الحوثيون.. «حزب الله» اليمن

تمددت حركتهم في مناطق واسعة شمالا.. واقتربت من مناطق حساسة.. وأهدافها تثير جدلا حاميا

الحوثيون.. «حزب الله» اليمن
TT

الحوثيون.. «حزب الله» اليمن

الحوثيون.. «حزب الله» اليمن

تخوض جماعة الحوثي منذ تأسيسها في شمال اليمن وبالتحديد في محافظة صعدة تحت تسمية «الشباب المؤمن» على يد حسين بدر الدين الحوثي، معارك عسكرية وأمنية واسعة النطاق ضد النظام الحاكم في صنعاء، تبدو في ظاهرها من أجل كسب مزيد من الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية، لكن استمرار هذه الحروب منذ عشر سنوات بشكل متواتر، وحصول الجماعة على أسلحة نوعية ومتطورة، وتمددها في مناطق الشمال، جعلت كثيرا من السياسيين الحكوميين والمراقبين يراجعون مواقفهم وحساباتهم، حول أهداف هذه الجماعة، وما إذا كانت تريد الاستيلاء الكامل على الدولة، أو كسب مزيد من الأراضي لإقامة دولتها، أو فرض قوة عسكرية يمكنها أن تتحكم في القرار السياسي على غرار حزب الله في لبنان، رغم نفي الجماعة لهذه السيناريوهات وتأكيدها أنها حركة مطلبية. وتؤكد كافة المصادر السياسية اليمنية أن الجماعة على ارتباط وثيق مع جمهورية إيران الإسلامية، وكشفت الأجهزة الأمنية أكثر من مرة شحنات أسلحة إيرانية مرسلة للحوثيين عبر البحر.
تخوض جماعة الحوثي منذ تأسيسها في شمال اليمن وبالتحديد في محافظة صعدة تحت تسمية «الشباب المؤمن» على يد حسين بدر الدين الحوثي، معارك عسكرية وأمنية واسعة النطاق ضد النظام الحاكم في صنعاء، تبدو في ظاهرها من أجل كسب مزيد من الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية، لكن استمرار هذه الحروب منذ عشر سنوات بشكل متواتر، وحصول الجماعة على أسلحة نوعية ومتطورة، وتمددها في مناطق الشمال، جعلت كثيرا من السياسيين الحكوميين والمراقبين يراجعون مواقفهم وحساباتهم، حول أهداف هذه الجماعة، وما إذا كانت تريد الاستيلاء الكامل على الدولة، أو كسب مزيد من الأراضي لإقامة دولتها، أو فرض قوة عسكرية يمكنها أن تتحكم في القرار السياسي على غرار حزب الله في لبنان، رغم نفي الجماعة لهذه السيناريوهات وتأكيدها أنها حركة مطلبية. وتؤكد كافة المصادر السياسية اليمنية أن الجماعة على ارتباط وثيق مع جمهورية إيران الإسلامية، وكشفت الأجهزة الأمنية أكثر من مرة شحنات أسلحة إيرانية مرسلة للحوثيين عبر البحر.
تمددت جماعة الحوثي كثيرا داخل الأراضي اليمنية، وبعد سيطرتها الكاملة على محافظة صعدة، اتجهت المجاميع الحوثية نحو السيطرة على محافظات أخرى، كحجة والمحويت وعمران، وأجزاء كثيرة من محافظة صنعاء، وبات مسلحو الجماعة على مشارف العاصمة، يهددون باجتياحها والاستيلاء عليها، دون أن يقدموا تبريرات مقنعة للشارع اليمني عن أهدافهم.
وتعد الحكومة اليمنية ما قام به الحوثيون من الاستيلاء على المناطق والمحافظة تلو الأخرى، انقلابا على النظام الجمهوري وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شاركوا فيه تحت مسمى «أنصار الله». وتعتقد معظم الأطراف السياسية اليمنية أن الحوثيين يسعون إلى أن يكونوا نسخة أخرى لحزب الله اللبناني في اليمن، من حيث الوجود السياسي والعسكري على الساحة اليمنية.
وتؤكد مصادر سياسية وقبلية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يحاولون، بل ويعملون، على وضع نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني أمام الأمر الواقع ومن ثم التفاوض من أجل الإبقاء على سيطرتهم على المناطق التي بأيديهم وإلغاء خصومهم السياسيين من الخارطة السياسية في اليمن.
وعن طبيعة أهداف الحوثيين المتمردين يقول راجح بادي، الناطق باسم حكومة الوفاق الوطني، إن «الرئيس عبد ربه منصور هادي، كان واضحا بشأن تحركات الحوثيين، وخاصة في عمران، عندما قال إن ما يقوم به المتمردون هو انقلاب على مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي أجمع عليه اليمنيون، وهذا يعني أن هناك استهدافا واضحا وصريحا لهذه المخرجات التي تضمنت تأسيس دولة مدنية ونزع الأسلحة الثقيلة من كل القوى والجماعات التي تمتلك السلاح الثقيل»، وأضاف «ما شهدته محافظة عمران وغيرها من المناطق المجاورة وراءه أهداف سياسية من دون شك يجري تنفيذها أو الوصول إليها عن طريق القوة، بعد أن فشلوا في الحصول عليها بالطرق السلمية.. فلجأوا إلى التصعيد العنيف في محافظة عمران وغيرها عبر استهداف الدولة اليمنية وأجهزتها كاملة».
وحول الدعم الذي تتلقاه الجماعة الحوثية من بعض القوى الإقليمية، يقول بادي إن «الرئيس هادي والحكومة تحدثا عن جهات تدعم هذه الجماعة من أجل تحقيق أهدافها». وتحفظ المسؤول اليمني عن ذكر الجهة مباشرة، رغم أن الكثير من الجهات الرسمية توجه أصابع الاتهام إلى إيران صراحة.
وترى المحللة السياسية اليمنية، فيروز ميهوب أن «ما يجري في اليمن هو تمدد حوثي، شيعي، من أجل خلق معادلة وموازين للقوى في المنطقة».
وترى ميهوب أن الحوثيين منقسمون إلى قسمين، «قسم يرفع مطالب سياسية وقسم آخر هو الأبرز يرفع راية التمرد، ولديهم أهداف محددة ومطالب ويعرفون كيف يصلون إلى تحقيق تلك الأهداف وهو ما نراه اليوم».
وتشير ميهوب في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «جماعة الحوثي في محافظة صعدة والحروب التي تخوضها، هدفها محاربة الجماعات السلفية، وأن ما يحدث الآن هو عبارة عن إبادة للإخوان المسلمين (الذين يمثلهم حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي)»، وأضافت «التحالف القائم بين جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح هو من أجل القضاء على الإخوان المسلمين».
وحول قوة الحوثيين العسكرية، يرى الخبير والمحلل العسكري العميد متقاعد محسن خصروف أن قوة الحوثيين العسكرية لا يمكن أن تضاهي قوة القوات المسلحة وقوات الأمن اليمنية على الإطلاق «لأنهم ميليشيات مسلحة ويظلون كذلك»، كما يرى أن تمددهم في الوقت الراهن، هو «رد فعل لتمدد سلفي موجود في اليمن منذ بداية السبعينات، منذ أن جرى إنشاء دار الحديث في محافظة صعدة في عقر دار الزيدية وأيضا أنشأت مدارس سلفية في ذمار التي تسمى كرسي الزيدية، وهذه الأعمال استفزت مشاعر أناس كثيرين واستغلت سياسيا لفترة من الفترات ووظفها الصراع الإقليمي في المنطقة، وبدأت تحقق أهدافها البعيدة التي كانت مرجوة منها، فحينما أنشئ معهد دماج لم يكن الهدف منه إيجاد طائفة سلفية بل كانت هي البذرة لإيجاد فتنة طائفية في اليمن».
ويشير الخبير العسكري، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الصراع الإقليمي انتقل إلى اليمن وإلى أن «إيران لديها ضلع في وجود الحوثيين وفي دعمهم ماديا وعسكريا ليست لدي معلومات مؤكدة واليمن لن يتعافى من الصراع المذهبي إلا إذا رفعت دول إقليمية يدها عما يجري في اليمن، لأن اليمنيين أصلا، ليست لديهم صراعات مذهبية ولا يؤمنون بالصراعات المذهبية وهم متعايشون على مدى مئات السنين من دون صراعات، لا يوجد شيء اسمه صراع زيدي أو شافعي أو سني أو شيعي متحابون ومتعايشون ولا أحد يسأل عن مذهب الآخر عندما يدخل إلى الجامع، لكن الآن بدأت هذه الحساسيات وهذه الطروحات».
وخلفت الحرب التي دارت في عمران دمارا هائلا وشردت عشرات الآلاف من السكان، وتسرد «الشرق الأوسط» قصصا واقعية ومأساوية من عمران، حيث لم يستطع شوعي جعوان، تمالك نفسه، وهو يشاهد منزله مدمرا في قريته التي كانت مسرحا للمعارك العنيفة بين الجيش وجماعة الحوثيين التي تمركزت داخل قرية بني ميمون، التابعة لمحافظة عمران شمال البلاد، والتي سيطر عليها الحوثيون مؤخرا.
يقول شوعي، وهو مدني يمتهن الزراعة ولديه أربع بنات وولد، لـ«الشرق الأوسط»: «تعرض منزلي للدمار بقذائف المعارك التي أحرقت كل ما داخل المنزل، ودمرت كل شيء». ويتابع «أصبنا بصدمة بعد عودتنا إلى القرية، ومشاهدتنا لمنازلنا المهدمة، ولا نعرف إلى أين نذهب الآن». لقد كان المدنيون في محافظة عمران هم ضحايا المعارك التي استمرت لأكثر من شهرين، حيث نزح أكثر من 35 ألف مدني، هربا من جحيم الحرب، إلى مناطق آمنة، وكان أغلبهم أطفالا ونساء ومن كبار السن، وفي جولة استطلاعية لـ«الشرق الأوسط»، داخل قرية بني ميمون (35) كلم شمال صنعاء، وجدنا الخراب والدمار يحيط بمعظم المنازل، والحقول، وهو ما يشير إلى ضراوة المعارك فيها، بعد أن تمكن الحوثيون من التمركز فيها وطرد سكانها، في بداية حرب عمران، وخاضوا مواجهات مسلحة للسيطرة على جبل ضين الذي يقابل القرية، ويعد من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية التي تطل على العاصمة صنعاء من جهة الشمال، وتشرف على مطار صنعاء الدولي، ولم يتمكن الحوثيون من السيطرة عليه بعد وصول مئات المقاتلين لمساندة الجيش في الجبل وفك الحصار عنه.
نزح سكان القرية إلى مناطق آمنة، ولم يتمكنوا من أخذ حاجياتهم المعيشية بسبب شدة المعارك، وهو ما أجبرهم على استخدام المدارس ومزارع دواجن، كمخيمات نزوح، إضافة إلى مساعدة سكان بعض القرى القريبة منهم وفتح عدد من المنازل لهم. فأغلب سكان قرية بني ميمون فقراء ويعتمدون على الزراعة في معيشتهم.
تقول السيدة حُسن حسين الميموني، إنها ناشدت أكثر من مرة الدولة النظر إلى أوضاعهم، والقيام بواجبها في تأمين حياتها مع أسرتها التي تتكون من خمسة أطفال، لكن دون جدوى. وتضيف: «خرجنا من بيوتنا هربا من الرصاص والدبابات، ونزحنا إلى منطقة بعيدة من قريتنا بعد أن فتح أحد فاعلي الخير لنا إحدى المدارس للسكن فيها». وتضيف «كنا أكثر من 20 أسرة داخل المدرسة، ولم نستطع أن نأخذ معنا أي أثاث أو فراش».
من جانبها ترى عائشة أحمد الميموني أن ما أصاب قريتها فاجعة بكل المقاييس، «لم يسلم أي منزل من قذائف الحرب، فالمنازل مهدمة والمدارس مخربة وأغلب سكان القرية فقراء ولن يتمكنوا من إعادة بناء منازلهم إلا بعد سنوات».
بحسب سكان محليين في القرية، فقد قتل من المدنيين بسبب المعارك ستة أشخاص، بينهم امرأة وطفل، فيما كان الكثير من المدنيين ينجون من الموت بأعجوبة، بعد أن خاطروا بحياتهم للنزوح أثناء اشتداد المعارك وعدم وجود ممر آمن للمدنيين. فنبيل ناصر الفقيه، تعرض للقنص أكثر من مرة، كان آخرها قبيل توقف المعارك بأيام بعد أن قرر الخروج من القرية، وتعرض لرصاص قناص في رأسه، أثناء مروره وسط القرية، لكنه تمكن من إسعاف نفسه، ومواصلة طريقه بعد أن ربط على جرحه، ووصل إلى قرية بعيدة من منطقة المعارك ليتم إسعافه إلى صنعاء من قبل سكان القرية.
أما عبد القادر صالح الخدري، فيقول إنه بقي في القرية، طيلة أسابيع المعارك، وكان يشاهد القصف كل يوم، موضحا أن المعارك كانت لا تستثني مدنيا أو منزلا، ويقول «استخدمت الأطراف المتحاربة جميع أنواع الأسلحة الثقيلة، من دبابات ومدافع ورشاشات، وكان يسقط عشرات المسلحين من جماعة الحوثي بين قتيل وجريح».
إثناء التجوال داخل القرية كانت الخنادق والمتاريس التي أقامها الحوثيون تمتد بجوار المنازل والمدارس ومساجد القرية، إضافة إلى زرع العشرات من الألغام المحلية الصنع التي نزعوها بعد توقف المعارك.
ينتقد سكان القرية دور الحكومة والمنظمات الإنسانية التي لم تقدم لهم أي مساعدات طيلة أيام المواجهات المسلحة، ولم يحصلوا على مساعدات إلا قبل أيام من منظمات دولية كالصليب الأحمر ومن حملة تطوعية لشباب القرية. أغلب نازحي القرية تمكنوا من الخروج إلى مناطق قريبة من قريتهم، مثل «مدينة الأهجر - قرية حاز - قرية بيت غفر - قرية المنقب - العاصمة صنعاء».
وتبرر المنظمات الإنسانية تجاهلها للنازحين، بسبب الوضع الأمني المتدهور وخطورة الطرق المؤدية إلى مناطق النزوح، ما دعا شباب من القرية إلى تبني حملة تطوعية لإغاثة النازحين، حيث تمكنت من الوصول إلى أكثر من 300 أسرة نازحة من إجمالي 800 أسرة تقريبا أغلبهم من الأطفال والنساء، كما يقول محمد أحمد حاتم. ويضيف حاتم «لقد تمكنت حملتنا من تنفيذ ثلاث مراحل لتقديم دعم للنازحين، ونجحنا في التواصل مع منظمات دولية ومحلية لتقديم المساعدات، لكنها لا تفي بالمطلوب».
وبعد معارك عمران العنيفة، بات سكان العاصمة اليمنية صنعاء يخشون بل ويتوقعون محاولة المتمردين الحوثيين اجتياح العاصمة صنعاء، لكن مصدرا قبليا أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين، في الوقت الراهن، «سيخوضون معركتهم الأخيرة للحصول، بشكل كامل، على محافظة الجوف التي فقدوا أهم المواقع التي كانوا يسيطرون عليها هناك في معارك مع الجيش اليمني ولن يغامروا بالدخول إلى صنعاء لأنهم، حتى اللحظة، غير قادرين على تبرير اجتياحهم لمحافظة عمران والسيطرة الكاملة عليها».
وتخشى الكثير من الأوساط اليمنية من معارك وصراعات المستقبل في اليمن والتي اتضحت معالمها مؤخرا بإعلان الحوثيين أن عدوهم الأول هو «الإخوان المسلمون»، غير أن بعض المحللين السياسيين يعتقدون أن «الغاية الكبرى لدى جماعة التمرد الحوثي هي السيطرة والإمساك بالحكم، لأنهم، في الوقت الراهن باتوا دولة داخل الدولة اليمنية»، بحسب المراقبين.

* حروب الحوثيين في اليمن خلال عشر سنوات
* الحرب الأولى:
* حسب ما هو موثق لدى مصادر متطابقة، فقد اندلعت الحرب الأولى بين الحوثيين والدولة 18 يونيو (حزيران) 2004، حينما اشتعل فتيل المعارك بين الجيش اليمني وأنصار حسين بدر الدين الحوثي بعد اتهام الحكومة له بإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله اللبناني.. واستعمال المساجد لبث خطابات معادية للولايات المتحدة والتحريض على الإرهاب. وقتل حسين الحوثي في العاشر من سبتمبر (أيلول) وتولى أخوه عبد الملك قيادة الجماعة من حينها.
* الحرب الثانية:
* اندلعت في مارس (آذار) 2005، واستمرت حتى مايو (أيار) من العام نفسه، وقتل خلال هذه الفترة 200 شخص في معارك بين الجيش اليمني والحوثيين، قبل أن يعرض الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفوا رئاسيا على المتمردين شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار، ورفض الحوثيون العرض الرئاسي، واستمرت المناوشات بين الطرفين وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدنيا وجرح 2.708 آخرين وخسائر اقتصادية تقدر بـ270 مليون دولار.
* الحرب الثالثة:
* اندلعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، واستمرت حتى يناير (كانون الثاني) 2006، واشتبكت قوات قبلية من قبيلة وادعة الهمدانية المؤيدة لعلي عبد الله صالح تابعة للشيخ عبد الله العوجري مع قوات مؤيدة لعبد الملك الحوثي وتوقف الاقتتال قبل الانتخابات الرئاسية وأطلقت الحكومة اليمنية سراح معتقلين من سجونها.
* الحرب الرابعة:
* اندلعت في يناير2007، واستمرت حتى يونيو من العام نفسه، واشتبكت في حينها عناصر من الحوثيين بالقوات اليمنية وقتلت ستة جنود وجرح خلال الغارة 20 آخرون، ووقع اشتباك آخر خلف عشرة قتلى و20 جريحا عند مهاجمة نقطة تفتيش قرب الحدود السعودية وردت الحكومة بقتل ثلاثة من المتمردين حسب تصريح رسمي لمسؤول عسكري في ذاك الوقت. كما شنت القوات اليمنية حملة على صعدة قتل خلالها 160 من الحوثيين حسب المصادر الحكومية وقتل خلال الهجوم مدني يمني وفرنسي وجرح فرنسي آخر.
وفي 16 يونيو جرى الاتفاق على هدنة وقبل عبد الملك الحوثي شروطها ومنها اللجوء السياسي إلى قطر مقابل الإفراج عن مساجين حوثيين في السجون اليمنية.
* الحرب الخامسة:
* اندلعت في مارس 2008 وتوقفت أياما قبل أن تعود المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل (نيسان) عندما قتل سبعة جنود في كمين نصبه المتمردون، وانفجرت قنبلة في الثاني من مايو بعد صلاة الجمعة خارج مسجد بن سلمان في صعدة وقتل في الحادث، 15 شخصا وجرح 55. واتهمت الحكومة الحوثيين بالوقوف وراء الحادث فيما نفى الحوثيون التهم عنهم. وفي مايو قتل 13 جنديا و26 من المتمردين في اقتتال في صعدة. توقفت الاشتباكات في 17 يوليو (تموز) عام 2008، عندما أعلن علي عبد الله صالح وقف إطلاق النار في الوقت الذي وصل فيه عدد المعتقلين في أغسطس (آب) من العام نفسه إلى 1200 معتقل دون محاكمات.
* الحرب السادسة:
* اندلعت في أغسطس 2009، واستمرت حتى فبراير (شباط) 2010، عندما شنت القوات اليمنية حملة عسكرية عرفت باسم عملية الأرض المحروقة في 11 أغسطس 2009. وفي 12 سبتمبر، قتل أكثر من 80 مدنيا نازحا في هجوم شنته القوات اليمنية وأنكرت الحكومة اليمنية أن القتلى مدنيون، وقالت إنه كان مخيما للحوثيين وخط إمدادات. وفي 25 يناير 2010، أعلن الحوثي وقف القتال وانسحابه من 46 موقعا حدوديا لكن المعارك استمرت بين الحوثيين والجيش اليمني بشكل متقطع إلى أن توقفت في 12 فبراير.



«الضبعة»... «الحلم النووي» المصري يدخل مرحلة حاسمة

جانب من أعمال إنشاء محطة «الضبعة» النووية في يونيو الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)
جانب من أعمال إنشاء محطة «الضبعة» النووية في يونيو الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)
TT

«الضبعة»... «الحلم النووي» المصري يدخل مرحلة حاسمة

جانب من أعمال إنشاء محطة «الضبعة» النووية في يونيو الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)
جانب من أعمال إنشاء محطة «الضبعة» النووية في يونيو الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)

تقف مصر على مقربة من تحقيق «الحلم النووي»، الذي راودها منذ خمسينات القرن الماضي، عقب خطوات جادة وثابتة لتنفيذ «مشروعها الاستراتيجي»، وإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد نحو 289 كيلومتراً شمال غربي القاهرة، بتمويل وتكنولوجية روسيين. وبينما يأتي المشروع في سياق خطة مصر لتنويع مصادر الطاقة ورؤيتها الاستراتيجية لامتلاك الطاقة النووية السلمية، فإن مشروع «محطة الضبعة النووية» تتجاوز أبعاده حدود الاقتصاد، لتمتد إلى السياسة والبيئة والمجتمع.

بالتزامن مع الاحتفال بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية، الذي يوافق التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، وتوقيع أمر شراء الوقود النووي، ليدخل «الحلم النووي» المصري مرحلة حاسمة.

وعد الرئيس الروسي، في كلمته حينها عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، التعاون القائم بين مصر وروسيا في بناء المفاعل النووي «نجاحاً بارزاً»، مشيراً إلى أن «المشروع سيوفر الكهرباء اللازمة لدعم الاقتصاد المصري المتنامي».

وقال السيسي في كلمته إنه «في ظل ما يشهده العالم من أزمات متلاحقة في قطاع الطاقة، وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، تتجلى بوضوح أهمية وحكمة القرار الاستراتيجي، الذي اتخذته البلاد، بإحياء البرنامج النووي السلمي، باعتباره خياراً وطنياً، يضمن تأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة، دعماً لأهداف رؤية مصر 2030».

وتقدر الطاقة الكهربائية المتوقع توليدها من محطة الضبعة النووية بنحو 4800 ميغاواط، عبر أربعة مفاعلات من الجيل الثالث من طراز VVER-1200، وهو ما يمثل 10 في المائة من إنتاج الكهرباء في مصر.

وخطت مصر أولى خطواتها الجادة نحو تنفيذ المشروع في نوفمبر 2015 بتوقيع اتفاقية مبدئية بين الرئيسين المصري والروسي لإقامة أول محطة نووية لتوليد الكهرباء، تنفذها شركة «روساتوم» الحكومية الروسية، لتتخذ مصر من يوم التوقيع عيداً وطنياً للطاقة النووية.

وبعد عامين، وتحديداً في نوفمبر 2017، تم التوقيع على العقود الرئيسية لبناء الوحدات الأربع للمحطة، بطاقة 1200 ميغاواط لكل وحدة، لتنطلق بعدها الأعمال التحضيرية والإنشائية للمشروع بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 28.75 مليون دولار، 85 في المائة منها قرض حكومي روسي ميسّر بفائدة 3 في المائة سنوياً يبدأ سداده عام 2029، والباقي تمويل ذاتي مصري.

«تشيرنوبل» جمد الحلم

الرغبة في امتلاك الطاقة النووية السلمية «حلم راود المصريين منذ منتصف القرن الماضي»، بحسب السيسي. حيث بدأت طموحات مصر النووية بعد فترة قصيرة من اكتشاف القدرة على توليد الطاقة السلمية من الانشطار النووي. ففي أعقاب مؤتمر جنيف الأول للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، أنشأت مصر هيئة الطاقة الذرية (AEA) عام 1955. وبعد ست سنوات افتتحت مركز البحوث النووية في أنشاص وشغّلت أول مفاعل بحثي (من طراز WWR-S ) بقدرة 2 ميغاواط، بالتعاون مع «الاتحاد السوفياتي» آنذاك، لإجراء الأبحاث والتدريب وإنتاج النظائر المشعة.

وفي عام 1964 أعلنت مصر عن خطط لبناء أول محطة لتوليد الكهرباء النووية، واختارت مبدئياً موقع «سيدي كرير» في الساحل الشمالي أيضاً، لكن الظروف الاقتصادية والسياسية في المنطقة أرجأت المشروع.

وبعد حرب 1973، عاد الحلم النووي يراود المصريين وتم وضع خطة لبناء محطات نووية بقدرة 10 آلاف ميغاواط بحلول عام 2000، وخصصت منطقة «الضبعة» بعد مفاضلة بين أماكن عدة على سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط.

وشهدت الفترة بين 1983 و1968 المناقصة الدولية الثانية للمشروع وتلقت فيها مصر عروضاً من شركات أميركية وألمانية وسويدية. وكانت القاهرة على وشك توقيع العقد لكن «كارثة مفاعل تشيرنوبل» (أوكرانيا التي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفياتي) في أبريل (نيسان) 1986 جمّدت الحلم.

وبعد هدوء المخاوف من المفاعلات النووية السلمية، قررت مصر إحياء برنامجها النووي عام 1999، وفي عام 2007 تم تشكيل هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء (NPPA) كهيئة مستقلة تكون مسؤولة عن تنفيذ وإدارة المشروع النووي. وأعلن الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2008 عن إعادة تفعيل دراسات موقع الضبعة. لكن مرة أخرى تعطّل المشروع بفعل أحداث 2011، قبل أن يعيد السيسي إحياءه بالتوقيع على اتفاق مبدئي مع روسيا عام 2015.

عوائد اقتصادية

تدخل مصر النادي النووي بطموحات اقتصادية كبيرة، مستهدفة تعزيز أمن الطاقة وتحقيق التنمية، ويقول السيسي إن المشروع «سيعزز مكانة بلاده كمركز إقليمي للطاقة، ويحدث نقلة نوعية في مسار توطين المعرفة والاستثمار في الكوادر البشرية».

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يشهد مراسم توقيع أمر شراء الوقود النووي في نوفمبر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

ويعد دخول مصر إلى ميدان التطوير الصناعي والتكنولوجي للطاقة النووية من العوائد المهمة للمشروع، بحسب دراسة نشرها نائب رئيس وحدة دراسات الاقتصاد والطاقة بـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، أحمد بيومي، العام الماضي، حيث من المتوقع أن تكون نسبة تنفيذ نحو 20 في المائة من المشروع بالتعاون مع الشركات المحلية، ومن المستهدف أن تصل نسبة المكون المحلي من 20 إلى 25 في المائة عند تشغيل المفاعل الأول في 2028، تزيد إلى 35 في المائة عند تشغيل المفاعل الرابع في 2031، كما ستتولى شركة «روساتوم» الحكومية الروسية تدريب ما يقرب من ألفي شخص من موظفي التشغيل والصيانة للعمل في المحطة.

وفقاً لهيئة الاستعلامات المصرية الرسمية، فإنه «من المتوقع أن تبلغ القيمة المضافة للمشروع في الناتج المحلي الإجمالي خلال فترة الإنشاء نحو 4 مليارات دولار سنوياً». وتوفر المحطة مصدراً ثابتاً للكهرباء يعمل على مدار الساعة، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويضمن استقرار الشبكة.

ويأتي إنشاء محطة الضبعة النووية في إطار خطة مصرية لتنويع «سلة الطاقة»، بحسب أستاذ هندسة البترول والطاقة، الدكتور جمال القليوبي، الذي يوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تسعى لأن تكون لديها مصادر متعددة من الطاقة، لا تعتمد فقط على الشق الحراري واستخدام الوقود الأحفوري». وقال: «طوال 50 عاماً كان الوقود الأحفوري مصدراً لنحو 98 في المائة من الطاقة في مصر، لكن الأمر تغيّر منذ عام 2018 مع زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة من الرياح والشمس والهيدروجين الأخضر»، مشيراً إلى أن «محطة الضبعة مع اكتمال تشغيل مفاعلاتها قد تسهم في نحو 16 إلى 18 في المائة من الكهرباء في مصر».

وتستهدف مصر، وفقاً للتصريحات الرسمية، الوصول بمساهمة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة إلى نحو 42 في المائة من إجمالي الطاقة بحلول عام 2030.

لا تقتصر العوائد الاقتصادية على توفير الكهرباء وتوفير جزء من فاتورة استيراد مصر للوقود الأحفوري التي تجاوزت 12 مليار دولار العام الماضي، بحسب تصريحات لوزير البترول المصري السابق، طارق الملا.

ويشير القليوبي إلى أن فاتورة استيراد الوقود لتشغيل محطات الكهرباء تبلغ نحو 50 في المائة من القيمة الإجمالية لفاتورة استيراد الوقود. وقال: «محطة الضبعة ستوفر جزءاً كبيراً من فاتورة الاستيراد، كما أن عوائدها الاقتصادية تمتد إلى مناح أخرى تتعلق بتحلية مياه البحر وإنتاج النظائر المشعة المستخدمة في عدد من الصناعات الطبية والزراعية». وأضاف: «لدى مصر خطة واضحة. خطة تؤازر الدولة اقتصادياً وتتماشى مع أهداف الدول الصناعية، عبر تحسين ملف الصناعة واستخدام الطاقة النووية في كثير من المناحي الاقتصادية».

خيار استراتيجي

يسهم مشروع الضبعة في توفير العملة الصعبة، كما يوفر نحو 6 آلاف فرصة عمل في أثناء الإنشاء، وآلاف فرص العمل في أثناء فترة التشغيل التي تمتد لـ60 عاماً. كما تعد محطة الضبعة النووية مصدراً نظيفاً وخالياً تماماً من انبعاثات الكربون، ويدعم استراتيجية مصر للطاقة 2035، بحسب هيئة الاستعلامات المصرية.

دخول مجال الطاقة النووية هو «خيار استراتيجي»، بحسب دراسة نشرها رئيس وحدة العلاقات الدولية ورئيس برنامج دراسات الطاقة بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور أحمد قنديل، مشيراً إلى أن «الضبعة ليست مجرد محطة كهرباء»، إذ إنها تحقق أهدافاً عدة، من بينها؛ «بناء أمن طاقة مصري مستقل نسبياً عن تقلبات الأسواق العالمية للبترول والغاز الطبيعي، وتحرير جزء من الغاز المصري للتصدير أو الاستخدام الصناعي، خاصة في البتروكيماويات والأسمدة، ودعم الصناعات الثقيلة والتوجه نحو الهيدروجين الأخضر، وتوفير مصدر مستقر للكهرباء على مدى عقود».

يسهم المشروع أيضاً في تعزيز مكانة مصر الإقليمية، بحسب قنديل الذي قال: «مصر اليوم لاعب رئيسي في الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط، وقوة صاعدة في الطاقة المتجددة، وتعمل على مشروعات للربط الكهربائي مع ثلاث قارات، وحين تكتمل وحدات الضبعة، ستمتلك مصر برنامجاً نووياً سلمياً واسع النطاق، يمنحها وزناً إضافياً في معادلات الطاقة الإقليمية».

أما القليوبي فيشير إلى أن مشروع الضبعة يُدخل مصر إلى «نادي الدول الصناعية الكبرى التي تستخدم الطاقة النووية لأغراض سلمية».

أبعاد سياسية

وبينما ستسهم محطة الضبعة في تلبية احتياجات مصر من الطاقة على المدى الطويل، فإن هناك دوافع أخرى لإقدام البلاد على هذه الخطوة، من بينها «تعزيز المكانة السياسية للحكومة في الداخل وتوسيع علاقاتها الأجنبية إلى ما يتجاوز واشنطن»، بحسب مقال نشره إيريك تراجر في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» عام 2016.

أشار تراجر وقت ذاك إلى أن «المشروع يستهدف إعطاء أمل للمصريين وتعزيز الدعم الداخلي للحكومة، بعدّه مشروعاً قومياً»، كما أنه يأتي في إطار مساعي القاهرة لـ«توسيع نطاق التواصل الخارجي ليتجاوز علاقتها الثنائية بواشنطن، ما يُظهر مصر بصورة المنفتحة على العالم أجمع». وقال تراجر إن المشروع «يوطد علاقات مصر وروسيا».

وهو أمر أكده بالفعل الرئيسان المصري والروسي أخيراً، حيث قال السيسي إن المشروع «يعدّ برهاناً عملياً على أن شراكتنا لا تقتصر على التصريحات السياسية البراقة، بل تتجسد في مشروعات واقعية، تترجم إلى تنمية حقيقية، تعود بالنفع المباشر على شعبينا»، بينما أكد بوتين دعم بلاده «طموحات مصر التنموية في إطار الشراكة والتعاون الاستراتيجي الممتد بين البلدين». وقال: «هذه الشراكة مستمرة وتتجلى في ارتفاع حجم ومعدل التجارة بين البلدين، وتكثيف التعاون الصناعي، فضلاً عن مضي روسيا قدماً في إنشاء منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس».

ويشير تراجر، في هذا الإطار، إلى أن المشروع يعزز نفوذ موسكو في القاهرة، ما قد يثير قلق الولايات المتحدة نظراً لاهتمام واشنطن بالاستقرار الاقتصادي في مصر وبآفاق سياستها الخارجية.

وفي هذا الإطار، يرى مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي، أن «مصر حريصة ومنفتحة على قوى وأقطاب أخرى دون المساس بالعلاقة الاستراتيجية مع واشنطن»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة لديها علاقات تجارية واقتصادية وسياسية مع روسيا والصين».

وبالفعل أكد عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، أن «هذا المشروع يربط مصر وروسيا بعلاقات في قطاع مهم للغاية ولسنوات طويلة مقبلة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المشروع يحقق أهدافاً اقتصادية وسياسية عدة تتراوح ما بين توفير الكهرباء وتنمية الكوادر الوطنية إلى تعزيز المكانة الإقليمية والدولية».

وهنا يلفت الشوبكي إلى أن «حرص مصر على امتلاك الطاقة النووية السلمية - إضافة إلى أهميتها الاقتصادية - نابع من رغبتها في تأكيد حضورها في الملفات الكبرى». وقال: «الدول التي تمتلك وتستخدم الطاقة النووية السلمية لديها مكانة وتأثير وحضور دولي».

وتؤكد مصر حقها في امتلاك الطاقة النووية بموجب «معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية» التي وقّعت عليها عام 1968 وصدّقت عليها عام 1981. وتعوّل القاهرة على القيمة الاستراتيجية لمشروع الضبعة، ووفق السيسي فإن «المشروع سيضع مصر في موقع ريادي، على خريطة الاستخدام السلمي للطاقة النووية».

«المحطة النووية»... عشر سنوات على طريق التنفيذ

طوال أكثر من نصف قرن سعت مصر إلى امتلاك محطة لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، لكن الأحداث السياسية والظروف الاقتصادية وكارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986 وقفت في طريق «الحلم النووي» المصري لعقود، حتى أعيد إحياء المشروع بخطوات عملية لإنشاء محطة الضبعة النووية. وفيما يلي أبرز المحطات:

- 1955 أنشأت مصر هيئة الطاقة الذرية (AEA).

-1961 افتتاح مركز البحوث النووية في أنشاص وتشغيل أول مفاعل بحثي.

- 1964 اختيار موقع سيدي كرير على ساحل البحر المتوسط لبناء أول محطة لتوليد الكهرباء النووية، (لم ينفذ).

- 1983 مناقصة دولية لإنشاء المحطة.

- 1986 كارثة تشيرنوبل... توقف المشروع.

- 2007 تشكيل هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء (NPPA).

- 2008 استئناف البرنامج النووي السلمي، وإعادة تفعيل دراسات موقع الضبعة.

- 2015 توقيع الاتفاق المبدئي مع روسيا (روساتوم).

- 2017 توقيع العقود النهائية للمشروع.

- 2018 بدء إعداد البنية التحتية للموقع وإنشاء الرصيف البحري التخصصي لاستقبال المعدات الثقيلة.

- 2022 أصدرت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية (ENRRA) إذن إنشاء الوحدة النووية الأولى.

- 2024 تركيب مصيدة قلب المفاعل.

- 2025 تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى.


روب يتن... هزم اليمين المتطرف ويستعد ليصبح أصغر رئيس حكومة لهولندا

روب يتن... هزم اليمين المتطرف ويستعد ليصبح أصغر رئيس حكومة لهولندا
TT

روب يتن... هزم اليمين المتطرف ويستعد ليصبح أصغر رئيس حكومة لهولندا

روب يتن... هزم اليمين المتطرف ويستعد ليصبح أصغر رئيس حكومة لهولندا

تطلب الأمر شاباً مفعماً بالحياة ومليئاً بالأمل لهزيمة اليمين المتطرف في هولندا. فقد نجح روب يتن، السياسي الشاب الذي لم يدخل بعد عقده الأربعين، بإعادة حزب «الديمقراطيين 66» الليبرالي الوسطي الذي تأسس عام 1966، إلى واجهة الحياة السياسية في هولندا وقاده إلى تحقيق أفضل نتائج له منذ تأسيسه. ورغم أن الحزب لم يفز فعلياً بالانتخابات التي جرت نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بل تعادل مع حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز، فإن النتائج تعدّ فوزاً للديمقراطيين وخسارة لأقصى اليمين؛ وبتحقيق كلا الحزبين 26 مقعداً من أصل 150 داخل البرلمان، يكون الديمقراطيون قد ضاعفوا مقاعدهم بـ3 مرات تقريباً من 9 مقاعد في الانتخابات التي سبقت إلى 26 مقعداً، فيما خسر حزب الحرية 11 مقعداً وانخفض تمثيله من 37 نائباً إلى 26 نائباً. ورغم أنه ما زال غير واضح ما هي الأحزاب التي قد تشارك في الائتلاف الحاكم، فمن المؤكد أن حزب الحرية سيكون خارج الحكم. إذ تعهدت الأحزاب الأخرى بعدم العمل مع خيرت فيلدرز من جديد بعد تجربة الحكم الأخيرة التي لم تدم أكثر من 11 شهراً.

أثبت روب يتن (38 عاماً) أن هزيمة أحزاب أقصى اليمين ممكنة، ليعطي فوز حزبه في الانتخابات العامة في هولندا، أملاً للكثير من الأحزاب الأوروبية الوسطية التي تكافح هي نفسها للبقاء أمام مد اليمين المتطرف الذي يلف القارة العجوز. يتن نفسه هلل فور صدور النتائج بأن هولندا «أغلقت فصل خيرت فيلدرز»، متعهداً بالعمل على تشكيل «ائتلاف متين يقود هولندا إلى الأمام». وأضاف أن فوز حزبه أثبت أن «الأحزاب الوسطية أظهرت أنه من الممكن هزيمة الأحزاب الشعبوية وأقصى اليمين». وقاد يتن حملة انتخابية شعارها «التغيير والإيجابية» مستعيناً بشعار باراك أوباما «يمكننا التغيير»، في إشارة إلى استبدال حزب معتدل باليمين المتطرف. ولاقت إيجابيته صدى لدى الناخبين الهولنديين الذين يبدو أنهم تعبوا من السلبية التي طبعت الحياة السياسية منذ الانتخابات التي سبقت أن أوصلت حزب الحرية إلى الطليعة ولكن من دون فوز كاسح، ما يعني أن فيلدرز لم يكن قادراً على الحكم بمفرده، وعجز عن إقناع الأحزاب الأخرى التي شكلت معه الحكومة مشترطة ألا يترأسها هو شخصياً، باعتماد سياسته المتطرفة حول الهجرة، وهو ما تسبب في النهاية بانهيار الحكومة. ونقلت وسائل إعلام هولندية إحصاءات تشير إلى التأييد الواسع لتولي يتن رئاسة الحكومة بين مؤيدي الأحزاب اليمينية. ونقلت شبكة أخبار «آر تي إل» الهولندية عن أحد الناخبين قوله إنه «لا يوافق دائماً على سياسات الديمقراطيين ولكن روب يتن رجل (عادي) يمكنه أن يؤدي وظيفة تمثيل البلاد بشكل جيد». وقال عن فيلدرز إنه لو تولى رئاسة الحكومة فإن الأمور «لن تنجح معه وإنه سيريد على الأرجح أن يمرر سياسته، وفي حال لم ينجح بذلك فسينسحب مرة جديدة».

اغتيال مخرج... وإحراق مدرسة إسلامية

ويأتي فوز يتن على اليمين المتطرف وصعوده السريع وهو ما زال في عقده الثلاثين، متناغمين مع دخوله عالم السياسة في سن فتيّة أيضاً وهو في الـ17 من العمر. بداية قصته في السياسة كانت مرتبطة أيضاً باليمين المتطرف؛ ففي عام 2004 شكل اغتيال المخرج السينمائي تيو فان غوخ على يد متطرف هولندي من أصل مغربي، لحظة مفصلية تسببت بتداعيات دفعت بيتن إلى دخول عالم السياسة. وكان إحراق مجموعة من الشبان المنتمين إلى اليمين المتطرف لمدرسة ابتدائية تعلّم الدين الإسلامي في بلدته في أودن، سبب توجهه إلى النضال ضد اليمين المتطرف. وقال مؤخراً عن بداياته إن الشبان الذين أحرقوا المدرسة كانوا من رفاقه في فريق كرة القدم وكان يعرفهم جيداً، ولكنه أراد أن يُظهر صورة مختلفة للعالم وأن بلدته ليست مجرد مكان مليء بشبان «لا يعرفون ماذا يفعلون».وبقي كفاح يتن ضد اليمين المتطرف أساسياً خلال مسيرته السياسية. وحتى في الحملة الانتخابية التي قادها، اعتمد يتن استراتيجيات تستهدف اليمين المتطرف، مثل جعله العلم الهولندي محورياً خلال الحملة، وقوله إنه يريد «استعادته» من اليمين المتطرف الذي غالباً ما يستخدم العلم. ولم يتردد كذلك بجعل مسألة الهجرة التي أوصلت فيلدرز للفوز في الانتخابات التي سبقت، محورية خلال حملته. ورغم ليبراليته، وارتباطه بلاعب هوكي محترف أرجنتيني سيعقد قرانه عليه العام المقبل، فقد أكد للناخبين أنه سيعتمد سياسة هجرة متشددة تجاه المرفوضة طلباتهم وسيعتمد حداً أقصى لأعداد المهاجرين. ويبدو أن تعهداته هذه لاقت تجاوباً من الناخبين، إذ أكد لاحقاً متحدث باسم حزبه أن 7 في المائة من ناخبي حزب الحرية صوتوا هذه المرة للديمقراطيين.

وحتى قبل الانتخابات وبدء الحملات الانتخابية، كان يتن يدعو لاعتماد سياسة هجرة جديدة في هولندا والخروج من عباءة الاتحاد الأوروبي. وروّج لاعتماد نظام مبني على النظام الكندي ينقل البحث والبت بطلبات اللجوء إلى خارج دول الاتحاد الأوروبي ورفض استقبال من يصلون خارج هذا النظام إلى هولندا.

تشديد قوانين الهجرة

ودعا كذلك إلى مراجعة المعاهدات الدولية الخاصة باللاجئين «لكي تعكس الواقع الجديد» في خلاف للسياسة التي كان يعتمدها الديمقراطيون. ونقلت عنه وسائل إعلام هولندية قوله إن «قانون الهجرة المعتمد حالياً لم يعد صالحاً، علينا أن ننتقل من هجرة تتحكم بنا، إلى هجرة نحن نتحكم بها، ليس فقط بسبب مواطنين هولنديين قلقين من الأعداد الوافدة ولكن أيضاً للأشخاص الذين يهربون من العنف والملاحقة». وبحسب خطة يتن، فإن هولندا لن تقبل إدخال لاجئين إلا أولئك الذين يتقدمون للحصول على لجوء من خارج الاتحاد الأوروبي ويتم قبولهم. ويعدّ أن نظاماً كهذا سيساعد على وقف طرق التهريب الخطيرة وينقذ أرواحاً.وحالياً، يتم إدخال بعض اللاجئين إلى أوروبا عبر نظام شبيه تعتمده الأمم المتحدة لتوزيع اللاجئين ولكن أعداد هؤلاء قليلة جداً مقارنة بالذين يدخلون بشكل غير قانوني ويتقدمون بطلبات لجوء. ويريد يتن توسيع هذا النظام بشكل كبير لكي يصبح الطريقة الأساسية لاستقبال اللاجئين في هولندا. ولكنه يعي أن هذه الخطط تستغرق وقتاً طويلاً. وحتى ذلك الحين، وفي المرحلة القصيرة المدى يطالب بقوانين أشد لطالبي اللجوء الذين يعدّون عبئاً، خاصة أولئك القادمين من دول مصنفة «آمنة» أي لا خوف من ملاحقات بحق القادمين منها الذين لا يتمتعون أصلاً بحظوظ كبيرة في الحصول على لجوء. ومن أقواله عن هؤلاء إن «الذين يأتون ويتسببون بمشاكل ولا يتوجب عليهم أن يكونوا هنا، يجب أن يتم إرسالهم إلى ملاجئ مغلقة، ويفهموا أنهم يدخلون بلداً بقيم ليبرالية، وإذا كانوا لا يحترمونها فسيخسرون بعض الحقوق».

في المقابل يروّج يتن لاندماج أفضل لطالبي اللجوء الناجحين ويدعو إلى إدخالهم في صفوف تعلّم اللغة «منذ اليوم الأول» ومساعدتهم في العثور على وظيفة «بأسرع وقت ممكن». وقبل الانتخابات ومنذ ترأسه حزبه عام 2023، حذّر بأن إبقاء الأشخاص على نظام الإعانات من دون دمجهم في المجتمع وسوق العمل «مؤذ لهم وللمجتمع بشكل عام، ويغذي الإحباط لدى الهولنديين». ويعدّ يتن أن على الأحزاب الوسطية أن «تقود الخطاب السياسي عوضاً عن أن تترك ذلك للأحزاب اليمينية المتطرفة».

حل أزمة السكن... بناء جزيرة جديدة

سياسة الهجرة هذه التي يروج لها يتن منذ ترأسه حزبه، قد تكون أكسبته أصواتاً من اليمين واليمين المتطرف، ولكن الأصوات الأخرى التي نجح بإضافتها لحزبه جذبها من خلال خطاب أوسع يتناول مخاوف الناخبين بشكل مباشر من قضايا تتعلق بالسكن التي كانت أيضاً من القضايا الأساسية في الانتخابات الهولندية. فهولندا، مثل الكثير من الدول الأوروبية، تعاني من نقص 400 ألف وحدة سكنية ما يؤدي إلى رفع دائم في أسعار العقارات والسكن ما يزيد من العبء على السكان. ورغم أن كل الأحزاب التي خاضت الانتخابات جعلت من مسألة البناء أساسية في معركتها، فإن طروحات الديمقراطيين كانت الأكثر ثورية. وفيما كانت الأحزاب الأخرى تقترح إغلاق مطارات للبناء على أراضيها، أو توسيع مجمعات موجودة أصلاً، اقترح يتن بناء جزيرة جديدة على أرض مغطاة حالياً بالمياه، في بلد ربعه يقبع تحت مستوى البحر. وتعهد ببناء مدن جديدة تضم 60 ألف وحدة سكنية مع مساحات خضراء ومياه وأماكن ترفيه.

ما إذا كان سينجح بتحقيق أي من طروحاته تلك، إن كانت المتعلقة بالهجرة أو تلك المتعلقة بالسكن، غير واضح ومرتبط بالائتلاف الذي سينجح بتشكيله في النهاية والخطط التي يتفق عليها مع الأحزاب الأخرى. ولكن على الأقل هي خطط طموحة لاقت صدى لدى الناخبين وأوصلت من قد يصبح أصغر رئيس حكومة في هولندا إلى رأس السلطة. والواقع أن صعوده السريع وهو في سن يافعة، دفع البعض للتشكيك بقدراته أحياناً.

أما سياسته الأخرى، فهي مناقضة تقريباً لسياسات فيلدرز واليمين المتطرف في هولندا المشكك في الاتحاد الأوروبي وفي التأييد الأوروبي لأوكرانيا ومعاداة روسيا. ويعدّ يتن مؤيداً للاتحاد الأوروبي ولدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا. وعندما كان وزيراً للطاقة في حكومة مارك روته التي سبقت حكومة فيلدرز، دفع يتن بسياسة طاقة لا تعتمد على الغاز الروسي. وقد خدم في حكومة روته الرابعة وزيراً للمناخ والطاقة بين عامي 2022 و2024. ودخل يتن البرلمان الهولندي للمرة الأولى عام 2017 وكان متحدثاً باسم كتلته عن المناخ والطاقة. وفي عام 2018 انتخب زعيماً للكتلة النيابية للديمقراطيين ليصبح أصغر زعيم للكتلة في تاريخ الحزب. وفي عام 2020 انتخب حزبه الدبلوماسية المخضرمة سيغريد كاخ لزعامته في معركة لم يترشح فيها يتن. ولكنه لم ينتظر كثيراً، إذ وجد فرصة سانحة بعد استقالة كاخ في صيف عام 2023 وانتخب لزعامة الحزب.

اقرأ أيضاً


هولندا... حكومات ائتلافية منذ الحرب العالمية الثانية

Dutch Prime Minister Mark Rutte leaves the Parliament building, amid the coronavirus disease (COVID-19) lockdown, in The Hague, Netherlands January 15, 2021. REUTERS/Piroschka van de Wouw REFILE - CORRECTING CITY
Dutch Prime Minister Mark Rutte leaves the Parliament building, amid the coronavirus disease (COVID-19) lockdown, in The Hague, Netherlands January 15, 2021. REUTERS/Piroschka van de Wouw REFILE - CORRECTING CITY
TT

هولندا... حكومات ائتلافية منذ الحرب العالمية الثانية

Dutch Prime Minister Mark Rutte leaves the Parliament building, amid the coronavirus disease (COVID-19) lockdown, in The Hague, Netherlands January 15, 2021. REUTERS/Piroschka van de Wouw REFILE - CORRECTING CITY
Dutch Prime Minister Mark Rutte leaves the Parliament building, amid the coronavirus disease (COVID-19) lockdown, in The Hague, Netherlands January 15, 2021. REUTERS/Piroschka van de Wouw REFILE - CORRECTING CITY

> منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم هولندا حكومات ائتلافية مكونة من حزبين أو أكثر في أحيان كثيرة، بسبب القانون الانتخابي المعتمد الذي يجعل من المستحيل على حزب واحد أن يفوز بالأغلبية. وطغى مارك روته وحزبه حزب «الشعب للحرية والديمقراطية» المحافظ الليبرالي، على الحياة السياسية في السنوات الـ14 الأخيرة تقريباً. فهو ترأس 4 حكومات متتالية بين العامين 2010 و2024، ضم معظمها أكثر من حزبين، حتى استقالته عام 2023 وانتقاله ليصبح أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو). وحظيت حكومته الأولى التي كانت حكومة أقلية وشكَّلها مع حزب «نداء الديمقراطية المسيحي»، بدعم من حزب «الحرية» اليميني المتطرف من دون أن يشارك الأخير في الحكومة.

ولكن الحكومة لم تدم أكثر من عامين بعد خلافات مع خيرت فيلدرز الذي سحب دعمه لها، مما أدى إلى سقوطها. وشكَّل روته حكومته الثانية التي ضمت 4 أحزاب بينها حزب «العمال»، مما سمح لها بأن تحكم طوال فترة ولايتها لخمس سنوات، وكانت الأكثر استقراراً في تاريخ هولندا الحديث. وشكَّل روته حكومته الرابعة عام 2017 لتحكم لمدة 3 سنوات، وضمت 4 أحزاب ولكنها سقطت مبكراً بعد تداعيات أزمة كورونا. وكانت الحكومة الأخيرة التي شكَّلها روته من 4 أحزاب عام 2022، الأقصر عمراً، واستغرق تشكيلها وقتاً قياسياً وصل إلى 299 يوماً، ولكنها انهارت سريعاً بعد خلافات حول الهجرة، ولم تحكم فعلياً أكثر من عام ونصف، ولكنها بقيت حكومة تصريف أعمال لنصف عام إضافي.

وفي عام 2024، حقق حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة فيلدرز فوزاً تاريخياً، ولكن فيلدرز نفسه لم يصبح رئيس حكومة بسبب اشتراط الأحزاب الأخرى التي وافقت على دخول الائتلاف الحكومي معه، على تعيين شخصية أخرى. وتوافقت الأحزاب في النهاية على ديك شوف لرئاسة الحكومة التي ضمت 4 أحزاب من بينها حزب «الحرية» الذي خاض تجربته الأولى في الحكم، ولكنه سرعان من انسحب من الحكومة في صيف العام الجاري بعد خلافات مع الأحزاب الأخرى حول سياسات هجرة متشددة ومخالفة للقانون أراد تطبيقها.