آثار الإعصار «لبان» تتصدر جدول أعمال رئيس الحكومة اليمنية

TT

آثار الإعصار «لبان» تتصدر جدول أعمال رئيس الحكومة اليمنية

أفادت مصادر حكومية يمنية مطلعة بأن رئيس الحكومة الجديد، معين عبد الملك، سيباشر أولى مهامه الميدانية رئيساً لمجلس الوزراء من محافظة المهرة (شرق)، في سياق سعيه للاطلاع عن كثب على الآثار المدمرة التي خلفها الإعصار المداري «لبان» في أثناء ضربه سواحل المحافظة ومعظم مدنها الرئيسية قبل أيام.
وذكرت المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» أن رئيس مجلس الوزراء عبد الملك وضع جدولاً طارئاً لأعمال الحكومة، يتضمن مغادرة الرياض مع عدد من الوزراء إلى «الغيظة»، عاصمة المهرة، لمتابعة أعمال تطبيع الأوضاع، وتقديم المعونات الإنسانية، وبحث الحلول الممكنة مع السلطات المحلية لمعالجة آثار الإعصار.
وبحسب المصادر نفسها، من المتوقع أن يتوجه رئيس الحكومة الجديد إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد زيارته للمهرة، ليبدأ العمل على تنفيذ الخطط التي كلفه الرئيس عبد ربه منصور هادي بتنفيذها من أجل انتشال الاقتصاد، وتحسين الأوضاع المعيشية، ووقف تدهور سعر العملة المحلية.
ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كان رئيس مجلس الوزراء الجديد سيواصل العمل بالطاقم الوزاري الحالي أم أنه سيمضي، بحسب المقربين منه، في إقناع الرئيس هادي والقوى السياسية والحزبية المؤيدة للشرعية بخطته الرامية إلى تقليص الطاقم الوزاري (34 وزيراً) إلى حكومة عمل مصغرة، خصوصاً مع التوجه الحكومي إلى تقليص الإنفاق، وإصلاح الترهلات التي أصابت مفاصل الشرعية خلال السنوات الثلاث الماضية.
كان الرئيس هادي قد وجه الاثنين رئيس الحكومة معين عبد الملك، خلال لقائه به في الرياض، بالعمل «على استكمال تحقيق الأهداف الخمسة المتصلة بمعيشة المواطن بصورة أساسية، في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرق، باعتبارها عصب التنمية والاستقرار المجتمعي بصورة عامة».
وبحسب ما نقلته المصادر الرسمية اليمنية، جدد هادي، خلال اللقاء الذي حضره نائبه الفريق علي محسن الأحمر ونائب رئيس مجلس الوزراء الجديد الدكتور سالم الخنبشي، «دعمه للحكومة في تنفيذ مهامها، وتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجه اليمن، المتصلة بمعيشته وأمنه واستقراره».
وشدد الرئيس اليمني، خلال اللقاء، على أهمية العمل بروح الفريق الواحد، ومواكبة متطلبات المرحلة، واستيعاب تطلعات واحتياجات المواطن، وتعزيز العمل الميداني في مختلف المواقع والجبهات، لاستكمال تحقيق الانتصارات التي يجترحها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لدحر قوى التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية، وبدعم وإسناد من دول التحالف الداعم للشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية.
وإلى جانب مخلفات إعصار «لبان»، تبرز أمام رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبد الملك كثير من العقبات التي تنتظر أن يتجاوزها في الفترة القصيرة المقبلة، ولعل أبرزها - بحسب المراقبين - هو الملف الاقتصادي، والجوانب الأمنية المتعلقة بتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، إلى جانب قدرته على استقطاب الأطراف المعارضة للحكومة داخل أروقة الشرعية نفسها.
وكان الريال اليمني قد شهد انهياراً غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، ليخسر أكثر من 40 في المائة من قيمته خلال شهر واحد فقط، بعدما وصل سعر الدولار الواحد إلى أكثر من 800 ريال، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الريال اليمني الذي خسر نحو 4 أضعاف قيمته منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على الشرعية.
وأدى الانهيار غير المسبوق للريال اليمني إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والوقود، الأمر الذي أثار غضب الشارع اليمني في أكثر من مدينة محررة، وسط مطالبات للحكومة بالتدخل من أجل وضع حد للتدهور، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بالاستفادة من الدعم المقدم للبنك المركزي اليمني من الحكومة السعودية.
ورغم أن اللجنة الاقتصادية اليمنية، التي أنشأها الرئيس هادي حديثاً لمساندة جهود الحكومة في وضع الحلول الاقتصادية الممكنة، كانت قد أوصت باتخاذ عدد من التدابير الاقتصادية على صعيد عمل البنك المركزي اليمني، ودعم استيراد السلع الأساسية والوقود، والحد من نزيف العملة الصعبة، فإن كل ذلك لم ينجح حتى الآن في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أشهر.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».