الشرطة الإسرائيلية تعتدي على رجال دين أقباط في القدس

السلطة تدين... وضغوط مصرية أدت إلى الإفراج عن أحدهم

شرطيان إسرائيليان يعتقلان بطريقة وحشية كاهناً قبطياً خارج «كنيسة القبر المقدس» (أ.ب)
شرطيان إسرائيليان يعتقلان بطريقة وحشية كاهناً قبطياً خارج «كنيسة القبر المقدس» (أ.ب)
TT

الشرطة الإسرائيلية تعتدي على رجال دين أقباط في القدس

شرطيان إسرائيليان يعتقلان بطريقة وحشية كاهناً قبطياً خارج «كنيسة القبر المقدس» (أ.ب)
شرطيان إسرائيليان يعتقلان بطريقة وحشية كاهناً قبطياً خارج «كنيسة القبر المقدس» (أ.ب)

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدداً من رجال الدين الأقباط، بعد مناوشات مع عمال أرسلتهم سلطة الآثار الإسرائيلية إلى الكنيسة القبطية، من أجل أعمال ترميم.
ومنع رجال الدين، العمال، من الدخول إلى الكنيسة التي تقع بجوار كنيسة القيامة في القدس القديمة، وقالوا إن أعمال الترميم في كنيستهم «تجري وفقاً لمتطلبات كنيسة الأحباش».
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية، القوة، وواجهت الرهبان واعتقلت عدداً منهم.
وقالت الشرطة، في بيانها، إنه بعد أن استنفدت كافة وسائل الإقناع الممكنة، عبر الحوار مع الرهبان، اضطرت إلى استخدام القوة لإبعادهم عن البوابة واعتقال عدد منهم للتحقيق. وأضافت الشرطة «أن أعمال الترميم تأتي حفاظاً على أرواح المصلين، بعد أن سقط حجر من سقف الكنيسة في وقت سابق، وهو ما ينذر بخطورة المبنى على المصلين».
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية، بأشد العبارات، إقدام قوات الاحتلال وشرطته على الاعتداء على رهبان كنيسة الأقباط بمحاذاة كنيسة القيامة، واعتقال أحدهم، ووصفت ذلك بالاعتداء الآثم.
وطالبت «الخارجية»، مجلس الأمن الدولي، بالتدخل السريع والعاجل لتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، كما طالبت منظمة «اليونيسكو» والمنظمات الأممية المختصة بتحمل مسؤولياتها في حماية دور العبادة وحرية الوصول إليها.
واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الاعتداء، وأدان اعتقال قوات الاحتلال راهباً من أمام بطريركية الأقباط الأرثوذكس في القدس القديمة، مؤكداً أن «هذا الهجوم يأتي في إطار حملة ممنهجة ضد أبناء شعبنا المسيحيين، وينسجم تماماً مع قانون (القومية) العنصري الذي ينتهك حقوق جميع من هم من غير اليهود». من جانبها، أعلنت الخارجية المصرية عن الإفراج عن راهب بكنيسة دير السُلطان التابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالقدس، بعد اتصالات أجرتها مع السلطات الإسرائيلية. وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر «تستنكر تعرض الشرطة الإسرائيلية لعدد من آباء وشمامسة كنيسة دير السلطان التابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالقدس، واحتجاز أحدهم». وأكد المتحدث «رفض مصر القاطع التعرض لرجال الدين، مع التأكيد على ضرورة احترام المقدسات الدينية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.