميقة لإعطاء الفرصة والأمل للأجيال القادمة».
وشددت على أهمية استمرار الإصلاحات التي تشهدها بلادها حالياً، وأوضحت أن برنامج الإصلاح يشجع ويعزز القدرة والمشاركة العادلة بين النساء والرجال، بما يمكّن إثيوبيا من الخروج من الفقر. ودعت الأطراف، حكومة ومعارضة، للعمل على تعزيز السلام والوحدة والمساهمة في التنمية والتركيز على القضايا الأساسية. وأكدت على أهمية الوحدة بين قطاعات المجتمع كافة من أجل التنمية السلمية في البلاد، مشيرة إلى التحديات التي تواجه بلادها، بقولها: «في هذه الفترة يواجه البلد عدداً من التحديات، ولا ينبغي لنا الدخول في مواقف يدعو فيها البعض للسلام، في حين يعمل آخرون لتعويق الإصلاح». وفي خطوة غير مسبوقة، كوّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد حكومته الجديدة منتصف الشهر الحالي من عشرين وزيراً نصفهم نساء، وكلف ضمنها سيدة بحقيبة وزيرة الدفاع كأول إثيوبية تحتل هذه المنصب الحساس، وثاني امرأة أفريقية تصله.
يشار إلى أن الدبلوماسية الإثيوبية سهلورق زودي كانت قد شغلت الكثير من المناصب الدستورية في بلادها والمنظمات الدولية. وعملت ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيساً لمكتبها في الاتحاد الأفريقي. كما عملت زودي سفيرة لبلادها في كل من السنغال، وفرنسا، والمغرب، وتونس، وسفيرة متجولة في كل من مالي، والرأس الأخضر، غينيا بيساو، جامبيا وغينيا، خلال الفترة 1989 – 1993، ثم انتقلت إلى جيبوتي خلال 1993 – 2002، وأصبحت الممثلة الدائمة لإثيوبيا في «إيغاد» التي يقع مقرها في جيبوتي. كما عملت سفيرة لبلادها في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
وشغلت زودي منصب الممثل الخاص للأمم المتحدة لإعادة بناء دولة أفريقيا الوسطى، إلى جانب الكثير من المناصب الرفيعة ممثلة لبلادها في الاتحاد الأفريقي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية، إضافة إلى منصب مدير عام مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، بعد اختيارها من قبل الأمين العام السابق بان كي مون. وقالت بعد انتخابها «أيقونة» لمرحلة جديدة، في هذا البلد الذي يعاني الفقر ويواجه اضطرابات «إذا انعدم الأمن في بلد ما، فإن الأمهات يصبن بخيبة أمل ويدفعن الثمن؛ لذلك نريد أن نعمل من أجل السلام من أجل أمهاتنا».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».