يلتقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم في بكين مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في خطوة تعكس التقارب بين الخصمين التاريخيين من بعضهما البعض، رغم ضغوط واشنطن. زيارة آبي التي تستمر ثلاثة أيام للصين جزء من عملية إصلاح ذات البين، وهي الأولى من نوعها يقوم بها رئيس وزراء ياباني منذ سبع سنوات منذ تدهور العلاقات بين الدولتين عندما قامت طوكيو عام 2012 «بتأميم» جزر متنازع عليها تؤكد بكين أحقيتها بها.
ويناقش آبي وشي مختلف القضايا العالمية والإقليمية، بما في ذلك نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وتأتي زيارة آبي في وقت تنخرط فيه الصين في حرب تجارية مريرة مع الولايات المتحدة. وتتعرض اليابان لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية والسيارات في محاولة لخفض العجز التجاري المزمن في الولايات المتحدة. ويناقش آبي والرئيس شي كيفية تحسين التعاون الاقتصادي مع استعداد ثاني وثالث أكبر اقتصاديات العالم لمواجهة سلسلة من الإجراءات التجارية الأميركية تتمثل خصوصاً في زيادة التعرفة الجمركية على البضائع الصينية. وفي حين ترغب شركات الأعمال اليابانية في تحسين مكانتها في سوق الصين، تهتم بكين بالحصول على التكنولوجيا والمعرفة التي تملكها الشركات اليابانية.
وقال آبي قبل توجهه إلى بكين الخميس إن «بلدينا يبذلان جهودا متواصلة لتحسين العلاقات»، معربا عن أمله في أن «تمضي هذه الزيارة بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد».
ومن المرجح أن يركز الزعيمان على مجموعة من الصفقات المحتملة، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة في البنية التحتية في دول إقليمية ومنها على وجه الخصوص إندونيسيا والفيليبين. وقال آبي إنه من المقرر كذلك مناقشة مسألة كوريا الشمالية والاحتكاكات الإقليمية، داعياً إلى جعل «بحر الصين الشرقي بحر سلام وصداقة وتعاون».
وسيجري آبي الذي يغادر الصين السبت كذلك محادثات مع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ.
قبل أيام فقط من زيارة آبي، قدمت طوكيو شكوى رسمية بعد إبحار سفن صينية حول الجزر المتنازع عليها والتي تطلق عليها طوكيو اسم سينكاكو وتسميها بكين جزر دياويو.
وستحدد زيارة آبي التي تستمر ثلاثة أيام إمكانية قيام شي بزيارة اليابان العام المقبل.
لطالما انتقدت الصين اليابان لعدم تقديمها اعتذاراً كافياً عن دورها في الحرب العالمية الثانية. ولكن قبل الرحلة، اتخذت بكين موقفا متصالحاً أكثر من الماضي إزاءها. وسيحتفل الزعيمان بالذكرى الأربعين لتوقيع معاهدة كان يراد منها تحديد طبيعة العلاقات في أعقاب الحرب. وذكرت وسائل إعلام يابانية أن آبي يأمل في أن تؤكد الزيارة فوز القوة الناعمة من خلال ما يُسمى «دبلوماسية الباندا» إذ أن حديقتي حيوان سينداي وكوبي اليابانيتين تسعيان للحصول على مزيد من هذه الحيوانات من الصين.
زيارة آبي لبكين الأولى منذ 7 سنوات
تؤكد فوز القوة الناعمة و«دبلوماسية الباندا» في الخلافات الدولية
زيارة آبي لبكين الأولى منذ 7 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة